من يتلاعب بأمن سوريا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حزب البعث الحاكم في سوريا "الحزب القائد للدولة والمجتمع بموجب المادة الثامنة للدستور"، هذا ماتعلمناه منذ الصغر ، ولكن هذا لا يعني ان بعض القادة البعثيين يتصرفون وفق مصلحة سوريا بل انهم يهددون أمنها واستقرارها ، ويتلاعبون به عبر اصرارهم على اتباع ذات الاسلوب القديم الذي عفا عليه الزمن ، ولم يعد ينفع لهذه المرحلة ولا لأية مرحلة قادمة ، وخاصة في ظل ادانات اميركية لانتخابات مجلس الشعب في سوريا ، والتشكيك بنزاهتها .
بحسن نية او بسوء نية ، لا فرق ، المهم ان ثمة من يتلاعب من هؤلاء القادة بأمن سوريا ، ويفتح الابواب على مصراعيها امام الادانات الغربية والتدخلات الاميركية لجهة عدم وجود ديمقراطية في سوريا في ممارسة انتخابات حرة ، ويهدي اليهم الدلائل عبر انتهاكه ابجديات الانتخابات في وجوب عدم تدخل اية سلطة سلبا او ايجابا بأي شكل من الاشكال في مسار العملية الانتخابية .
والان وقد انتهت معركة الانتخابات البرلمانية ، واصبح كل ذي كرسي على كرسيه تحت القبة يحق لنا ان نتساءل ما معنى ان تصدر توجيهات حزبية خلال الانتخابات ، على مستوى القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم ، الى الفرق الحزبية لحض اعضائها على شطب اسماء بعض المرشحين الى مجلس الشعب , ومهما كانت الاسباب "النبيلة لهذا القرار" ، والتي تم تبريرها بان هؤلاء "المغضوب عليهم من المرشحين "عمدوا الى اشاعة" اخبار غير صحيحة بأن الدولة والحزب هي الضامنة لهم وقد صدرت توجيهات للتصويت لهم "
وهو مايحدث للمرة الاولى واصدار توجيهات بشطب اسماء مرشحين مستقلين في دمشق، وما معنى ان يصدر توجيه بدعم نقيب الفنانين في سوريا ، وهو من المرشحين المستقلين كما المرات السابقة للتصويت لبعض الاسماء فقط".
وبحسب عدد من المرشحين ان"هذه التوجيهات لخبطت الانتخابات بالكامل " ، واستغربوا" صدور مثل هذا التعميم لانه يصب في اطار مطالب المعارضة بمقاطعة الانتخابات"، وكشف عدد من المرشحين لوسائل الاعلام "ان البعثيين يذهبون الى المراكز الانتخابية ويسحبون قوائمنا المطبوعة ويضعون بدلا عنها ".
وفي حين اعتبر مرشحون "ان من حق الحزبيين ان يشطبوا اسماءنا ، وان يوجهوا اعضاءهم في ما يرونه مناسبا لمصالحهم ولكن ليس من حقهم ان يتدخلوا بالعملية الانتخابية في المراكز وامام الصناديق" ، رأى اخرون انه "ليس من حق حزب البعث ان يتدخل مطلقا في انتخابات من المفروض ان تكون نزيهة وخاصة وسط ضغوط وظروف اقليمية ودولية معقدة" .
واكد مراقبون انه لم يكن هناك داع لمثل هذا الاسلوب ، فاغلب هؤلاء المرشحين الذين صدرت التعليمات بحقهم ، من كبار رجال الاعمال في سوريا ، ولا يمكن لهم ان يجازفوا باستثماراتهم، وكانوا سينسحبون من الانتخابات لو طلب منهم الامر من دون الدخول في عملية كسر العظم".
الأدهى من ذلك ان بعض من صدرت بحقهم التعليمات الحزبية لعدم التصويت لهم نجحوا، وباتوا اعضاء في مجلس الشعب مما يعني فشل السياسات البعثية في "عملية كسر العظم" في الانتخابات التشريعية ، ولاداعي في هذا الصدد كتأكيد على الفشل التوسع في ذكر الاحداث التي حصلت في محافظة الرقة وبعض المحافظات السورية على خلفية قوائم الظل ، وهي قوائم تندرج تحت اطار المستقلين ولكن من تختارها هي القيادات البعثية كرافدة لقائم الجبهة التقدمية (الائتلاف الحاكم ) ، والتي فرضتها في المراكز الانتخابية .
ان التدخل في الانتخابات بحجة المصلحة العامة وبأية حجة كانت ، هو امر غير مقبول من اي طرف ، وبسبب هذه السياسات كان عزوف السوريين عن الانتخابات ويأسهم من التغيير والاصلاح بغض النظر عن النتائج التي تم اعلانها رسميا ، كما ان شعور السوريين بان هؤلاء الاعضاء في مجلس الشعب لايمثلوهم يمكن وضعه في كفة ميزان ، والتلاعب بأمن سوريا والخوف عليها سترجحه الكفة الاخرى .
بهية مارديني