أصداء

الشاه الشرطي و آية الله

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بالامس، هاتفني صديق إيراني يمتلك صفة ناطق رسمي لأحدى الجماعات الايرانية المعارضة التي تمتلک حضورا فاعلا على الساحة الايرانية. إستمر الکلام بيننا طويلا کان مرکزا في الغالب على الوضع السياسي ـ العسکري ـ الامني ـ الاقتصادي الايراني المثير للقلق. الرجل أکد و بشکل قاطع من أن المواجهة قادمة من دون أدنى شک و ان النظام السياسي الحالي لايملک خيارا سوى إشعال حريق کبير في المنطقة لن يحترق فيه أي شئ مثلما سيحترق خلاله النظام الايراني نفسه(على حد تعبيره)!


هذا المعارض الايراني أکد أيضا على أن إيران تعبث بأمن و إستقرار المنطقة بوجه خاص و العالم بشکل عام و قال بأن فلسفة بقاء هذا النظام تعتمد أساسا على مبدأ الفوضى و إثارة القلاقل وإن السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم هو وسط غير صحي له وليس بمقدوره أن يعيش فيه أبدا.


هذا الکلام، قفز الى ذهني وأنا أطالع خبرين هامين، أحدهما أوردته هيئة الاذاعة البريطانية"BBC" وکان خاصا بالتقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الامريکية الذي أشار بوضوح الى أن إيران تظطلع حاليا بدور رئيسي في تغذية الارهاب و تمويله على صعيدي المنطقة و العالم، أما الاخر فقد أوردته"إيلاف" في تقرير للدکتور أسامة مهدي رکز على سعي إيراني رسمي لإحياء"الخلايا الايرانية النائمة"في اوربا و منطقة الخليج. هذان التقريران، بما يحملانه من دلائل و أرقام واضحة، تبين أن الدور الايراني قد تجاوز حدوده الادبية و الاخلاقية و نضا عنه کل حلة إنسانية تساعد على الرکون إليه کحالة حضارية ممکن التعايش معها.


إيران في زمن الشاه، وإن کانت بمثابة"شرطي"للمنطقة فإن هذا الشرطي کان ملتزما بقواعد و قيم محددة لم يتجاوزها تحت أي ظرف کان، کل ماکان يرغب به "محمد رضا بهلوي"، هو أن تعلم المنطقة من أنه هو الاقوى و الاقدر و الاکثر قربا من أمريکا و حليفتها الاستراتيجية إسرائيل. لکن، آية الله"علي الخامنئي"، أحد رجال الدين من الذين کانوا مقربين جدا من الامام الخميني، يبدو إنه يسعى لدور أکبر و أشمل من شرطي فضفاض يقف على عتبة المنطقة متمخترا من دون أن يأخذ"أتاوة"أو يلقي ب"الرعب"في قلوب شعوب المنطقة، ولذا فقد بان واضحا من خلال"مخالب" آية الله"النائمة"في دول أوربا و الخليج بإن الحکم الايراني وإن أسعد شعوب المنطقة بإلغاء دور إيران کشرطي للمنطقة فإنه عاد بدور أسوأ منه بکثير دور يمکن القول انه حتى أسوأ من دور"الشقي" و"القبضاي"، ذلك أن هکذا نموذج ماأن يأخذ "المعلوم"يکفي الناس شره، لکن إرهابيي آية الله النائمين في دول تسودها الامن و الاستقرار و السلام يرسمون صورة بالغة القبح للدور الايراني في زمن"ولاية الفقيه"، صورة تجمع في ملامحها الاساسية أشياء کثيرة لکن أهمها هو السعي لتغيير الکثير من أبجديات الواقع و الاتيان بأبجديات جديدة على المنطقة توظف لحالة سياسية ـ فکرية تخدم طموحات آيات الله النائمين على صدر شعب يأن من وطأة الجوع و الحرمان و التخلف ناهيك عن أنها تريد فرض الامور بمنطق التعسف و الغطرسة.


وفي کل الاحوال، فإن الدور الجديد لإيران في ظل"آيات الله"، هو دور سوف لن يستمر طويلا کما کان الحال مع الشاه و حکمه الامبراطوري، ذلك أن هذا النظام مکروه و مرفوض من قبل غالبية دول المنطقة ما عدا سوريا التي هي الاخرى تنوء تحت وطأة العديد من المشاکل و الازمات التي إختلقتها لوحدها أم مع حليفتها في"الارهاب و الکباب"إيران. وقد يکون تسرب أنباء بخصوص تلک الخلايا النائمة بأوامر من حسينية جماران، بمثابة الناقوس الذي سيقرع بقسوة متناهية تفرض على کل الآذان أن يسمعوا الحقيقة، حقيقة مافعله و يفعله هذا النظام السياسي الغريب على المنطقة و العالم، وقطعا لن تجد دولة تتأسف على دق آخر مسمار في نعش دولة"ولاية الفقيه"!

نزار جاف
nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف