هل كان أبو بكر في الغار!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سؤال قد يبدو غريبا عند البعض او مستفز للبعض الاخر وقد يكون محفزآ لبعض ثالث. لكنه سوال موجود ويطرح هذه الايام " الخوالي " من تاريخ الامة. قد لايجرأ البعض من الرد على هكذا مواضيع لكني لااشعر بالحرج من ذلك. بل اني اشعر بالخجل عندما أخفي نفسي من هكذا مواضيع مهمة وحساسة تطرح بهذا الشكل. قد يظن البعض اني هنا سوف أصدر " فتوى " بخصوص هذا الموضوع، لكني اريد ان أستبق حسابات البعض واقول مسبقآ ( ليس معنيآ لامن بعيد ولامن قريب بالجانب التفسيري او الفقهي لهذا السؤال الكبير ) بل اني أعترف بعدم أهليتي " الفقهية " اذا جاز التعبير لامن بعيد او قريب بمثل هذه الامور الحساسة. اكبر أهتمامي ينصب عن اسباب طرح مثل هكذا سؤال وفي هذا الوقت بالذات !! ولايفوتني ان أشير الى أن مثل هكذا سؤال يأتي كرد فعل على أسئلة اخرى اكبر واخطر " يعبث " بها الاخرين ويحشد ويستنفر المشاعر والعواطف بالضد من أصحابها وهذا ماتقوم به " قناتي المستقلة والديمقراطية " بدور مميز بقيادة محمد الهاشمي بكل جدارة وامتياز وبدون استقلالية او ديمقراطية، ومنذ فترة طويلة وعلى وجه الخصوص بعد سقوط نظام الصنم في بغداد. وهذه الاسئلة من طراز ( هل الامام علي "ع" كان أحق بالخلافة؟ وهل الامام جعفر الصادق سني او شيعي !؟ وهل أئمة الشيعة معصومين !؟ ) وغيرها من الاسئلة والمواضيع التي تدمي القلب، وايضآ تزيد الكره والبغض بين أبناء الامة الواحدة. والاكبر تزيد حجم دماء العراقيين المستباحة كل يوم وكل ساعة في شوارع بغداد ومدن العراق الاخرى. لان العراق اليوم أصبح بفضل بعض العرب والمسلمين ساحة كبرى لتجربة كل أنواع التخريب واستباحة المحرمات واستهداف الابرياء وايضآ للتنفيس عن احقاد تاريخية بحق هذا الشعب التاريخي و الكريم وتصفية الحسابات الدنيئة معه.
بداية لابد من التذكير أن ابو بكر " رض " اذا كان في الغار أو لم يكن مع رسول الله " ص" فان ذلك لن ( يضيف أو يسلب ) ميزة حسنة من أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب "ع ". لان الأمام علي كان بنفس الوقت يفتدي روحه ونفسه لابن عمه رسول الله وينام في فراشه ويضع كل حياته تحت رماح وسيوف قريش، وكان ايضآ من أراد رسول الله له أن يكون أمينه في أيصال الامانات الى أصحابها من بعده. ثم ابو الحسن هو أبن عم الرسول وخليله وهو الذي لم يسجد لصنم طول حياته وهو وليد الكعبة وهو زوج الزهراء ووالد الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة وكل العترة الطاهرة من أل رسول الله العربي الامين "ص" وهو مقاتل وقاتل أضخم واشجع فرسان العرب بلامنازع. وهو " داح " باب خيبر. وغيرها من السيرة الكبيرة التي لايمكن حصرها.
ومن الجانب الاخر لو بقي من على شالكة محمد الهاشمي يبث البرامج ليل ونهار ليسلب ميزة واحدة من أئمة اهل البيت او يقلل من حب اتباعهم لهم فلن يقدر ان يحقق نجاح ولو بمقدار ذرة بل اني اجزم العكس تمامآ. ونفس الشيء ينطبق على محبي ابو بكر "رض". لكني اجزم ان تناول هكذا مواضيع خطيرة وفي هكذا وقت خطير وحساس من تاريخ الامة، فيه خسائر من النوع الذي لايمكن تقديرها او حصرها وتشمل الجميع دون أسثناء. وايضآ لايمكن النظر بحسن نية وعفوية لمن يصر على تناول هكذا مواضيع " مدمرة " وبشكل علني !! اما من يصر على مناقشة هذه الامور الكبرى فعليه ان يدخل الى غرف وقاعات الفقه و الدرس والدين المختصة بهذه الامور بعيدآ عن الاعلام والمزايدات الفارغة التي يذهب ثمنها دماء ناس ابرياء وفي العراق على وجه الخصوص. وستبقى تلاحق المسببين بها الى يوم الدين.
وعلى الامة ان تسال نفسها كيف وصلنا الى مرحلة كارثية دموية يقتل فيها كل من يحمل أسم علي وحسن وحسين وقاسم ومهدي وعثمان وعمر وابو بكر كما يحدث في بعض مناطق العراق وعلى أيدي البعض وان كانوا قلة لكنها موجودة وبدون أنكار او مزايدات فارغة !! وكيف وصلنا الى مرحلة يذبح فيها الجزائري ابن بلده ويفجر السعودي نفسه وسط اهله ويقتل المصري ابناء حارته والمغربي يفجر نفسه وسط مقاهي الانترنيت والأردني وسط اعراس الناس وغيرها من الامثلة الكثيرة. لكن يبقى الغريب والمفارقة في هذا الارهاب هو بعض الموقف الشعبي والرسمي العربي.. فهذه الجرائم أذا حدثت في البلاد العربية توضع في خانة الارهاب اما في العراق فهي في خانة بطولات العروبة والاسلام !! بل يبقى مثل الزرقاوي هو الاجدر بالدراسة والتحليل حيث كان يحصل بالاستفتاءات داخل الاردن على نسبة دعم تصل الى 99% في عملياته ضد العراقيين وضد فئة معينة على وجه الخصوص. لكم مجرد تفجيره فنادق في عمان نزلت شعبيته الى اقل من 15% !! انها كارثة أخلاقية وأنسانية عظمى. تشابهها كارثة مرت قبل ايام بارادة الاعلام العربي دون ضجيج او متابعة أعلامية ولو بحدها الأدني. حيث تم العثور قبل اسبوعين على مقبرة جماعية جديدة في منطقة الصوفية في الرمادي تحتوي على اكثر من 300 جثة مقطعة الرؤوس، وقد تمت تلك الجرائم خلال الاشهر السابقة من خلال خطف عراقيين مسافرين على الطريق الدولي الى الشام وعمان وذبحهم على الهوية. مثل هذه الاسئلة الكبيرة هي الاحرى بان تبحث لها الامة عن أجوبة في وقتنا الحاضر وليس ان يدخلنا البعض في " دروب " ضيقة الغرض منها تشتيت الانتباه وتمرير أموراكثر خطورة.
هل كان ابو بكر " رض" في الغار !؟ اذا كانت اجابة على مثل هكذا سؤال تساعد الامة في أستباب الامن وأيقاف نزيف الدم العراقي فهي تستحق الدراسة والبحث من الجميع وبشكل علني حتى اخر نفس. واذا كانت اجابة على مثل هكذا سؤال تساعد في محو الأمية عن اكثر من ثمانين مليون عربي فهي ايضآ تستحق البحث العلني. واذا كانت اجابة على مثل هكذا سؤال تساعدنا في صناعة الطائرات والمركبات والاقمار الصناعية وارسالها الى القمر فهو موضوع يستحق البحث فيه بشكل علني. واذا كانت الاجابة على هذا السؤال تحفزنا على صناعة جهاز الكمبيوتر الذي نستخدمه او صناعة حتى " الفانوس "في اقل تقدير وعدم استيراده من الصين لااستخدامه في مناسباتنا الدينية المقدسة في بعض البلدان العربية او للانارة بدلا عن الكهرباء الغائبة كما في العراق فالاجابة في مثل هكذا حالة تستحق اكثر من بحث علني. واذا كان الاجابة تساعد بعض الدول العربية على صناعة " الزبد والجبن " الذي يتم أستيراده فقط من الدنمارك بمليارات الدولارات سنويآ كما أثبتت أزمة الرسوم المسيئة للرسول العربي الامين " ص " فأن ذلك الجواب يستحق عناء البحث العلني. واذا كانت الاجابة على مثل هكذا اسئلة تدفعنا لصناعة " العقال والغترة وحتى الدشداشة " العربية التي نلبسها ونوقف فورآ استيرادها من بلدان اخرى فانه ايضآ ثمن فيه بعض الخير. خاصة اذا كانت الاجابة على هذا السؤال سوف تجبر كل الحكومات العربية للعمل بالطرق الديمقراطية وصناديق الانتخابات وأحترام النتائج المترتبة عليها. حينها سيكون ثمن كبير يستحق فيه مناقشة هكذا أسئلة في العلن !!
وقائمة الأم هذه طويلة ولن تنتهي. لكن الذي يجب أن ينتهي هذا التلاعب المعيب بمصائر الشعوب وأفكار الناس و أيقاف تحريف أهتماماتهم عن جوهر المشاكل الحقيقية التي يعانون منها كما يجب أيقاف المس بمقدسات ومسلمات الاخرين واحترام اختياراتهم الانسانية والدينية والمذهبية. واحترام كل المقدسات الاسلامية الكبرى. وايضآ البحث عن الجامع لا عن المفرق.
محمد الوادي