أصداء

الظلام يطارد النور في العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بهذه الوحشية والقسوة المنفلتة، والتعطش للدماء، والرغبة في التدمير والخراب وإطفاء شعلة الحياة، بكل هذا وغيره يسعى أعداء الإنسان والحرية للقضاء على الروح العراقية وتاريخها الثمين، وحضارتها الزاهرة وثقافتها النيرة، من خلال حربهم العدوانية وهمجيتهم النادرة.


إنهم حقا لا يستثنون أحدا، يستهدفون الجميع بلا رحمة، يستهدفون الأطفال في مدارسهم وفي ساحات لعبهم، يستهدفون الكسبة والباعة في الشوارع والساحة العامة، يخطفون النساء والرجال على حد سواء، يغتالون رجال العلم والثقافة والسياسة والرياضة والإبداع.


وهناك المئات من أساتذة الجامعات والأطباء والمحامين والفنانين والسياسيين والأدباء والرياضيين وغيرهم من المبدعين، قد خسرهم العراق نتيجة إرهاب العصابات وعنفهم الدموي، ولم يسلم من هؤلاء القتلة حتى شارع الثقافة والأدب والعلم والإبداع، شارع المتنبي، إنهم جهلة وليسوا ببشر.


أن هؤلاء أحرقوا أماكن العبادة، وفجروا الجامعات ودور الثقافة، ووصل بهم الحال لعزل الكرخ عن الرصافة، من خلال تدمير جسور بغداد، وساهموا في جعل عاصمة العراق الجميلة مناطق طائفية، وخنادق مذهبية متقابلة ومتصارعة وتهجير أبناء بغداد بالقوة من منطقة الى إخرى.


إنهم يريدون قتل العراق بكامله، ولا أحد خارج دائرة عنفهم وإرهابهم، وإلا مامعنى تفجير مطعم تابع لمجلس النواب العراقي والذي يضم كل المكونات العراقية؟، وما معنى أن يتم تفجير سيارات مفخخة في الساحات العامة في بغداد وبعض مدن العراق الإخرى؟.


إذن الجميع مستهدف، وإذا كانت هناك مقاومة ( شريفة ) كما يقولون، لماذا لا تدين وتشجب مثل هذه الأعمال الوحشية والقتل العشوائي؟، وإذا كانت المقاومة تعمل من أجل خير العراق وتحرره وإعماره، لماذا لا تحارب الإرهابيين وقتلة العراقيين أولا، إذا كانوا حقا إنهم يقاومون من أجل العراق وأهله؟.
أن حقيقة الصراع في العراق معروفة، حتى لو أراد البعض أن يغطيها بمختلف الأقنعة، ويصورها بغير صورها، فأنها تنطق وتقول بأعلى صوتها ولا يخيفها أحد، لأنها صوت العراق بكل ألوانه المتعددة الزاهية.


أن ظلامكم وجهلكم مهما طارد نورنا فلا يستطيع إطفاءه أبدا، لأن تجارب التاريخ تقول، لا يمكن لزمر ضالة أن تقضي على الشعوب.

حمزة الشمخي

alshamkhi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف