جدار أمني أم جدار طائفي؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يختلف إثنان من العراقيين وأصدقاء العراق، حول أهمية إحلال الأمان والإستقرار في العاصمة العراقية بغداد ومدن العراق الإخرى، ولكن لم نر هذا بالرغم من الخطط الأمنية والعسكرية العديدة، وآخرها خطة فرض القانون في بغداد والتي لم تحقق ما رسم لها لحد الآن.
لأن معالجة الأوضاع الأمنية المتردية والمأساوية في العراق تتطلب قبل كل شئ، الولاء للوطن والإبتعاد عن التخندق الطائفي والمناطقي، الذي ساهم في تعميق داء الطائفية وعزل مناطق عن مناطق إخرى في بغداد، وتهجير الناس من بيوتهم بالتهديد وقوة السلاح، من أجل تقسيم مدينة بغداد مذهبيا، بعد أن كانت عاصمة العراق الجميلة لكل العراقيين دون تمييز.
واليوم وبعد تشييد جدار إسمنتي هنا وجدار إسمنتي هناك، لعزل هذه المنطقة عن تلك المنطقة، وجعل بغداد عبارة عن مناطق مغلقة بحجة حماية الناس من الهجمات الإرهابية والسيارات المفخخة كما يقال، ولكن هذه الجدران العازلة ستعمق التمييز الطائفي والمناطقي ما بين أبناء الوطن الواحد منذ الآف السنين.
ومن يريد تحقيق الأمن والهدوء في العراق، عليه أن يحل المشكلة من أساسها والتي تتلخص، بجدولة إنسحاب القوات الأجنبية من العراق، والإبتعاد عن المحاصصة بكل أشكالها، وتوفير كل الخدمات الضرورية للمواطنين، ومحاربة العصابات والزمر الإرهابية وتفكيك الميليشيات، والبدء بالبناء والعمران وتوفير فرص العمل للعاطلين، ومساعدة المحتاجين والعاجزين وكل من لا يستطيع العمل.
وكل هذه الخطوات وغيرها، ليست صعبة التحقيق في بلد مثل إمكانيات العراق الإقتصادية وطاقاته البشرية، إذا تظافرت الجهود الوطنية المخلصة، لأننا لا نريد جدرانا يشيد ظاهرها بإسم سيادة الأمن والأمان والإستقرار، وباطنها طائفيا وعنصريا لا يخلص العراق من محنته الحالية أبدا.
ومن الغريب بالأمر، حتى أن رئيس الوزراء العراقي، رفض بناء مثل هذه الجدران في العاصمة بغداد، فهل أن قوات الإحتلال وحدها هي التي قررت وخططت ونفذت ذلك دون علم الحكومة العراقية؟.
وإذا كان ذلك صحيحا، فأين إستقلالية وشرعية الحكومة العراقية إذن، من كل ما يحدث في العراق؟
حمزة الشمخي
alshamkhi@hotmail.com