أصداء

استراتيجية القاعدة في العراق بعشر كلمات

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تهجير المسيحيين أو قتلهم والفتك بالشيعة ونشر الارهاب في المناطق الكردية

تقارير قاتمة تتنبأ بالكارثة:

التقرير الأول البريطاني:

انهيار العراق وشيك:

في تقرير من مركز الدراسات للشؤون الدولية التابع لثاتشام هاوس البريطاني يحذر الدكتور غارث ستانسفيلد Gareth Stansfieldأن القاعدة اسست حضور وتواجد كبير في المدن الرئيسية في وسط وشمال العراق. وتحت عنوان "القبول بالواقع الحقائق على الأرض" يتنبأ التقرير ان القوات العراقية سوف لا تكون قادرة على السيطرة على الوضع الأمني في حالة انسحاب أميركا وبريطانيا من الساحة العراقية. لذا من غير المتوقع ان تنجح العراق كدولة موحدة متكاملة

التقرير الثاني:
تقرير أميركي مخابراتي

الهدف الكبير للقاعدة في العراق:

تشكيل دولة اسلامية طالبانية في العراق

هناك اعتقاد سائد لدى المراقبين واجهزة المخابرات الأميركية ان القاعدة تسعى لتأسيس دولة اسلامية منفصلة عن كردستان العراق وعن العراق الشيعية. القاعدة تتأهب للاعلان الرسمي عن هذه الدولة بعد انسحاب قوات الاحتلال الأميركية.

ولتحقيق هذه الغاية تعمل القاعدة على تطبيق سياسة الضغوط والتخويف لاقناع قبائل السنة المعتدلة للتعاون من أجل خلق الدولة الاسلامية العراقية. ويستند مخطط القاعدة الطالباني على السيطرة بالقوة على المناطق ذات الأكثرية السّنية في وسط العراق وغربها. وعبرّت مصادر استخبارية أميركية أن القاعدة تريد تشكيل قواعد للارهاب في المناطق السنية في بغداد والانبار والديالة وصلاح الدين وبابل وغيرها.
ونجحت القاعدة الى حد ما في تنفيذ الاستراتيجية حيث تم تهجير اعداد كبيرة من مسيحيي العراق الى الاردن وسوريا. حملة القتل العشوائي ضد الشيعة حصدت عشرات الالوف من الابرياء ولا تزال آلة حصد الأرواح تشتغل اوفرتايم (ساعات العمل الاضافي).

وهناك مخططات لزعزعة استقرار كردستان العراق بنشر الارهاب والتفجيرات ورأينا حادث من هذه النوع في اربيل قبل اسبوعين من الزمان.

ويحذر التقرير ان نجاح مخطط القاعدة في تأسيس دولة ارهاب طالبانية في العراق سيخلق مشاكل أمنية للدول المجاورة للعراق مثل سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية.
وفي تقرير ظهر في صحيفة الصندي تايمز الصادرة في لندن ان الدولة الاسلامية المزعومة تنشر ظاهرة التمرد ضد الجيش الأميركي وضد القوات العراقية والشرطة التابعة لرئيس الوزراء نور المالكي. ولكنها بنفس الوقت لا تتورع عن الفتك بالعراقيين الابرياء على أسس مذهبية وطائفية ونفس الجماعة هي المسؤولة عن اعتداءات تستعمل قنابل غاز الكلورين وعمليات الانتحار التفجيرية في صفوف المدنيين. ونفس الجماعة كانت خلف تفجيرات الطرق التي أودت بأرواح العديد من الأميركيين.

سيترأس الدولة الاسلامية الأمير الغير منتخب ابو عمرو البغدادي وسيكون هناك عدد من الوزراء من تجار الكره والعنف وقتل الابرياء من أمثال ابو ايوب المصري والذي يعرف أيضا بأبو حمزة المهاجر. وسوف تلجأ الدولة الطالبانية لأساليب تتسم بالوحشية والهمجية لاخضاع الناس لنظامها الصارم.

ومن الممارسات الكلاسيكية التي تتبناها هذه الحركة المتطرفة هو الاعدام وتصوير عملية الاعدام واذاعتها على مواقع الانترنيت ومن خلال فضائيات لديها استعداد لعرض الاشرطة. وعلى سبيل المثال اطلقت دولة الاسلام قبل اسبوعين شريط فيديو تصويري لاعدام خمس جنود عراقيين و4 من افراد الشرطة.

تتسم القاعدة ونظامها الطالباني بالقسوة والوحشية. ولكن من المهم التنويه أن تأسيس دولة طالبانية ليس لخدمة ابناء الشعب العراقي او لانقاذ العراق بل لتطبيق ايديولوجية متطرفة لا تعترف بحقوق الفرد والحريات الفردية والعامة. ومن الواضح للعيان أن الابرياء العراقيين يدفعوا يوميا ثمنا باهظا في الأرواح كنتيجة مباشرة لجرائم عناصر القاعدة. هذه القسوة الممزوجة بأصولية عقائدية وايديولوجية متطرفة تفتقر لأدنى درجات الانسانية والرحمة وتخلو من كل ما هو انساني. بعبارة اخرى لديها الاستعداد ان تقتل الف عراقي بريء لتصل الى جندي أميركي باسم المقاومة.

ورغم الادعاءات الأميركية بالنجاح ضد عناصر القاعدة الا ان اعمال القتل والتفجير ضد اهداف مدنية عراقية لا تزال تحصد الأرواح بالمئات. وتعتقد المصادر الاستخبارية الأميركية ان شعبية القاعدة بدأت بالتراجع بين سنّة العراق بسبب اساليب القاعدة في القتل العشوائي للمدنيين وعدم التمييز بين اهداف عسكرية ومدنية. وكثير من العراقيين توصلوا الى قناعة ان جماعة القاعدة هم عنصر دخيل أجنبي لا يأبه لمصلحة العراقيين بل لتحقيق أهداف ايديولوجية في تأسيس خلافة اسلامية متطرفة تنتهك حقوق الانسان والحيوان من خلال القتل باسم الدين.


نهاد اسماعيل

لندن
nehad ismail - London

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف