أصداء

العراق حرب الخطا أو الأخطاء؟!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ فجر التاريخ ومنذ ان تطورت شكل الصراعات بين الشعوب واتخذت شكل الحروب برزت ظاهرة الاميسايد والناجمة عن صعوبة التمييز بين العدو و الصديق. وبعد اكتشاف البارود وظهور المدفعية. كسلاح فعال في الحروب ساهم ايضا بدوره بتكريس هذه الظاهرة.


وبعدما ظهرت الاسلحة النارية وازداد مدى المدافع واصبح المدفع يعتمد على الرمي غير المباشر ازداد حدوث هذه الظاهرة. ومع ظهور الطيران والصواريخ اصبح البلاء الاعظم واكبر اثرا. وكانت الحرب العالمية الثانية شاهدا على حوادث مؤلمة حصلت بفعل نيران صديقة بالرغم ظهور اساليب عسكرية للتمييز الا انه لم يكن له الدور المؤثر.ولم يسهم بطبيعته عصرنا هذا والذي يتزامن مع الثورة المعلوماتية او الالكترونية في الحد من ظاهرة القتل بنيران صديقة.


ولا تزال هذه الظاهرة مصدر قلق القادة على كافة مستوياتهم منذ بدء الحروب الى يومنا هذا. وكانت الحرب الاخيرة على العراق أحدث شاهد على ذلك بعد حربي كوريا وفيتنام اضافة ان الحرب الاخيرة تميزت ما اسماه المراقبين الدوليين بحرب الاميسايد السياسي.


فقد كان موقف الرئيس الامريكي بوش ووزير دفاعه السابق رامسفيلد حساسا اثناء الحرب الاخيرة ويحتاج الى الدقة والرؤية الصابئة وهما يحضران للقيام بحرب عسكرية ضد العراق.وبسبب الضغوطات الدولية انذاك على الادارة الامريكية عمدت الادارة الامريكية على ان تكون الحرب التي ستشن على العراق خاطفة وعسكرية. بحيث لاتفسح المجال للراي العام الامريكي و الدولي لاتخاذ مواقف من شانها احراج البيت الابيض.

واندلعت الحرب مع العراق ومع اول يوم بدأت الخسائر التي لايمكن تجاهلها تتساقط تباعا في صفوف القوات الامريكية والبريطانية. وبعد انتهاء المراحل الاولى للحرب اكتشف المراقبون صعوبة احصاء دقيق لجميع الخسائر او بالتحديد الاخطاء العسكرية في الحرب والمعروف كما ذكرناه سابقا بظاهرة الاميسايد. ولعل من أبرز الاسباب التي حجبت عنها رؤية هذه الاخطاء هي التعتيم والتضليل لاخفاء الحقائق والتعتيم عليها خدمة للحرب السايكولوجية.


وفي سياق بحثنا ممكن ان نستعرض لكم بعض الخسائر بين قوات التحالف الدولي والتي نسبت الى (النيران الصديقة) رغم ان قوات التحالف الدولي استعملت أحدث ما موجود من اجهزة ومعدات تقنية متخصصة في منع ظاهرة الاميسايد او على اقل تقدير تخفيضها الى ادنى الحدود.ففي يوم الجمعة المصادف ليوم 4 نيسان 2003 اقرت القيادة الامريكية الوسطى في قطرقس بيان لها.انها فقدت طائرة من اف A18 هورنيت،ومروحية امريكية من طراز بلاك هوك وطاقمها المكون من سبعة اشخاص في المعارك.وتوقعت القيادة الامريكية الوسطى ان تكون هاتين الطائرتين قد اصيبتا عن طريق الخطأ بصواريخ باتريوت امريكية على 30 ميلا جنوبي النجف.وفي كردستان العراق تعرضت قافلة تضم ثماني الى عشر اليات من قوات النخبة الكردية من البشمركة بقيادة الجنرال وجيه البرزاني ومعهما ايضا سيارتان تضم عناصر فعالة من قوات المهمات الخاصة الاميركية لما اسماه الاميركيون بالنيران الصديقة.وصرح الامريكيون ان ايه من الجنود الامريكيين المكلفين في المهمة لم يقتل فيما افادت الانباء عن مقتل 4 جنود امركيين و18 مقاتلا من قوات النخبة الكردية واصابه 45 اخرين بمن فيهم الجنرال وجية البرزاني.

وفي يوم 8 نيسان اعلنت ايران ايضا عن سقوط عدد من الصواريخ الاميركية على اراضيها عن طريق الخطا.
والى يومنا هذا لم ينشر وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون الوثائق السرية المتعلقة بالحرب على العراق. وربما يحتاج الامر الى لعدة سنوات قادمة.وفي ظل هذا الواقع الحالي تبقى كل الفرضيات والاحتمالات مفتوحة حول ما يقبله المنطق ويرفضه في هذا السياق.فمن الاحتمالات المقبولة التي يمكن ان تبرر تعرض القوات الامريكية والبريطانية في العراق. لنيران قوات صديقة.على النحو الواسع الذي مر سابقا،ان تكون الرويات التي ذكرتها اجهزة الاعلام الامريكية صحيحة ودقيقة. ففي ذلك يحق لنا ان نتكهن بان التقنية عالية الاداء التي روج لها وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون للتعارف بين السلاح والهدف ليست حقيقية او على اقل تقدير ليست دقيقة الى الحد الذي يقلص حوادث القتل بالنيران الصديقة الى اقل مستوياتها.اما الاحتمال الاخر،وهو ان تكون الاصابات التي تكبدتها القوات الامريكية والبريطانية ليست من نيران القوات الصديقة.ففي هذه الحالة يجب الاعتراف بان عملية تضليل واسعة النطاق قد تمت،هدفها الاول سياسي هو عدم تاليب الراي الداخلي في واشنطن ضذ قرار الحرب،وهذا يعني ان ادارة البيت الابيض قد تذرعت بما اسمته نيران صديقة لتغطية خسائرها وانكار وجود المقاومة التي فرضت نفسها بقوة حين تصدت للغزو الاميركي منذ ايامه الاولى والهدف الثاني يدخل في اطار الحرب النفسية للتاثير على حركة المقاومة الوطنية العراقية واشعارهم ان لاجدوى من الفعل المقاوم وفي نفس الوقت الحفاظ على معنويات الجنود الاميركيين والبريطانيين في العراق.

راوند رسول

rawandrasul@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف