أصداء

خلط الاوراق والأدوار المشبوهة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع اقتراب استحقاق المحكمة الدولية بخصوص اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكلما ضاقت الحلقة على ايران وسورية وحزب الله والقاعدة في العراق، تندلع الحرائق في لبنان او فلسطين.

هناك تنسيق خفي بين القاعدة وسورية وإيران وحزب الله وان كان غير موجود على الورق او بين المسؤولين من هذه الجهات فانه يعمل بشكل واضح وأحيانا بشكل مفضوح.
فالذي حدث في غزة لا يمكن فصله عن موقف سورية من المحكمة الدولية او موقف القاعدة في العراق الذي يشتد الضغط عليه وملاحقته من قبل الاميركيين وكذلك من قبل الشعب العراقي.
فحركة حماس منذ ان ارتمى قادتها في احضان دمشق وطهران اصبحت مجرد اداة لهذين النظامين اضافة إلى اختراقها من قبل القاعدة. وكانت البداية خطف الجندي الإسرائيلي الذي جر الويلات على قطاع غزة. وما تلا ذلك من خطف الصحفي البريطاني وأعمال الخطف الصغرى الاخرى التي وقعت في القطاع.


ومقاتلو حماس يتحركون وفق اوامر من الخارج، ومن هنا جاءت الإشتباكات مع حركة فتح. تحرشت حركة حماس بإسرائيل لاستدراجها لضرب القطاع وهذا ما حصل لإبعاد الملامة عن حماس في مسالة القتال مع فتح. تماما مثل الولد الازعر الذي يضرب اخيه الصغير وعندما يرى ابيه يبدأ الاشتباك مع ابن الجيران في معركة جانبية ليستدر عطف ابيه.


ضرب الصواريخ البدائية ضد المستعمرات الإسرائيلية على حدود غزةلم يجر سوى الخيبة والقتل والدمار على الشعب الفلسطيني. وهذا ما قصدت اليه قيادة حماس في الخارج. الهروب إلى الامام وتحويل الانظار. وبالتالي التملص من مسؤولية ما جرى من حمامات دم في غزة خلال الاشتباكات الدموية بين حماس وفتح. وكذلك تأخير وإعاقة أي اجراء كان سيتخذه الرئيس محمود عباس ضد حركة حماس مثل اعلان حال الطوارىء وتشكيل حكومة امنية.


قد تكون حماس قد افلتت من تحمل المسؤولية ولكن النار تحت الرماد ويخشى ان الايام القادمة تحمل ما هو اخطر.
لم تخفي القاعدة نيتها الوصول إلى فلسطين وإشعال الساحة الفلسطينية لان هذا هو المكان الذي يجلب لها التعاطف الشعبي. ويخفف عنها الضغط في العراق. من راقب الوضع في العراق خلال الشهور القليلة الماضية يجد انه كلما تأزم الوضع وضاق الأمر على الإرهابيين هناك كلما زاد التوتر في الساحة الفلسطينية وتحركت الفصائل المسلحة لتخفيف الضغط عن القاعدة في العراق سواء كان هذا الأمر بوعي أو بغير وعي من هذه الفصائل الفلسطينية الناشطة والمتحمسة

الوضع الآن في الأراضي الفلسطينية يتطلب خطوة جريئة حاسمة، تكون في الوقت نفسه مدعومة شعبيا ودستوريا ومقدور عليها عسكريا. واستنادا إلى القانون الأساسي الفلسطيني في مادته رقم مئة وعشرة فإنه عند وجود تهديد للأمن القومي بسبب حرب أو غزو أو عصيان مسلح أو حدوث كارثة طبيعية يجوز إعلان حالة الطوارئ بمرسوم من رئيس السلطة الوطنية لمدة لا تزيد عن ثلاثين يوما.

وما يجري في الأراضي الفلسطينية الآن تهديد سافر للأمن القومي وهو أشبه ما يكون بعصيان مدني الأمر الذي يخول الرئيس الفلسطيني فرض حالة الطوارىء. فلماذا لا يفعل. لماذا لا يفرض الرئيس حالة الطوارىء ويقيل الحكومة ويقيم حكومة أمنية مصغرة يكون هدفها الوحيد إعادة الأمور إلى نصابها.

حماس تريدان تستحوذ على السلطة بعد أن تغرق البلاد في حالة من الفوضى تحمل مسؤوليتها للسلطة وللرئيس محمود عباس على وجه الخصوص. حماس تريد أن تقيم دولتها الدينية في قطاع غزة أولا. ومن هناك تصالح إسرائيل عبر ما تسميه هدنة. إذا ما تم ذلك، وهو سيتم ما لم تقوم السلطة بالخطوة المناسبة في الوقت المناسب، إذا تم ذلك ستذهب السلطة في خبر كان وتصبح المنطقة في مهب الريح.
وكما في غزة كذلك في لبنان، حيث اشتد الضغط على دمشق وباتت المحكمة الدولية قاب قوس او ادنى من التجسد على ارض الواقع، جاءت عصابة فتح الاسلام للاشتباك مع الجيش اللبناني. هذه الاشتباكات المشبوهة التي غذتها دمشق ودعمتها، تهدف إلى تشتيت جهود الجيش اللبناني، لخدمة الاهداف المشبوهة لحزب الله. فإشغال الجيش قد يجره إلى سحب وحداته من الجنوب وترك تلك ا لساحة خالية لميليشيات حزب الله. وهذا ما تريده سورية حيث ان عودة ميلشيات حزب الله إلى الجنوب يقتص من هيبة الدولة اللبنانية ويعرضها لضغوط دولية تجعلها تتصرف بعصبية وقد تجر إلى تدخل دولي. هذا التدخل هو ما تريده سوريا وكذلك القاعدة وإيران.

كما ان بعض العناصر الفلسطينية، مثل الجبهة الشعبية القيادة العامة المعروف بأنها تأتمر بأمر دمشق، سارعت باتهام ما سموه ميليشيات تيار المستقبل بأنها تطلق النار على المخيم وكأنها تريد تحويل الانظار عن واقع ما يجري.


الان الجيش اللبناني يضرب بقوة مواقع منظمة فتح الانتفاضة. والمطلوب ان لا يتوقف الجيش اللبناني الا عندما ينتهي من تصفية هذه المنظمة تصفية كاملة. حتى وان سالت دماء فان هذه الدماء هي القرابين لإنقاذ لبنان وستظل اقل بكثير من الدماء التي ستسيل في حال ترك الامور على غاربها كما يريد حزب الله. هذا الحزب الذي اصدر بيانا شكك فيه بموقف الجيش اللبناني.

وما تزال هناك تحركات مشبوهة من بعض الاطراف سواء كانت الفلسطينية او اللبنانية او غيرها. فماذا يعني دخول الجبهة الشعبية القيادة العامة على الخط واتهام تيار المستقبل بإطلاق النار على المخيم. ما معنى ان يتدخل البعض للتوصل إلى اتفاق لوقف الطلاق النار مع فتح الاسلام؟ وهل يجوز ان يكون هناك اتفاق بين الشرعية وبين الخارجين على القانون والإرهابيين. ثم ما هي مصلحة الفلسطينيين في التوصل إلى تسوية بين الدولة اللبنانية وهؤلاء الارهابيين. يبدو ان بعض فصائل الفلسطينيين في لبنان من غير المنضوين تحت راية منظمة التحرير وقعوا هم أيضا فريسة الاحضان الغريبة، خاصة حماس والجهاد في لبنان. لقد سمعنا ممثلي هذين الفصيلين يتحدثون بطريقة تثير الشبهات. يدافعون عن فتح الاسلام بطريقة غير مقنعة وكانهم يرددون ما تم تحفيظهم اياه من قبل جهات لها مصلحة فيما يجري.

مطلوب من القوى اللبنانية الوطنية والمخلصة لبلادها ان تقف معا ضد الارهاب الذي تمثله منظمة فتح الاسلام إلى ان يتم القضاء عليها لأنه بدون ذلك فان النار قد تصل إلى ما هو اخطر ومن ثم يتم تحقيق ما يرمي اليه الذين اشعلوا الحريق.

حسين عبدالله نورالدين
h_a_noureddine@yahoo.com
كاتب صحفي
عمان الاردن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف