القرآن ليس دليلا علميا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لقد حفزني مقالا للمفكرشاكر النابلسي منشورا بايلاف تحت عنوان "لماذا أصبح الأسلام كجراب الحاوي " حفزني لكتابة مقالي هذا.
ألامة العربية هي أكثر امة مغرمة بالتاريخ وأقلها فائدة منه. يفهم العرب التاريخ على انه مرحلة التكامل التي يكافح القوميون والاسلاميون لاعادتها -ولكنهم يعتبرون انفسهم تقدميين ويصفون الذين يختلفون معهم بالرجعيين-. بينما يختلف مفكري الامم الاخرى في تعريف التاريخ فبعضهم يعتبره الصراع الطبقي الازلي والبعض الاخر يفسره على انه مجموعة الاخطاء التي يساعد تصحيحها على التقدم اي انها مرحلة من المراحل الابتدائية يمكن الاستفادة منها في رسم المستقبل. ومهما كانت التعريفات فأن "دراسة التاريخ تساعد على فهم الحاضر"كما يقول "كارل ماركس".لكن الامة العربية لاتقرأ وان قرات لاتعتبر.
من خلال نظرة خاطفة للتاريخ الاوربي في القرون الوسطى نجد ان جيلا من اللاهوتيين المسيحيين هم من بدأ بمحاولة ربط الاكتشافات العلمية بالدين ( الانجيل) واجتهدوا في تفسير نصوص على ان فيها اشارة لكل أكتشاف أو اختراع جديد بعدما عجزت الكنيسة الكاثوليكية من ايقاف عجلة التحرر والتقدم العلمي ولم ينفع السجن والتعذيب وحتى الحرق مع الذين كانوا تواقين للتحرر من الدين وسلطة رجاله. في الحقيقة لم تتعارض تعاليم سيدنا المسيح(ع) مع التقدم العلمي لأن الانجيل حاله حال القران لم يكن دليلا علميا على الاطلاق انما هو دليلا أخلاقيا وتشريعيا ولكن هلع رجال الكنيسة من ابتعاد العامة عنهم بعدما اطمئنوا وأمنوا أنتقام الالهه ان غضبت منهم لمعرفتهم للقوانين الطبيعية والتي تسير الظواهر الطبيعية التي يعرف الوجوديون التدين على انه الفشل في ايجاد تفسير علمي لها. شن المفكرون في الغرب حملة على الاله الذي كانت ترتكب ابشع الجرائم باسمه - التاريخ الاوربي يعيد نفسه في الشرق الاوسط الان- حتى اصدر"نيتشه"-الفيلسوف الالماني- شهادة وفاة الله في القرن التاسع عشرالميلادي واعلن "جون ديوي" فيلسوف البراكماتيكية الامريكية كسر الانسان لطوق "التسيير الالهي" ليصبح حرا يؤثر في مجرى الاحداث في القرن الماضي. تأثر اللاهوتيون الاسلاميون بهذه الظاهره التي بدأت مسيحية وبدؤوا يجتهدون في تفسير القران بشكل جديد ومعاصر لايتعارض مع العلم لابل ذهبوا الى ابعد من ذالك بادعائهم ان كل الاكتشافات والاختراعات الاوربية قد اعتمدت على القران. يقول الشيعة ان عليا بن ابي طالب(ع) قال " لوشئت لأخرجت لكم نورا من هذا الماء"..هذا يعني انه سبق "توماس أديسون" باكتشاف الكهرباء ولكن لاأدري لماذا لم يشأ. اذا كان الامر كذالك، الم يكن الاولى بالعرب احتكار العلم ومعرفة أسرار الكون قبل ان يبت بها الاوربيون؟ الم يكتب القران بلغة عربية فصيحة ؟ فلماذا لم يكن للعرب قصب السبق في العلوم والتكنلوجيا ؟ثم كيف علم المسلمون ان الله سعيدا بما وصل اليه الانسان من علوم؟ من ادراك ان الله يفضل السيارة على الحصان؟ ماادراك ان الله سعيدا باكتشاف الطاقة الذرية؟ ماادراك ان الله سعيدا بالتعديل الجيني للمحاصيل الزراعية؟ ماادراك ان الله سعيدا بالحرب الجرثومية او الكيمياوية؟.ماادراك ان الله سعيدا بهندسة الخريطة الجينية للانسان؟ الا تعلم ان للعلم استعمالا مزدوج؟ استعمالا لتطويرواخرلتدميرحياة الانسان.
يعتقد الفلاسفة الطبيعيون من أمثال "جين جاك روسو" ان الطبيعة خلقت على افضل حال ولكن تدخل الانسان غير من تناسب مكوناتها. هذا التدخل الذي ادى الى نتائج كارثية من ارتفاع حرارة الارض نتيجة التلوث البيئي وذوبان الكتل الجليدية الذي سيخل بنسبة الماء الى اليابسة ومن يدري لعله الطوفان كما توقع الله به نهاية الانسان. ماذا سيكون موقف رجال الدين المسلمين لو تغيرت نظرة الانسان للتقدم التكنولوجي واعتبر سلبيا بعد حصول أول كارثة طبيعية؟ هل سيعيدون تفسير القران ويدعون انه نبذ العلوم والتكنلوجيا ويذمون الانسان على انه أفاك وعاص لأوامر الخالق؟ أم هل يلقون بللوم على القران-الذي يفترض انه يحتوي كل العلوم- لو تم تدمير الارض وما عليها بقنابل نووية؟ على رجال الدين ان يتذكروا انهم يدعون ان كتب الله وتعاليمه مطلقة فهي معدة لكل زمان ومكان. ولكن مفاهيمنا نسبية تتغير تبعا لتغير الزمان والمكان والانسان فكيف يمكن لهم استعمال مقاييس انسانية نسبية للحكم على حقائق الهية مطلقة؟ اتقوا الله في القران ولاتقولوا الله بما لاتعلمون.
نعيم مرواني
شروكي عراقي مهجر
Marwan1997@yahoo.com