أصداء

المالكي واحتياجات المواطنة العراقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد مرور سنة على الحكومة العراقية المنتخبة من قبل نوري المالكي بفعل اتفاق الكتل والكيانات السياسية داخل مجلس النواب العراقي، وانشغالها طيلة هذه السنة بمسألة تأمين الأمن في بغداد من خلال الحملات العسكرية للعملية الأمنية "فرض القانون"، وترك الملفات الأمنية في المواقع الأخرى الى مرحلة ما بعد العملية المذكورة، فان الإنجازات المتحققة لوضع مسار صحيح وصائب للعمل الوطني العراقي في المرحلة الراهنة للوصول الى حالة الأمان والاستقرار الأمني التي ما زالت في مراحلها المبكرة بالرغم من حصول بعض التحسن للحالة الأمنية في بغداد.
ولكن بالرغم من أهمية الخطط الأمنية، تبقى الحاجة الى تحقيق تحسن في المستوى الاقتصادي والمعيشي لكل عراقي حاجة موازية للأهمية الأمنية التي ترافق حياة العراقيين بصورة عامة، لهذا وبفعل المسؤولية السياسية الملقاة على حكومة المالكي خلال هذه المرحلة فإن أداء الدور الوطني المطلوب منها بمسؤولية عالية يشكل قاعدة رئيسية لإرساء نظام حكم فعال قادر على تلبية المطالب الاقتصادية والاجتماعية والمدنية للشعب العراقي في العهد الجديد بعد إرساء الأرضية السياسية والمقومات الأساسية للعملية الديمقراطية، لهذا فان الأطراف السياسية في الحكومة المالكية لحد الآن لم تبرهن بصورة ملموسة تحقيق تغيير ملموس على صعيد الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطن العراقي، وهي بحاجة الى تفعيل دورها لبذل إصرار اكبر للتوصل الى اتفاق عام وآليات عمل حقيقية وبرامج وطنية لخدمة العراقيين لبناء مستقبل زاهر على المدى القريب والبعيد وفق منظور مستقبلي لإعداد بناء الوطن على أسس وثوابت وطنية منطلقة من الإيمان الكامل بحقوق وكرامة الإنسان، وحرية الاختيار للفرد والمجتمع، بعد سن دستور يؤمن حياة حرة كريمة لجميع أفراد الشعب تحت خيمة الأمة العراقية الواحدة، لإنشاء دولة العراق وفق منظور معاصر لبنيان الدولة الحديثة لتلبية رغبات وتطلعات العراقيين في الحاضر وفي المستقبل.
ولكي يبقى الأمل المرسوم أمام جميع العراقيين مرسوما، ويبقى الرجاء مأمولا بالتحقيق، فان احتواء مسودة الدستور على مجموعة ثوابت حقوقية أساسية للمواطنة العراقية والإقرار بها ستخدم العراقيين على مدى المنظور القريب والبعيد لتأمين مستقبل زاهر للحاضر والأجيال القادمة، وفي ظل أركان الدستور الوطني العراقي، فان ضمان تحقيق الثوابت الأساسية للمواطنة من خلال منهج العمل الوطني للدستور شكل أرضية مناسبة ودعامة أساسية للبناء والتقدم من منطلق رؤية مؤسساتية معاصرة قادرة على احتضان كل الخصوصيات الوطنية. وثوابت حقوق المواطنة الأساسية هي حقوق شرعية تخص الجميع دون تمييز، يلزم الواجب الوطني الإقرار بها لتحقيق إطار دستوري حقوقي للمواطنة العراقية الحقيقية لضمان الحريات العامة والحقوق الأساسية في الصحة والتعليم والسكن والعمل والعدالة الاجتماعية، وضمن هذا الإطار حكومة المالكي عليها إبراز اهتمام جدي وحقيقي بتحقيق ثوابت حقوق المواطنة العراقية في مسيرة حكمها الراهن والثوابت التي نقصد بها هي ما يلي:

bull; العمل الجدي لتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وفق آليات وبرامج وطنية حسب ما مشار إليها في الدستور العراقي الدائم ليشكل عامل قوة كبيرة لإرساء الدولة الموحدة من منطلق الشعور بمواطنة عراقية حقيقية.

bull; تحقيق برامج عملية ميدانية لتنفيذ مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة الوارد في الدستور، وتعديل القوانين والأنظمة التي لا تتماشى مع هذا المبدأ، ليشكل انطلاقة مميزة لتساوي مبدأ المساواة في المجتمع العراقي في ظل الثوابت المعاصرة للحياة.

bull; الإقرار بإعداد مجتمع مدني فعال ليبرالي سليم التوجه لإبعاد شبح تأثير الأنظمة الدينية في الواقع العراق حاضرا ومستقبلا، والإقرار بتعدد مصادر التمدن المدني للتشريعات والأنظمة التنفيذية وفق الواقع التعددي المتنوع للمجتمع العراقي، وتحريم تأسيس المنظمات على أساس ديني ومذهبي، ليشكل ستارا واقيا للعراق ومجتمعه المدني.

bull; تثبيت الحقوق الأساسية الطبيعية للمواطنة لتأمين السكن لكل العراقيين كما هو مثبت كحق طبيعي للعيش والسكن الوارد الدستور وفي لائحة حقوق الإنسان الأساسية، ليشكل الركن أساسي المتين لتأمين إحدى أهم الحقوق الأساسية للمواطنة.

bull; تثبيت الحقوق الأساسية الطبيعية للمواطنة لضمان الرعاية الصحية لكل العراقيين كما هو مثبت كحق طبيعي للفرد في الدستور وفي لائحة حقوق الإنسان الأساسية، ليشكل الركن الأساسي المتين لتأمين إحدى أهم الحقوق الأساسية للمواطنة لضمان حياة العراقيين بصورة سليمة.

bull; تثبيت حق المواطن العراقي في التربية والتعليم كما هو مثبت كحق طبيعي للفرد في الدستور وفي لائحة حقوق الإنسان الأساسية، ليشكل الركن الأساسي المتين لتأمين إحدى أهم الحقوق الأساسية للمواطنة لضمان بيئة تربوية صحيحة وسليمة للعراقيين.

bull; تثبيت حقوق مادية لكل مواطن عراقي ، للاستفادة المباشرة من موارد الثروات الطبيعية للبلاد، وذلك وفق نظام معين يؤمن لكل مواطن حقا دستوريا على مستوى الدولة العراقية وعلى مستوى الأقاليم لتأمين حصة معينة من نسبة الدخل العام للمواطنين.

bull; تثبيت الحقوق الأساسية للمرأة، واعتبار مهمة المرأة أساسية في المجتمع خاصة في البيت ومجالات العمل ، وإقرار هذا الحق للمرأة العراقية عمليا كما هو دستوريا، وتخصيص راتب للكل مواطنة عراقية ربة بيت لتأمين مصدر اقتصادي لها ولأولادها كحق طبيعي، وتقليل سنوات الخدمة للنساء الموظفات والعاملات للتقاعد المبكر للتفرغ للتربية والعمل في البيت.

bull; تثبيت نظام رعاية خاصة بالأطفال، في البيت والروضة والمدرسة، وإقرار حقوق الطفل الأساسية وفق الميثاق الدولي للأمم المتحدة بشأن حقوق الطفل، ضمن برنامج وطني شامل لرعاية الطفولة من قبل الحكومة، وتثبيت هذه الحقوق في دستور إقليم كردستان.

هذه ثوابت المواطنة الصحيحة التي أقرت الكثير منها في الدستور العراقي، تشكل الأسس الرئيسية لبناء المواطن العراقي وفق رؤية معاصرة لمفهوم الدولة الحديثة، وهذه الثوابت التي يهم عموم المجتمع العراقي جميعا ليست بأمر يتسم بصعوبة التنفيذ لضمان حياة معززة بالكرامة والإنسانية لكل مواطن عراقي ضمن إطار المواطنة الحقيقية، لذا نأمل في ظل العهد الجديد للعراق تحت رئاسة جلال طالباني، وتحت رئاسة نوري المالكي وتحت خيمة مجلس النواب، أن تكون هذه الثوابت ملموسا ومحسوسا في أرض الواقع لتحقيق الحلم الجميل لكل عراقي بمواطنة عراقية أصيلة لم يحلم بها طوال عقود ماضية.

د.جرجيس كوليزادة
Gulizada_maktab@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف