الأقباط فى الأمثال الشعبية 6
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اللي ياكل عيش النصرانى يضرب بسيفه 2
ثانياً.. سيف النصرانى
" إن وجد مكان للعنف فى الحياة المسيحية فلابد انه العنف الذى يُحتمل وليس العنف الذى يُمارس.. عنف يُحتمل أقتداءً بأحتمال مؤسس المسيحية كطريق يسمو عن انفعالات البشر ويحطم الحلقة المُغلقة - حلقة الإيذاء ومعاملة المثل بالمثل "
بعبارات مثل هذه مهد الكاتب ( لويس ج سويفت Louis j Swift ) استاذ الكلاسيكات فى جامعة كنتكى ومحرر الجريدة الخبرية المسماه ( عن الأباء ) وهى " جريدة جمعية الأباء فى امريكا الشمالية " لكتابه المشوق ( الأباء والخدمة العسكرية) (The early fathers on war and military service)
وحتى يتسنى للقارىء ان يتفهم فحوى أطروحة ( لويس ج سويفت ) عن ( الأباء والخدمة العسكرية ) ومدى علاقتها الوطيدة والوثيقة بـ ( سيف النصرانى ) لابد وان نسوق له فقرة وأخرى من مقدمة الكتاب التى اراد لها ( لويس ) ان تكون مشوقة وقد كان له حقاً ما اراد.
" فى عالم الأسلحة المتطورة والخطط الحربية على مستوى الكرة الأرضية فى عالم التدخل الأجنبى وسعى كل امة وراء مصلحتها الذاتية للمرء الحق فى ان يتساءل إذا كان لأباء الكنيسة رأى يقولونه للأنسان العصرى عن الحرب والخدمة العسكرية
عند تملأ الأستعدادت الحربية الأذهان ويكون كل التفكير حول القذائف والرؤوس الحربية وعندما تحوى الخطط الدفاعية الضربات التى تزيح الأخرين وإزهاق الأرواح انتقاماً للذين ازهقت ارواحهم فمن الصعب تفادى التخمين بأن اقول الكتبة المسيحيين فى مجال الحرب والسلام فى القرون الأربعة الأولى حديث عفا عليه الزمان...."
نعم.... للمرء الحق ان يتساءل إذا كان لأباء الكنيسة رأى يقولونه للأنسان العصرى عن الحرب والخدمة العسكرية
لا..... ليس الحديث عن اقوال الكتبة المسيحيين فى مجال الحرب والسلام فى القرون الأربعة الأولى حديث عفا عليه الزمان
انه - ولكم ان تتخيلوا - زمانه..
ومكانه..
وإذ نتحدث هنا عن ( سيف النصرانى ) لا أجد بداً - والفرصة مواتيه - لإستحضار اقوال اباء المسيحية فى مجال الحرب والسلام ولا اجد افضل من تقديم تلخيصاً ضمنياً مُطعماً ومُدعماً بتعليقات شخصية متواضعة وبتصرف - اجده لازماً - فى الأسلوب لأحتواء وحصر ما نريد ان نقدمه من كتاب ( الأباء والخدمة العسكرية ) بما يخدم ويتفق بالطبع مع حديثنا عن سيف النصرانى
هل للمسيحى ان يستل السيف..؟!
هل له ان يقتل..؟!
هل ان ينضم للخدمة العسكرية..؟!
هل له ان ينضم لصفوف القتال..؟!
دعونا نتأمل أذن فى بعض الكتابات والأقوال الأبائية التى اوردها ( لويس ج سويفت Louis j Swift ) فى كتابه
ترتليانوس ( حوالى 160- 220 م )
bull;" المسيح لعن اعمال السيف إلى الأبد لذلك فالملابس الحربية تعتبر اهانة للمسيحيين ويجب ان يتبرأوا منها " ( عن الصبر 3 )
bull;" هل الخدمة العسكرية مناسبة للمسيحى على الأطلاق ؟ هل يحق ان نعترف بالسيف مع ان الرب قال إن من يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون ؟ أيمكن ان ابن السلام الذى لا يجوز له ان يذهب إلى المحكمة يشترك فى معركة ؟ أيرضى الأنسان الذى لا ينتقم لنفسه ان يشترك فى التقييد بالسلاسل والزج فى السجون وفى اعمال التعذيب والعقاب ؟ أيرضى ان يكون حارس لأخر غير المسيح ؟ أيرضى ان يقف حارساً للهياكل التى قد تعهد ان يرفضها ؟ أيحمى الشياطين الذى اخرجهم بالنهار متكئأ على الرمح الذى مزق جنب المسيح ؟ ويستطيع المرء بالنظر حوله ان يرى الكثير من الأخطاء التى يشترك فى إرتكابها من يقومون بالواجبات العسكرية، ولكن الأمر يختلف إذ امن انسان وهو مجند مثل اولئك الجنود الذين قبلهم يوحنا المعمدان للمعمودية، ومثل قائد المئة المؤمن الذى مدح المسيح إيمانه، وقائد المئة الذى علمه بطرس الأيمان المسيحى ومع ذلك فبمجرد قبول الأنسان للأيمان يحتم عليه ان يترك الخدمة فوراً كما فعل الكثيرون وإلا سيضطر إلى ارتكاب كل صنوف المخالفات، ولا تقدم الخدمة العسكرية إعفاءاً من العقاب على الخطأ، ولا وقاية من الأستشهاد، وغير مسموح بأن تستخدم الضرورة كذريعة، لأن لا ضرورة تسمح بالخطأ عندما تكون الذريعة الوحيدة هى تجنب الخطأ " ( عن التاج 11: 1-7 )
bull;" ولكن السؤال الأن هو : أيمكن لعضو امين ان يصير جندياً ؟ وهل يمكن ان يكون جندياً على درجة وفى صف القتال، هل يمكن ان يُقبل إلى الأيمان علماً بأنه لا يطلب منه أن يقدم ذبيحة لوثن، او ان يحكم فى قضية كبرى ؟ لا يمكن ان تكون هناك موافقة بين قسم يقطع امام الله وقسم يقطع امام الأنسان، بين مستوى المسيح ومستوى الشيطان، بين معسكر النور ومعسكر الظلمة. لا يمكن ان تكون النفس مدينة لسيدين الله وقيصر. وموسى طبعاً امسك بعصا، ولبس هرون حزاماً حربياً ويوحنا كانت له صدره، ويشوع ابن نون قاد جيشاً والأمة اليهودية خاضت حروباً، ولكن كيف يُقدم المسيحى على تلك الأفعال ؟ كيف يخدم فى الجيش وفى اثناء وقت السلم بدون السيف الذى ابعده المسيح ؟ وحتى إذا جاء الجنود إلى يوحنا يطلبون نصيحة عن كيف يسلكون، وحتى لو صار قائد المئة مؤمناً، فأن الرب بنهيه لبطرس لكى يرد سيفه فقد جرد منه كل جندى بعد ذلك وغير مسموح لنا أن نلبس اى سلاح يرمز لعمل خاطىء " ( عن الوثنية 19: 1-3 )
القديس كبريانوس القرطجانى ( مات عام 258 م )
bull; ندد بقتل الإنسان ( عن ملابس العذراى on the dress of virgins )
bull;انتقد بطل الحياه العسكرية ولم يخدعه التعلل بأغراض الدولة كحجاب لأهوال الحرب
bull;" لاحظ ان الطرق قد صارت غير مطروقة بسبب اللصوص، والبحار امتلأت بالقراصنه، وفى كل مكان نشبت الحروب، يصحبها شبح سفك الدماء الذى يحوم فوق المعسكر، وقد سقوا بعضهم بعضاً من الدم المسفوك. عندما يُذبح انسان على مستوى الأفراد، فهذا يعتبر جريمة. ولكن عندما يحدث القتل من اجل الدولة فهذا يدعونه فضيلة وتفلت الجريمة من العقاب ليس لأن مُقترفيها غير مُذنبين بل لأن قساوتهم شاملة جداً " ( إلى دوناتوس to donatos )
اوريجانوس ( حوالى عام 185 - 254 م )
bull;" منع مُشرع المسيحيين القتل منعاً مُطلقاً ولما علم تلاميذه. بأنه لا يوجد ما يبرر إتخاذ اى أجراء مثل ذلك ضد إنسان حتى ولو كان اعظم مسىء. فقد اعتبر ( يسوع ) ان الموافقة على اى نوع من القتل. مهما كان ضداً لتشريعه الموحى به من الله " ( ضد سلسوس 8:3 )
bull;" وأما الذين يتساءلون عن منشأنا ومُنشئنا فنجيبهم أننا جئنا تجاوباً مع أوامر يسوع أن نطبع سيوفنا محاريث فكرية تصارع ضد الغطرسة ونحول الرماح إلى مناجل بها نحارب ذلك لأننا لن نشهر السيف ضد أي أمة ولن نتعلم الحرب فيما بعد وبدلاً من مجازاة العوائد التي جعلتنا غرباء عن العهود صرنا أبناء السلام بيسوع مؤسسنا " ( ضد سلسوس 33:5 )
bull;" يجب ان نحذر من ان نتسل السيف سواء كان فى الجيش او لغرض الأنتقام لضرر وقع علينا او لأى سبب اخر. لأن تعليم المسيح فى الأناجيل يعتبر كل هذه الأستخدامات رجساً... لذلك وإن كان لابد من ان نكون مُسالمين لمن يحتقرون السلام فلا يجوز ان يستخدم السيف ضد اى انسان " ( عظات تفسيرية من يشوع 15 )
bull;" ويمضى سلسوس فى تشجيعنا لأن نساعد الأمبراطور بكل ما اوتينا من قوة، ولأن نعمل معه فى القضايا العادلة، وان نحارب من اجله، ونخدم فى جيشه، إذ لزم الأمر سواء كجنود او جنرالات، فعلى هذا نجيب بأنه حين يحين هذا المطلب، لإننا نقدم للأمبراطور المعونة الألهية وكأننا نلبس " سلاح الله " ( اف 11:6 ) ونعمل هذا طاعة لصوت الرسول القائل " فأطلب اول كل شىء ان تُقام طلبات وصلوات وإبتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس لأجل الملوك وجميع الذين فى منصب " ( 1 تى 2 : 2،1 ) وليكن معلوماً ان ازدياد صلاح إنسان يتبعه إزدياد الفاعلية التى بها يعين الأمبراطور - هذا يفوق فاعلية الجيوش التى تتجرد لقتل الكثيرين من الأعداء بقدر إمكانهم فى خطوط المعارك. هذا جوابنا للذين لا يعرفون إيماننا، وللذين يطلبون منا ان نحمل السلاح ونقتل الناس من اجل الصالح العام.
المسيحيين يحاربون عن طريق صلواتهم إلى الله من اجل الذين فى المعركة، من اجل قضية عادلة، ومن اجل امبراطور يحكم بالعدل، حتى تنتهى كل مقاومة ضد السالكين بالأستقامة. وفضلاً عن ذلك فإننا نساعد الأمبراطور أكثر بجهادنا فى صلوتنا من اجل هزيمة الشياطين التى تهيج الحرب، وتنقض الشهود وتزعج السلام - اكثر من المفروض فيهم انهم يشنون الحرب، ولكننا نحرب من اجله بتجريدنا جيشاً خاصاً من الصلاح فى الصلاه إلى الله " ( ضد سلسوس 8: 73.. تفنيد الأتهامات التى كالها سلسوس الناقد الوثنى ضد المسيحيين ( خاصة قوله بأن فكرة رفض المسيحين حمل السلاح يجعلهم مواطنين غير صالحين )
لاكتانيوس ( حوالى 180-320م )
bull; " من يفعل ذلك يفقد صفة " الصالح " لأن شر من يرد الأذى لا يقل عن شر البادىء به " (فى تعليقه على نصيحة شيشرون بأن الرجل الصالح لا يجوز له أن يؤذى إلا من اوقع عليه الأذى.. )
bull;" يجب ان نتجنب عروض المبارزة لأنها تجربة شبيهة بالرذيلة، ولأن لها قدرة عظيمة على إفساد النفوس. فهى تقدم الضرر البليغ للحياه بدلاً من المساهمة فى إسعادها. بل ان اى فرد يتلذذ بمشاهدة إانسان يقتل ( ولو ان ذلك الشخص محكوم عليه بالأعدام )، يخالف ضميره، تماماً مثل من يشاهد ويشترك فى قتل يتم بغدر، ويشهد على شر ذلك العمل ذات الكلمة التى يستخدمها الوثنيون فى وصف هذه الأحداث التى يهرق فيها الدم البشرى وهى " ألعاب " فهى تشهد بأنهم متجنبون من إنسانيتهم، إذ يعتقدون أنهم يلعبون حال كونهم يزهقون أرواح البشر. وفى الحقيقة فإنهم جناه يفوق أذاهم أذى الناس الذين يتلذذون بقتلهم. وأنى أتساءل : أيمكن ان يكون امرؤ عادلاً او وقوراً، حال كونه يسمح بقتل اناس موشكين على الموت وهم يطلبون الرحمة - وليس هذا فحسب بل يعذب ضحاياه ويميتهم بعقوبات قاسية وغير انسانية حينما يجد نفسه - فى نهم - لم يكتف بالجروح التى سبق أن احدثت، والدم الذى سبق أن نزف " ( القواعد الألهية 9:20:6 )
bull;" لا يحق للذين يجاهدون ان يسلكوا مسلك الفضيلة، أن يشاركوا فى هذا النوع من القتل بالجملة ( أى المبارزة ) أو ان يكونوا مشيرين لفاعليها. لأنه حينما ينهى الله عن القتل، فهو لا يأمرنا فقط بتجنب النهب المسلح الذى هو مخالفة حتى للقانون العام، بل ينهانا أيضاً عن مخالفة ما اتفق علية البشر من أخلاقيات، وهكذا لا يحق لرجل بار ان يخدم فى الجيش، حيث ان البر ذاته هو صورة خدمته. كما انه يحق لرجل بار ان يلصق بإنسان التهمة العظمى، فلا فرق بين أن تقتل بسيف أو بكلمة، حيث أن القتل ذاته ممنوع. وهكذا فلا أستثناء فى وصية الله هذه. إن قتل إنسان - الذى أراد الله أن تكون له حرمته - هو عمل خاطى على طول الخط " (القواعد الألهية 15:20:6 )
bull;" لأن المكاسب التى يجنيها وطنك هى خسائر لوطن اخر او امة اخرى، وتمديد التخوم عن طريق أرض مأخوذة بالقوة من امة اخرى، لتزيد حجم الأمبراطورية وليرفع دخل الفرد - هو بلا شك لا يعبر من الفضائل بل العكس هو الصحيح ( القواعد الألهية 5: 6: 19 )
bull;" كيف يمكن ان يكون انسان عادلاً إذا كان يؤدى ويبغض ويسلب ويقتل ؟ والذين يجاهدون ليفيدوا بلادهم ( بالحرب ) يفعلون كل هذه. إنهم لا يعلمون معنى كلمة ( يفيد )، إذا كان كل ما يفتكرون فيه أن كل ما يمكنهم ان يمسكوه باليد هو شىء مفيد ونافع لبلادهم.. هذه الأشياء التى يدعونها بركات : الذين يملأون بها الخزائن بالمال عن طريق قهر الدول وقتل الناس، الذين يوسعون التخوم ويجعلون مواطنيهم أكثر غنى. على ان الذين يقعون فى هذا الخطأ ليسوا فقط الجهلة. بل يقع فيها أيضاً حتى الفلاسفة الذين يضعون الخطوط العامة ويرسمون ملامح الظلم حتى لا يدعوا لحماقة وسوء النية بلا اساس وتنظيم وهكذا، فحين يناقشون التزاماتهم المتعلقة بالشئون الحربية. فأن اى من تعليمهم لا يتمشى مع فكرة العدالة او الفضيلة فى معناها الصحيح ( القواعد الألهية 6:6:22-24 )
bull;" يفكر الرومانيون أن الطريق الوحيد للخلود هو قيادة الجيوش، وتخريب التخوم الأجنبية. وهدم المدن وتدمير البلدان، وقتل الأحرار او استعبادهم، وانهم كلما كثر من يهزمونهم او يسلبونهم او يقتلونهم. كلما زادت شهرتهم. وقد أستأسرهم رؤية المجد الباطل. فأسموا اعمال الأجرام فضائل. ولو ان رجلاً خنق فرداً واحداً لأعتبروه مجرماً خسيساً، ويرى الناس انه من الخطأ ان يسمحوا له بالدخول إلى مساكن الألهة : اما الذى يقتل الألاف التى لا تعد. الذى يجعل الدم يجرى فى الحقول. الذى لوث الأنهار، فهذا يسمح له ليس ان يدخل الهياكل الأرضية بل ان يدخل السماء ذاتها " ( القواعد الألهية 18:1- 8-10 )
ويجدر بنا فى الحقيقة - وحتى يتسنى لنا الحصول على قدر معرفى اكبر عن الخلفية والأرضية الفكرية التى تحرك عليها أباء الكنسية فى القرون الثلاثة الأولى فيما يخص موضوع السيف والحرب والخدمة العسكرية لابد وان نتفهم المبادىء العامة التى حكمت وتحكمت فى هذا الشأن الخطير
اولاً... لا يوجد نشط بشرى على طرفى نقيض مع روح الأناجيل مثل العنف والحرب وهو مبدأ مسيحى عام
ثانياً... ليس للنصرانى سيف.. سوى (سيف الروح ) الذى هو كلمة الله ( اف 17:6 ).. وذلك السيف انما احد مكونات العدة الروحية التى لابد وان تكسو كيان المسيحى فتحفظه من ضربات العدو، وقد تم توصيف هذه العدة فى الكتاب المقدس على انها ( سلاح الله الكامل )
" البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. 12 فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. 13 من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. 14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر 15 وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.16 حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. 17 وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله. "
إن حرب المسيحى إذن ليست ضد انسان انما ضد ابليس العدو العام لكل البشرية
ثانياً... فى تلك الأزمنة الغابرة كان ضرباً من المستحيل بالنسبة للمسيحى ان يشغل منصباً عاماً كأن يكون حاكماً او ضابطاً فى الجيش إذ كان عليه فى مثل هذه الوظائف ان يقدم اقساماً وثنية مُعينة وان يُقدم بخوراً لصورة الأمبراطور هذا فضلاً عن الطقوس الوثنية الكثيرة التى كانت تُمارس فى حالة الحرب ( قبل بدئها وأثناء المعارك فى ساحة القتال استجلاباً لرضى الألهة وفى احتفالات النصر شكراً لمؤزارتها )
كانت العبادة الوثنية - كما قال عنها المؤرخ الكبير شاف shaff - تتداخل فى كل مرافق الدولة الرومانية كخيوط النسيج الواحد المغزولة معاً
بل والعجيب انه كانت هناك فرق كاملة من الكهنة ( تسمى فسيالس facials ) مسئولة عن إعلان الحرب وتلاوة الصيغ المقدسة وإقامة الشعائر وتقديم القرابين والأدعية للألهه الوثنية لأستدرار مراحمهم اثناء الحروب
ولعل قول ( فوستيل دى كولانج ) فى كتابه ( المدينة العتيقة.. دراسة لعبادة الأغريق والرومان وشرعهم وانظمتهم ) يلخص بصورة ما نريد ان نقوله هنا
" كان الجيش اثناء المعركة يمثل صورة المدينة وكانت ديانتها تلاحقه.. يحملون معهم تماثيل معبوداتهم.. وكان كل جيش يحمل معه موقداً ويغذى ناره المقدسة ليل نهار وكان يرافق الجيش الرومانى الكهنة والمُستخيرون.. وكانوا يقدمون قرباناً بعد كل انتصار "
لذا لم يكن من الغريب ان يُمنع المسيحى من ان يستل السيف ويمنع كذلك من الأنضمام للخدمة العسكرية وخوض الحروب
نقول هذا حتى لا يعتقد البعض ان مقالنا هذا وما ورد فيه انما هو دعوة لعصيان مدنى قبطى
إن الكنيسة اليوم لا تمنع اولادها من الدخول إلى الجيش بل والحرب من اجل السلام العام وحماية الوطن
لكن كيف ؟!
هل تغير فكر الكنيسة ؟!
هل تجزآت المبادىء المسيحية السامية ؟!
دعونا ننتظر معاً مقالنا القادم حول موقف الكنيسة الأن من الحرب والخدمة العسكرية وسنراعى ان يكون منفصلاً عن سلسلتنا هذه ( الأقباط فى الأمثال الشعبية ) حتى لا نحمل المثل ( اللى ياكل عيش النصرانى يضرب بسيفة ) اكثر مما يحتمل
يبقى لنا اخيراً ان نقول ان استخدام السيف هنا هو استخدام شعبى مجازى وحسناً قال العلامة المحقق احمد تيمور باشا فى تفسيره للمثل
" من اصاب من نعم قوم ومعروفهم انتصر لهم وصال بقوتهم "
لا انا بل نعمة الله التى معى
جورج شكرى