أصداء

في رثاء احمد جودة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تقدير ورثاء للمرحوم الصحفي والكاتب أحمد جودة

رحم الله الجار العزيز والصديق المخلص

هاتفت احمد يوم الجمعة 18 مايو ايار 2007 وعندما سمع صوتي قال:" ازايك يا جميل " (يلفظ الجيم بالطريقة المصرية) وقال أيضا "انت عامل ايه" وطلبت منه ان يشارك معي في برنامج حواري من القاهرة يتعلق بأزمة الاقتتال الداخلي في غزة وقال "انا تحت أمرك" بأي موضوع. وشارك أحمد في البرنامج الذي استضاف ايضا د وحيد حمزة هاشم من جدة و د جهاد حمد من غزة والنائب البرلماني الأردني د محمود الخرابشة.

ملخص ما قاله أحمد في جملة واحدة "ما يفعلوه في غزة هو غباء ولا يخدم سوى اسرائيل".

هذه كانت آخر محادثة لي مع الاستاذ احمد.

وعندما دعوته للحديث عن درو الاحزاب في العملية السياسية قبل شهر ونصف شارك بالحوار بحماس وكان لديه كلمات قاسية عن حالة الاحزاب في مصر.

قابلته الشهر الماضي عندما عاد لبريطانيا للاحتفال بعيد ميلاد ابنته دينا. وكعادته كان دائم الابتسامة وجاهز كالعادة بالتعليقات الساخرة.

وصباح احد ايام ابريل نيسان الماضي ركبنا القطار المحلي الى لندن وحدثني عن مشاريعه الاعلامية المقبلة وكان مليئا بالتفاؤل. تحدثنا عن الحياة في القاهرة وعن الوضع السياسي في المنطقة.
وتبادلنا اخبار الاصدقاء المشتركين وغيرها من الأمور الشخصية والسياسية في عالمنا العربي الذي لا يخلوا من الأزمات.


وفي محطة واترلو ركبنا الباص الى هولبورن ومن هناك ذهب احمد لموقع جريدة الشرق الأوسط لرؤية زملاءه وواصلت السير الى مركز عملي الى ويلز ستريت شمال اكسفورد سيركس.

ومن أغرب الصدف انه دون ترتيب مسبق كان في نفس القطار المسائي الذي أخذنا معا الى كامبرلي Camberley في مقاطعة صري Surreyمما أعطاني فرصة اضافية للحديث وتبادل الاراء. وبعد أيام قليلة قرر العودة الى القاهرة وآخر كلماته لي قبل سفره للقاهرة سأراك قريبا لأني "راجع بعد 3 او 4 اسابيع لتسوية بعض الأمور".


لم يسمح له القدر بالعودة ليرتب أموره ويبدأ في مشروعه الجديد.

بغيابه ترك أحمد فراغا قليل من رجال الصحافة يستطيعوا تعبئته.


رحم الله الجار الخفيف الظل ورحم الله الصحفي البارع ورحم الله الصديق المخلص. وأحر التعازي لزوجته سلوى وابنته دينا ولجارنا المشترك كينيث بيتردج Ken Bettridge وزوجته دايان Diane الذان غمرا سلوى ودينا بحبهما وعنايتهما اثناء غياب أحمد ولا يسعني الا ان اقدم أحر التعازي لجميع اصدقاء أحمد في لندن والقاهرة والعالم العربي.

نهاد اسماعيل

لندن
nehad ismail - London، UK

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف