أصداء

العوق الفكري العربي في قتل الشيعة!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سوف تستفز هذه المقالة أبطال " القومجية " العربية وايضآ سوف يتبارى حد التزاحم أصحاب الفكر الأنساني المنحرف واصحاب الشعارات الرنانة " التي عمرها ماقتلت ذبابة " ليصفوا المقالة هذه وصاحبها بالطائفية. واقول مقدمآ لاهذا وذاك ولامابينهما، سوف يجعلني أتراجع ولو قيد نملة عن الخطوط الرئيسية في مقالتي هذه. لان الذي يحدث في العراق اكبر بكثير من أن يتراجع الانسان العراقي امام مثل هذه " الطروادات " التي دمرت الامة واستباحة كرامة ابنائها في ذلك البلد العتيد الذي أسمه العراق. تحت شعارات واهية ضعيفة لاتصمد أمام أبسط تعريف لمعنى الانسانية او معنى الوطنية والقومية او أدنى معاني المقاومة. التي عرفها التاريخ والشعوب. فهي مكانها الصحيح والواقعي يقع في خانة الارهاب والاجرام والسقوط الأنساني.

ثلاث انفجارات في ساعات محددة وفي نفس اليوم وفي ثلاث احياء ذات طابع سكاني شيعي في مدينة الصدر والكرادة ومنطقة الصدرية حصدت ارواح اكثر من 200 مواطن عراقي وجرحت الالاف من البشر. ليس لذنب يذكر سوى الاختلاف المذهبي. وهذ الحادثة ليس متفردة او نادرة بل هي تحدث بمعدل يومي. كل العراقيين يتعرضون لهذا الموت اليومي دون استثناء والدليل على ذلك الأنفجارات التي جرت في الفلوجة والرمادي خلال الفترة الاخيرة. ولكن لو أجرينا مسالة مقارنة وعملية حسابية بسيطة من ناحية النسبة والتناسب. سنجد أن قتل شيعة العراق فاق كل تصور وتجاوز كل حدود ووصل الى حد يكاد احيانآ يلامس الانفجار الهائل في ردود الافعال. لأن الموت الشيعي اصبح المادة اليومية التي لاتغيب او حتى تاخذ عطلة ولو بسيطة!!

وما تصريح الرئيس الطلباني المميز والمتفرد والانساني الذي اشار الى نسبة القتل اليومي " ضحاياها اكثر من 80% من الشيعة " الأ صرخة كبرى وصوت مدوي في وقت الخرس والصم والبكم العربي بعض الشعبي والرسمي. في وقت السكوت العربي المريب والمعيب والمخجل.

لكن نفس هذه اصوات الصم والبكم العربي. تتحول الى مشارط للتجريح وابواق للتصريح وفؤوس للتهديم وقنابل جاهزة للتفجير وصراخ شاذ ونشاز في حال تعرض ولو بعض العراقيين لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة الى القتل. لكن من طائفة اخرى!!

بالتاكيد قتل اي عراقي مرفوض بغض النظر عن هويته او قوميته او مذهبه.. لكن الادانة الاكبر توجه الى هولاء اصحاب المواقف الشاذة. الذين ترافق مواقفهم المتبجحة هذه أنتقائية أنسانية بائسة. وتقع تحت طائلة العنصرية المذهبية اذا جاز التعبير. ولكنها ايضآ تشير الى خلل عظيم في التفكير العربي الذي يسير بهذا النهج الدموي والعنصري في الموت والتصرف والتوجه. فلقد تجاهل كل هولاء وبشكل مثير للشفقة عليهم هذه الجريمة الشنعاء بحق ابناء العراق من الشيعة ودفنوا رؤسهم

تحت عباءات ومظلات لم تعد تمر على أبسط عراقي. ولقد اختفى بالمرة كل اصوت الحكومات العربية التي تطالب بتوزيع السلطة بطريقة عادلة على العراقيين!! بينما هم يغتصبون الحكم في بلدانهم منذ عشرات السنيين. ولقد اختفى ايضآ صوت " المغرد " عمرو موسى رئيس مايسمى بالجامعة العربية من هذه الجريمة الشنعاء التي تقع في قائمة طويلة وعريضة من الجرائم لم تنتهي لحد الان. ولقد علت الابتسامة وجوه مذيعات القنوات العربية المشبوهة وهي تذيع انباء قتل اكثر من 200 عراقي بريء في ذلك اليوم الاسود. فيما كانت نفس هذه المذيعات تتحول الى حيوانات مفترسة وجارحة تكاد تنفث سمها من خلال الشاشة لمجرد جريمة صغيرة بحق الطرف الاخر من العراقيين.

أن هذه الانتقائية العربية في التعامل مع الجرائم التي ترتكب بحق العراقيين. لايمكن النظر اليها بحسن نية او براءة فاأخر من يستحق هذه الاوصاف هو الموقف العربي في العراق. هذا الموقف المرتبك والذي يساهم بجدارة وبقوة بصناعة الموت العراقي اليومي من خلال الدعم المادي والبشري. كما يساهم وبقوة بدفع " بعض " من اكبر شريحة عراقية تمثل غالبية الشعب من الشيعة بالاتجاه الى اطراف اقليمية اخرى بحثآ وتعويضآ عن الدعم العربي المفقود والذي تحول الى سيف لقص رقابهم واستهداف حياتهم بشكل يومي. بالاضافة الى تحوله الى معول لهدم وسلب كل مميزات ونتائج الديمقراطية في العراق. ان هذا العوق الفكري العربي الذي تحول الى نهج مدمر في العراق سيعطي نتائج كارثية عظمى ومعاكسة وسيجعل من هذه الاغلبية العراقية " تلعن " الساعة التي جمعتهم باامة واحدة بمثل هذه النماذج المميته والمساهمة بكل الاشكال بقتلهم او السكوت على ذبحهم كما جرى خلال كل العصور السابقة. وهذا سوف يتيح المجال لدول الجوار العراقي الغير عربي لملء فراغ صفحات الموت و الدعم العربي المفقود.. وحينها سيكون امام العرب حلين لاثالث لهما.. اما تنظيم المهرجانات الشعرية التي تتباكى على عروبة العراق المفقودة!! او تشكيل وفد وزاري عربي منبثق عن القمم العربية يفاوض دول الجوار على حدود العراق الجديدة التي سوف تصل بكل تاكيد الى الرصافة والكرخ في قلب بغداد!! فهل يصحوا العرب ويفهمون انهم يقتلون باخوانهم وابنائهم في العراق من الشيعة و بنفس الوقت يشجعون على قتل عروبة العراق بقتلهم هذا. او ان مسالة العوق الفكري العربي قد اصبحت مزمنة الى حد لايمكن التراجع عنه ولا أمل يرجى منه. بل سيكون الابرز دائمآ هذه التعصب المذهبي الاسود الدموي على حساب حتى " قوميتهم " التي يتبجحون بها.!؟ ليس هناك كثير من الوقت المتاح للاجابة على هذه الاسئلة الكبرى وبشكل عملي وليس مجرد تصريحات أصبحت مملة ومقرفة. وأرصفة بغداد كل تصبغ يوم بدماء الابرياء.

محمد الوادي

al-wadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف