أصداء

مهرجان المدى الثقافي، لماذا في أربيل؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نشرت ايلاف قبل ايام مقالا حماسيا للكاتب احمد ابو مطر عن توجهه لاربيل للانضمام الى مهرجان المدى الثقافي. وقد تغزل بما سمح به المكان من الغزل بالتجربة الكردية وباربيللو او اربيل وبالمهرجان طبعا. ولا نخالفه الرأي في مديح التجربة الكردية بالرغم من الانتهاكات التي تظهر بين فترة واخرى. انما نخالفه في المبالغة التي لاتغيب عن مقالاته سلبا او ايجابا.

كان مهرجان المدى تحول لاربيل من دمشق بعد سنوات من اقامة الاحتفال فيها حيث كان المقر الرئيس لدار المدى وصاحبها فخري كريم زنكنة الذي حول بعد سقوط نظام صدام الاحتفال الى أربيل دون ان تبرز اي اشارة لعلاقة مهرجان للثقافة العربية بمدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق.

التبريرات التي تصل من المقربين او الدائرين في فلك صاحب الدار بان الاسباب امنية بحتة تبدو اليوم غير مقنعة فتلك التبريرات سيصدمها وجود امن مشابه في وسط او جنوب العراق كمدن الناصرية او النجف او السماوة او العمارة او الكوت. وسيزول العجب حين نعلم ان مهرجانا اخر بات يقام في اربيل ايضا او السليمانية حينا هو مهرجان الجواهري الذي من المفروض ان يقام في مسقط رأس الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف وهي تتمتع بامان شبيه بامان كردستان.

وسيزول التساؤل بشكل اكبر حين نعلم ان نفقة المهرجان تدفع من المخصصات الاجتماعية للرئيس جلال الطالباني الذي من المفروض انه رئيس لكل العراقيين وليس للاكراد فقط. فلم لايطلب ممولو المهرجان اقامته في مكان اخر امن ايضا وهو مستشار الرئيس الطالباني الثقافي؟

الطريف ان لااحد من المدعوين للمهرجان سال او سيسأل فخري كريم عن سبب اصراره على اقامة مهرجان المدى في أربيل فربما غضب منه وحرمه الدعوة في العام القادم. والاطرف المقالات المبالغة في المديح التي مازال يدبجها كتاب عرب وعراقيين احيانا مديحا للمهرجان ولصاحبه دون التساؤل ولو همسا عن سبب تهميش بقية مدن العراق الامنة واظهارها بمظهر مخالف للواقع وكأن عرب العراق وحوش لايصلحون للثقافة او الحياة.

اخيرا نطرح سؤالا برئيا عن الغاية التي سيحققها مهرجان المدى غير الدعاية لصاحبه ولرئاسة اقليم كردستان على مقربة من مئات المتسولين والمتحدثين همسا خشية غضب قوات الاسايش منهم وربما يلحقون برئيس تحرير مجلة لفين أحمد ميرة في السليمانية الذي سمح لنفسه بمناقشة ارث الرئيس الطالباني والوريث المحتمل له. وقبله لقى الكاتب كمال سيد قادر نفس المصير في أربيل.

اتمنى من مدبجي المقالات والتي نشر بعضها في ايلاف ان يوجهوا سؤالا عن مصير المثقفين الكرد الذين ينتقدون ارث البرزاني او الطالباني وهل كردستان كما يصورها صاحب مهرجان المدى الذي نحترم فيه اعتزازه بكرديته؟
وليجرب احد المدعوين من مدبجين وصامتين ان ينتقد علنا نظاما قمعيا كالنظام السوري على سبيل المثال فهل يستطيع؟!

محمد هاشم

mkasem8@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف