أصداء

تقسيم العراق واقع لا يحتاج الى بناء اسوار عازلة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا ادرى لماذا هذة الضجة المفتعلة التى ثارت عقب الاعلان عن عزم القوات الامريكية بناء اسوار امنية عازلة حول بعض احياء العاصمة العراقية لحماية سكانها من الهجمات الانتحارية الشرسة التى تتعرض لها يوميا من قبل عناصر ارهابية داخلية وخارجية لايهمها سوى الخراب والدمار وسفك الدماء.. ان هذة الضجة لا يوجد مبررا لها لان هذة الجدران العازلة التى اصبحوا فجأة يتحدثون عنها كانت بالفعل موجودة فى الواقع على ارض العراق قبل دخول الامريكان والحلفاء بزمان وطيلة فترة حكم صدام والحكام الذين سبقوة... ولم نكن نسمع عن هذة الحوائط والحواجز ايام صدام والتى يسعى الامريكان حاليا لاقامتها للعزل بين الشيعة والسنة والاكراد لانة كان يحكم العراق بقبضة من حديد ونار..

اننى اعتقد ان تقسيم العراق قد تم بالفعل وان لم يكن بعد اخذ الشكل الرسمى والقانونى.. امر اصبح واقعا منذ سقوط نظام صدام حسين ولا يحتاج الى بناء مزيد من الاسوار والحواجز بين الشيعة والسنة والاكراد وبقية فئات المجتمع العراقى. وفى تصورى لو ادرك الامريكان او غيرهم ان الحواجز النفسية والعقائدية والقبلية هى اقوى واكثر صلابة وفاعلية للفصل بين الفئات العراقية المتناحرة لما فكروا فى اضاعة الاموال والوقت والجهد لتشيد حوائط لا قيمة لها ولن تضيف شيئا سواء بالسلب او النقصان للواقع المر الذى تعيشة العراق حاليا.

والمثير للسخرية ان المتابع لما يجرى على الساحة العراقية يجد ان الجميع من عرب ويهود وامريكان وانجليز واتراك وايرانيين قد اتفقوا بطريقة غير مباشرة على هدف واحد الا وهو تمزيق هذا البلد وليس فقط تقسيمة الى ثلاث دويلات او مقاطعات..ايران على سبيل المثال رغم عداوتها لاسرائيل والامريكان الا ان دعمها القوى للشيعة فى العراق يساهم فى تكريس تقسيم العراق ويصب فى النهاية فى خدمة طموحات واحلام اسرائيل..وغير ايران نجد تركيا التى تحلم بفرض سيطرتها على شمال العراق حتى تمنع قيام دولة للاكراد وحتى يكون من نصيبها ايضا بعض المناطق العراقية الغنية بالبترول.. وغير ايران وتركيا وسوريا نجد التحالف المصرى السعودى الموالى للامريكان لا يخفى دعمة الادبى والمعنوى للسنة فى العراق تخوفا من سيطرة الشيعة - على حكم العراق - الذين اتهمهم الرئيس مبارك علانية بولائهم الى ايران. وبطبيعة الحال لا يخدم الموقف المصرى والجوار العراقي المدعم للسنة وحدة العراق بل على العكس يساهم فى اشعال الصراع بين السنة والشيعة رغم انهم يبدون فى الظاهر وامام شعوبهم بانهم يسعون لوحدة الشعب العراقى ورحيل القوات الامريكية المحتلة عن ارضة!!

وهكذا نجد ان الجميع من دول غربية وعربية واسلامية رغم تناقضاتهم واختلاف مصالحهم الا انهم التقوا جميا على تحقيق هدف واحد لا غيرة الا وهو تقسيم العراق لخدمة مصالحهم القومية واهدافهم حتى لو كان الثمن ملاين اخرى ضحايا من ابناء الشعب العراقى.

اننى اقترح ان تبادر الحكومة العراقية سريعا باعلان دولة العراق الفيدرالية لكى تجمع الكل تحت علمها من شيعة وسنة واكراد ومسيحين وغيرهم وذلك حتى تفوت الفرصة على تدخلات الدول الاخرى المجاورة وغير المجاورة وايضا لوقف نزف المزيد من دماء الابرياء ومنع حدوث حرب اهلية ربما تستمر لسنوات اخرى تقضى على ما تبقى من العراق وتعطى الحجة والمبرر لبقاء الاحتلال لسنوات اخرى.

صبحى فؤاد

استراليا

23 ابريل 2007

sobh@iprimus.com.au

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف