أصداء

هذه هي الاعظمية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كثرت التأويلات والاعتراضات من عراقيين وغير عراقيين حول الجدار الذي شرعت الحكومة العراقية ببنائه حول مدينة الاعظمية في بغداد. ولعل ابرزها من فضائيات الردح العربي التي استضافت نواب برلمانيين عرافيين معروفين بعلاقاتهم بالارهابين. ولم يسلط احد الضوء على اهالي الاعظمية ومعاناتهم من الارهابيين حيث باتوا اسرى تنظيم القاعدة وانصاره كما حصل في الرمادي قبل ينهض مجلس انقاذ الانبار ويسحق تنظيم القاعدة واذنابه شر سحق.


بل اظهر عدد من الصغار في حارة بالاعظيمة يطالبون بازالة الجدار الذي تؤكد الحكومة على انه مؤقت ولعل هؤلاء مدفوعين بالغوغائية الاعلامية او بدفع من ارهابيين المسيطيرين على شارع عمر بن عبد العزيز في الاعظمية حيث حولوه لمكان قتل افاراد الشرطة العراقية من ابناء الاعظمية وبغداد وابناء بغداد الذين يتم خطفهم من اماكن اخرى. وقد تحدث بعض اهالي الاعظمية لجريدة الحياة عن معاناتهم من الاحياء التي تحولت لاحضان للارهابين القادمين من الانبار والحويجة واحياء في بغداد مثل جميلة والمنصور وبغداد الجديدة والحرية وغيرها. وجاء بناء الجدار ليحصر هؤلاء الارهابيين مثل الحرذان ليسهل اصطيادهم لاحقا.. وليت المالكي اصر على بناء الجدار ويبالغ في اظهار ضعفه استجابة للاعلام العربي. فقد نجح تجربة الجدرار والتفتيش اللاحق لها في انهاء خطر جيش المهدي من مدينة الصدر ومدن اخرى فلماذا الدفاع عن تنظيم القاعدة التي يضطهد وياسر اهلنا في الااعظمية؟

ليطلع القراء الكرام التحقيق الذي نشرته اليوم جريدة الحياة اللندينية وودت اشراك القاريء الكريم في الاطلاع على الحقيقة ومايجري في مدينتي الاعظمية:


دراجات المتطرفين تسيطر على الداخل... وصوت الرصاص يعني الإعدام!

يراقب اهالي منطقة الاعظمية الجدل في شأن بناء جدار يفصلهم عن مناطق بغداد الاخرى، بقلق بالغ، فالجدار الاسمنتي يعني عزلهم عن محيطهم وحبسهم في "شرنقة مقفلة"، والغاء بنائه يعني استمرار الاوضاع المأسوية التي يعيشونها. ويقول الشاب سليمان، من سكان الاعظمية، لـ "الحياة" ان "المنطقة حالياً شبه ميتة لا حياة فيها ولا حركة". ويوضح "ان غالبية العائلات هناك ابعدت ابناءها من الشباب الى مناطق اخرى داخل بغداد وخارجها او هجرتهم الى خارج العراق خشية قتلهم على ايدي الجماعات التكفيرية المسلحة التي تسيطر على المنطقة".


ويقول ان "الجماعات داخل الاعظمية تهدر دم الشباب الذين لا يتعاونون معها"، ويلفت الى ان الحكومة هي الاخرى تبحث عنهم (الشباب) "ففي كل مرة يداهم فيها افراد الحرس الوطني المنطقة، يسرعون بالسؤال عن الشباب في شريحة عمرية بين 15 و45 سنة وهم (الحرس الوطني)، غالبا ما يوقفون من يجدونه... ولا نعود لنراهم مجدداً في المنطقة".

ويؤكد عمر الحديث ويقول لـ "الحياة"، التي زارت قلب الاعظمية، ان "اهاليها (الاعظمية) بين فكي كماشة فالجدار يعزلهم عن المناطق الاخرى لكنه في الوقت نفسه قد يعني تحسن الاوضاع في الداخل". ويؤكد ان "المنطقة من دون خدمات منذ فترة طويلة فلا كهرباء ولا هواتف". ويتابع "المسلحون يقتلون كل من يحاول دخول الاعظمية من عمال الكهرباء والهاتف والتنظيف كما انهم ينسفون ويخربون الكيبلات الرئيسية، كلما اصلحتها الحكومة". ويشدد على ان عمال الخدمات لا يدخلون الاعظمية الا برفقة القوات الاميركية التي تعمل على تأمين مداخل المنطقة ومخارجها لساعات ريثما ينهي العمال مهمتهم.


ويقول بمرارة "حتى الجثث لا تُرفع الا بحماية اميركية". ويوضح ان "المسلحين يأتون بأشخاص، عادة ما يكونون من الشيعة او الحرس الوطني او الشرطة والجيش، بعد خطفهم من مناطق مختلفة ليُصار الى اعدامهم في شارع عمر بن عبدالعزيز" (احد اكبر شوارع الاعظيمة) مشيراً الى ان غالبية اهالي الاعظمية يعرفون ان سماعهم لصوت ثلاث رصاصات متتالية، "يعني ان حكم الاعدام قد نفذ بأحدهم". ويشدد على "ان جثث الضحايا تظل في مكانها لايام عدة فالجميع يخشى الاقتراب منها كونها (الجثث) تُستخدم مصيدة لرجال الشرطة والجيش" ولا يتم رفعها الا بعد الاستنجاد بالقوات الاميركية التي تحرص في العادة على مرافقة الشرطة المحلية وتأمين المنطقة. وقبل الاقتراب من الجثة المراد رفعها تطلق القوات الاميركية عليها رصاصات لمعرفة ما اذا كانت الجثة مفخخة. وينوه عمر الى ان "القناصة غالباً ما يستغلون هذه المناسبة لاصطياد عدد من افراد الشرطة والجيش الاميركي".
وتشير مها، وهي من سكان شارع عمر بن عبدالعزيز، الى انتشار ظاهرة دلالي البيوت المهجورة وتقول لـ "الحياة" ان "هؤلاء يتخصصون بالبحث عن البيوت المهجورة ويتولون تأجيرها للجماعات المسلحة او العائلات السنية المهجرة من مناطق اخرى".


وتضيف ان الجماعات المسلحة عادة "ما تستخدم هذه الدور كأوكار او لخزن الأسلحة وان بعض المستأجرين يدفعون مبالغ خيالية لاصحاب اي منزل يريدونه لدفعهم الى المغادرة خصوصاً اذا كان موقعه استراتيجياً اي مطلاً على الشوارع الرئيسية والتقاطعات. وتؤكد ان الايجار قد يصل الى مئات الملايين اعتمادا على الموقع والمساحة".


وتشير ام عماد الى ان الغريب عن الاعظمية لا يمكن ان يدخلها "الا برفقة احد منها". وتوضح ان المسلحين يرصدون حركة الوافدين الى المنطقة وهم (المسلحين) يستوقفون كل من يشكون فيه ويطلبون هويته "ليحددوا بعدها مصيره"، وقبل ان تكمل تشير بأصبعها نحو السماء قائلة "من كان مطلوبا لهم من الشيعة او السنة او الجيش والشرطة يحجزون له بطاقة سفر الى الرفيق الأعلى" (...).
وتلفت ام عماد الى ان الاعظمية، التي فرغت من اهلها، صارت تشهد حركة غريبة للدراجات النارية التي يستخدمها المسلحون في تنقلاتهم، كما انها (الدراجات) تسهل مراقبتهم للطرق وتحركات القوات الاميركية والجيش العراقي اضافة الى كونها الوسيلة الاسرع في نقل المعلومات.
وتختم ام عماد حديثها بالقول ان نقطة التفتيش الوحيدة الموجودة في ساحة عنتر (المدخل الرئيسي للأعظمية) تختفي بعد الساعة السابعة مساءً ما يترك المنطقة تحت سيطرة المسلحين بالكامل كما ان افراد نقطة التفتيش يخشون تفتيش السيارات الوافدة الى المنطقة تفتيشاً دقيقا، "الامر الذي سمح لافراد الجماعات المسلحة بادخال ما يرغبون به من اسلحة".


وتؤكد الطالبة الجامعية لمى ان اصحاب سيارات الاجرة لا يدخلون الاعظمية وهو ينقلون الزبائن الى ساحة عنتر كحد أقصى، "ولا يتقدم اي سائق خطوة بعد ذلك ولو دفع له مال قارون"، وتضيف "ولا يفتح اصحاب المحلات هناك مخازنهم اكثر من ساعتين في اليوم ما جعل المدينة تعاني نقصاً حاداً في المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات اليومية".


وتشير لمى الى ان الاعظمية نفسها مقسمة من الداخل فهناك منطقة "السفينة"، الواقعة قرب المقبرة الملكية وهي منطقة قديمة وشبه معزوله تقطنها العائلات السنية المتشددة وهي تأوي المسلحين التابعين لتنظيم "القاعدة" وكذلك منطقة "الكمب" وهي المنطقة الواقعة بين جامع النداء وشارع الضباط "وهذه معزولة تماماً وتقطنها عصابات تتخصص بعمليات القتل والخطف على رغم كونها منطقة اسواق الا انها خلت تماما من المدنيين العزل".


ويقول المتحدث باسم خطة فرض القانون العميد قاسم الموسوي إن بدائل لجدار الأعظمية تم اعتمادها بناء على أوامر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي.
ويشير الى ان "أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة ينفذ بصورة دقيقة من قبل القوات الأمنية العراقية وقد وضعنا بدائل عن السياج المقترح". لافتا الى وجود فرق بين بناء سياج وإقامة حواجز أمنية. ويقول ان "الخيار البديل والأساسي هو بناء حواجز أمنية متنقلة غير ثابثة في الشوارع أو في المداخل الرئيسية لمنطقة الأعظمية"، ويزيد ان "الهدف الأساس من هذه الحواجز هو إعاقة حركة العناصر الإرهابية من منطقة الأعظمية واليها وكذلك الحفاظ على أرواح المواطنين من العمليات الإرهابية".


ويؤكد الموسوي ان "جميع الحواجز الأمنية التي تم وضعها في مختلف المناطق هي حواجز موقتة ترفع حال إكمال الترتيبات الأمنية وحال فرض الأمن والاستقرار في تلك المناطق، مشيراً الى انها حواجز قابلة للرفع والحركة ما يعني انها يمكن أن تكون أسلاكاً شائكة أو كتل ترابية أو خنادق.
ويؤكد الموسوي ان غالبية المناطق التي احيطت بالحواجز الأمنية شهدت استقراراً نسبياً وانخفضت فيها عمليات القتل الطائفية).

ولعلنا نشهد قريبا مجلس انقاذ الاعظمية شبيها بمجلس انقاذ الانبار الذي نظف الرمادي ومدن اخرى من هؤلاء الارهابيين.

محمد هاشم

mkasem8@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف