أصداء

كركوك في الأمم المتحدة قبل كردستان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جاء اختياري لعنوان هذا المقال بسبب اخفاق قادة الاكراد على الدوام في محاولاتهم لأضفاء الشرعية الدولية لقضيتهم الكردية ويتزامن ايضا مقالي مع اعلان السفير الامريكي خليل زادة لحل قضية مدينة كركوك في أروقة الامم المتحدة، والذي يوثق مشكلة كركوك العرقية من خلال مجموعة من الاشارات المقلقة من هذه المدينة المتازمة. ويترقب العالم و المجتمع الدولي بحذر تدهور الاوضاع فيه.

فمنذ تحرير العراق وأسقاط نظام صدام حسين ينتهج المتطرفون في كركوك أسلوب العنف المسلح.وكانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، قد حذرت في الاشهر القليلة الماضية من تفاقم الاوضاع في مدينة كركوك كركوك، ووصفتها بالمدينة التي قد تتحول إلى "نقطة اشتعال إقليمية". وقد انعكست شدة التصريحات الاخيرة للمسؤولين الاميركيين عن مصير كركوك بحالة من التوتر والقلق العام في الشارع الكردستاني وصلت حد الإحباط العام. و في الحقيقة ان الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة في العراق والحديث عن عودة أمريكية جديدة الى مقترحات وزير الخارجية الامريكي جيمس بيكر حول تاجيل الاستفتاء في مدينة كركوك والتي قدمت سابقا لادارة بوش قد القت بثقلها على حكومة اقليم كردستان. وفي أول رد رسمي كردي قال رئيس برلمان اقليم كردستان عدنان المفتي حول إحالة قضية كركوك إلى الأمم المتحدة حيث اكد على من خلال مؤتمر صحفي الذي جمعه مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالعراق أشرف قاضي على أنَّ "حلَّ قضية كركوك موجود في الدستور"، في إشارةٍ إلى مادة 140 في الدستور العراقي، وأضاف: "إذا كان لا بد من إحالة قضية كركوك للمنظمة الدولية فلا بد من إحالة المسألة الكردية بكاملها؛ لأنَّ مشكلة كركوك جزء منها".


ومرة اخرى إذا يبدو أن عدم تنفيذ قانون 140 بتطبيع الاوضاع في كركوك مرده إلى القفز عليها وتاجيل البت في مصيرها وأن أحداً لم ير حقيقة ما حدث سابقا في عمليات تطهير عرقية بحق سكان المدينة الاصليين من اكراد وعرب وتركمان، وما يحدث الان في كركوك، أو أننا رأينا لكننا قررنا التماطل مع قضية كركوك إذ إننا منشغولون في قضايا أكثر أهمية!


ولعل افضل الحلول لبعض القوى الاقليمة وعلى رأسهم تركيا حاليا هو ابقاء مدينة كركوك تحت تصرف الدولة المركزية العراقية، وهذا ما لا يرضي الطرف الكردي وعليهم بذل جهود اكبر للتنسيق مع الادارة الامريكية للتوصل الى قرار دولي يساهم ايجابيا بتغيير الاوضاع في كركوك ليحول دون تدخل القوى الاقليمية في تقرير مصير ذلك.

ومن المتوقع ان تضم كركوك الى اقليم كردستان بعد أجراء عملية الاستفتاء، وضم هذه المدينة الى أقليم كردستان بعد الأخذ بنظر الأعتبار وضع الاقليات التركمانية والعربية ومراعاة الفدرالية الادارية فيه وضمان مصالح تركيا الحيوية الا ان هناك كلام ايضا يدور الان في اروقة مجلب النواب العراقي حول تاجيل عملية الاستفتاء في المدينة الى ثلاث اعوام اخر، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف سيتطور الصراع الاقليمي في المنطقة اذا لم يتوصل العراقيون انفسهم الى تسوية داخلية حول مدينة كركوك الغنية بالنفط؟ وماذا لو سحبت الولايات المتحدة قواتها العسكرية من العراق قبل اجراء عملية الاستفتاء! فماذا سيكون مصير مدينة كركوك؟ على رغم ترحيب بعض الاطراف العراقية والاقليمية بمثل هذه التأجيل، يتحفظ عدد من الدول الاوربية من هذه الخطوة خوفا من نشوء حرب اهلية في المدينة.


في حقيقة الامر أن الأزمة الامنية في بغداد في و في مناطق اخرى في العراق احتلت اولى أهتمامات الحكومة العراقية والامريكيين في الاعوام الثلاث التي مضت باعتبار ما جرى في بغداد ومناطق اخرى من حالة فلتان امني هو الأسوأ منذ معارك مع جماعات الصدر والقاعدة، لكن تبقى المماطلة من جانب حكومة المالكي في قضية كركوك هو الملف الابرز والاكثر جدلا على الساحة العراقية ومقارنتها بحجم الاهتمام بقضايا عراقية أخرى يظهر لنا مدى الإجحاف الذي أصاب مأساة مدينة كردستانية عراقية قديمة وهي كركوك.

ومؤلمة هي المفارقة هنا ان لا يتمكن العراقييون من تحديد هوية هذه المدينة الكردستانية العريقة، وان يستطيع بعض القوى الاجنبية من تحقيق هذا النجاح الباهر في أنكار هوية العراق الحقيقية العربية منها والكردية في هذه المدينة وان ينتزع من عراق زمن الهزيمة والأحتلال اقرارا بهذا الهراء.ولكن المفارقة الاكبر هو في عودة الإهتمام الدولي بقضية كركوك باعتبارها حجر الزاوية والملف الاهم في الصراع العراقي- العراقي و العراقي -الاقليمي في حين ظلت قضية الاكراد خارج اروقة المنظمة الدولية ولا تحظى بنفس الاهتمام من قبل المنظمة الدولية!


وتبقى حقائق ومفارقات اخرى منثورة على طريق بغداد- أربيل، ومن كركوك أقصر الطرق بين عاصمتين والتي تبدوا في بعض الحالات والازمان وكأنها أطول من الطريق الى القمر، سنعود للحديث عنها مع نهاية زيارة رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني و التي نأمل ونريدها في كل حال من الاحوال ان تكون بداية جيدة لمرحلة جديدة اكثر تقدما واكثرا خيرا للعراق واقليم كردستان.

راوند رسول
rawandrasul@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف