كنت أعمى والآن أبصر.. ثانى مرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فى مقال سابق إستعرت هذه المقولة الرائعة ذات المعانى الكثيرة لكى أعطى الغرب بعض العرفان لجميله فى أكتشاف وممارسة وتعليم طريقة زرع عدسة العين من بعد أن غمت عن الرؤية. وأشرت فى ذلك المقال عن مناسبة قول تلك العبارة حسبما وردت فى كتاب المسيحيين المقدس. أما الآن فأقولها وأطلقها فى وجه القاضى الظالم - وكل من فرح بحكمه-! ذلك الحكم الذى لم يسمح للمصريين الذين أسلموا وقاموا بتغيير ديانتهم المثبتة فى أوراقهم الشخصية، لم يسمح لهم ذلك القاضى بأن يعيدوا الأمور فى أوراقهم الثبوتية لما كانت عليه! ولسان حاله كأى بلطجى أو نصاب عندما يقول لضحاياه "ها أو ضحكت عليكم، خلاص ماتقدروش ترجعوا تانى"!
أريد أن أستوعب حجة القاضى عن طريق أسباب حكمه وأيضا عن طريق تعليقات كل من أيد ذلك الحكم وهو فرح لأن الخية قد إصطادت ضحايا جدد. مختصر أسباب الحكم يقول أن الأديان منزهة عن التلاعب وهى ليست كسلعة تشترى اليوم وترجع غدا..كلام جميل ولكن المقصود منه باطل... إذ لا شك أن القاضى إنما يكذب وهو يذكر الأديان بينما هو يقصد دين الإسلام فقط وعلى سبيل المفرد... والدليل على ذلك أنه لو كان المتقاضون يريدون تغيير دينهم إلى الإسلام فما كان حتى لقضيتهم محل! وقد ذكر الحكم حال المدعين بأنهم مرتدون!؟ طبعا مرتدون فى المرة الثانية أو الأخيرة التى غيروا فيها ديانتهم، أما المرة الأولى فهم ليسوا مرتدون بل مهتدون!
ويصح أن نسأل القاضى ومن فرح بحكمه نصرة للإسلام حسبما يتصورون، ألا تخشون على عرض بنات الإسلام من أن يتزوجهن أحد من هؤلاء ممن لا يؤمنون بالإسلام وإنما فقط أوراقهم تدلس عليكم الأمر؟ هل الأمر مجرد زيادة عدد المسلمين أم هو غيظا ونكاية فى المسيحيين ولا يهم إن كان العدد عدد مسلمين حقا أم كذبا؟ هل خروج هؤلاء من ربقة الإسلام هو بمثابة إهانة للِإسلام أن مسلما يريد تغيير إعتقاده؟ هل قام من "هداهم" إلى الإسلام بتبصيرهم بمغبة تفكيرهم فى العودة عن الإسلام؟ وحتى إن فعل فهل الإسلمة بالعافية أم البقاء مسلما فقط هى التى بالعافية؟ وما هو حال هؤلاء الآن؟ مسلمين أم غير مسلمين؟ أم مسلمين نص نص فقط؟
عموما أكثر هؤلاء إنما فعلا يتلاعبون بالدين من أجل الإستفادة ببعض الرخص التى يسمح بها الإسلام. بعضهم يريد تطليق زوجته والمسيحية لا تسمح بذلك... وبعضهم يريد ان يتزوج إثنين أو أكثر ثم تعاف نفسه الأمر... وبعضهم يريد الإستئثار بحضانة إبن أو إبنة وهذا حق مكفول بالقانون المصرى الذى يفضل الحاضن المسلم عن غيره بصفته من اصحاب الدين... "الأفضل"!؟ وأمثال هؤلاء لا يستحقون الكلام بشأنهم وإنما عليهم ترتيب أمورهم بإحتيال آخر وما أيسره... ولكن الذى يستحق الكلام فعلا هم الذين إما غرر بهم وإما فعلا إعتنقوا الدين الإسلامى عن إقتناع ولكن لم تعجبهم احكامه ونواهيه ويريدون الرجوع عنه أو هجره إبتداء.
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com