خيارات الأقباط المصريون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من بعد غزوة محرم بك التى جرت عام 2005 وتم فيها طعن محام قبطى وراهبة مصرية، قام المحامى المذكور بالتوقيع "برغبته المطلقة وباختياره الحر تماما" على تصالح مع المتهمين الذين قاموا بالإعتداء عليه وعلى الراهبة وعلى الكنيسة وقاموا بحرق وسلب عدد كبير من محلات الأقباط فى المنطقة المذكورة!
وكانت سياسة المصالحة هذه قد إبتدأها القاضى الحلمنيشى الذى كان ينظر قضية الكشح التى قتل فيها عام 2001 واحدا وعشرين قبطيا حرقا وذبحا شرعيا حلالا، وحرقت محلاتهم وزراعاتهم ولكن القاضى "العادل خالص قوى" أمر المجرمين والضحايا أن يبوسوا بعض وقضى ببراءة جميع المتهمين! وأعلن وهو منتشى من على منصة الهاوية، التى يسمونها فى مصر "قضاء"، أن "هذه هى مصر، وهؤلاء هم المصريون"! وطبعا كان يقصد أن هؤلاء هم المصريون الذين تخصصوا فى النصب واللعب بالثلاث ورقات ودهان الهواء بالدوكو!
حدث هذا أيضا فى غزوة العديسات التى جرت وقائعها السنة الماضية وتم منذ أيام الحكم ببراءة جميع المتهمين فى أحداثها ويجرى التندر بين أقباط مصر بالقول أن قتلى تلك الغزوة قد ذبحوا أنفسهم من الوريد للوريد ثم طعنوا أنفسهم عدة طعنات من الخلف ولم يكتفوا بذلك بل أيضا اشعلوا النار فى أنفسهم وزراعاتهم وماشيتهم!!!!!
وقد تمت منذ أيام فى قرية بهما فى العياط محل أحدث الغزوات وآخرهم "وليس بين المجرمين والأقباط آخر"! وقائع صلح مماثل يتعهد فيه الأقباط "بكامل إرادتهم الحرة جدا خالص قوى" أن لا يستفزوا إخوانهم المجرمين بالصلاة ولا بإقامة أو بتوسيع ما يسمى كنيسة والعياذ بالله!؟ وطبعا يتعهدون بالتنازل عن أى حق لهم من تعويض وخلافه عن ما حرق وسلب من أملاكهم وجرح من افرادهم وتروع من أطفالهم وشيوخهم وأراملهم!
وهى دى مصر ياعبلة... والمصريون أهمه، حيوية وعزم وهمة، جيل بعد جيل... متخلفييييييييين.
خيارات الأقباط تتراوح بين ما يتنادى به البعض من إستنجاد بالمجتمع الدولى للتدخل كما تدخل فى سراييفو والبوسنة وتيمور الشرفية، وكما يتدخل فى دارفور ولبنان وفلسطين... أو الإستمرار فى طريق المسالمة والخنوع والعيش بالمذلة. لهؤلاء حججهم وللآخرين منطقهم، حجج المقاومة واضحة ونتائجها ماثلة للعيان.. أما منطق المسالمين فذو قوة صارمة وحجة فاحمة، وملخصها أن الأقباط قد عاشوا لما يزيد على أربعة عشر قرنا تخللتها آلاف الحوادث المشابهة ولم ينقرضوا، بينما ترهلت قوميات أخرى جرى غزوها فى ذات الوقت تقريبا مثل النوبيين والأمازيج والعراقيين والشوام هؤلاء الذين صاروا أعرابا أكثر من العرب أنفسهم. وأيضا مثل قوميات أخرى لا تزال تتصارع بحثا عن هوية خصوصية فقدت منذ زمن بعيد مثل الكرد والفرس والأتراك...
أيضا هناك خيارات أخرى دموية إن لم تكن واردة الحدوث فى مصر فممكنة الحدوث فى أماكن أخرى، وإن كان الإجراميون يعتقدون أن أقباط مصر رهائن فى أيديهم فقد يؤمن بعض أقباط المهجر أن أقليات المسلمين فى بلاد أخرى هم أيضا رهائن لديهم! وإذا فرض وأن خرج بعض الأقباط من ربقة الكنيسة وتعاليمها المسالمة، أو إذا قام "داعية" لكن على قبطى من طراز إجرامى كبن لادن أو الزرقاوى أو القرداوى أو عمارة أو غيرهم بإصدار بعض الفتاوى الإجرامية اللولبية المماثلة التى تجيز قتل أجنة المسلمين فى بطون أمهاتهم! فمن يعرف إلى أين ستنتهى هذه الحرب الإجرامية... وعلى الباغى تدور الدوائر.
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com