أصداء

مالقصة؟! كلهم يعزفون على وتر القاعدة؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

إن الأطراف اللبنانية الداخلية التي فرقها النظام السوري عن عمد وسبق الإصرار على خلفية الولاء والإنتماء والمصالح،وجمعها أيضاً في مواجهة استحقاقات سياسته التحريبية في لبنان وأصبحوا كلهم في معاناتها سواء، هذه الأطراف اختلفت على جور ودور النظام السوري في لبنان، واليوم تختلف على جريمة ارتكبت ضد الجيش واللبنانيين والفلسطينيين مدنيين وعسكريين، يرافقها استمرار سكب زيت النظام السوري على لبنان كله والإصرار على قراءة الحدث بالمقلوب، وبعضهم الذي ورط لبنان في حرب دمرته مادياً وانسانياً بدون أن يستشر أحد، ينبري اليوم وهو مكبل بالعقد، ليقول أن معالجة مايجري يجب أن يكون ضمن إطارالحل السياسي، وهو نفسه ساق لبنان إلى حالة استعصاء سياسي مزمن، وأبعد من ذلك على أساس الحوار والحرص على العدالة والديموقراطية وتأمين قضاء حر ونزيه لمحاكمة مرتكبي الجريمة، وحماية المدنيين الذين تركهم عراة أمام العدوان الإسرائيلي في حرب تموز 2006، والأخطر من ذلك هو تثبيت الأبعاد المتطرفة الأصولية للجريمة لإبعاد الشبهة عن أصدقائهم وأفعالهم وإعطاء إشارة خطيرة طائفية مذهبية لأطراف داخلية وخارجية تنتظرها على أحر من الجمر.

وغريب هذا الإصرار بحشر المدنيين كلهم في لبنان في جراب الجريمة واللعب غير المقدس على حقوقهم وحياتهم ومعاناتهم وبؤسهم، وتخطيط مساحة المسموح والممنوع كإمتداد للخطاب الأصولي نفسه، ورسم الخطوط الحمراء وتقسيم ساحة الجريمة ليستمر المسلسل الملعون، فهذا خط أحمر وذاك خط أصفر، وكأن لبنان كدولة وشرعية دستورية مشاعة بدون خطوط وبدون حدود، وكأنهم في حرب تموز وماأفرزته والمعالجات التي قدموها والأفعال التي مارسوها وأدت إلى تمزيق نسيج لبنان السياسي والأهلي، كانوا حينها مصابين بعمى الألوان و النسيان، أم أنه اليوم مخيم نهر البارد وخطورة المكان الجغرافي والسياسي والأهلي، ويعرف هؤلاء جيداً أنه ليس في لبنان تنظيم يمت بصلة للقاعدة، ولايمكن أن يفرز الوضع اللبناني الأهلي والإسلامي والطائفي على وجه التحديد خطاباً متطرفاً بهذا الشكل استناداً إلى تكوين تاريخي وفهم ديني متنور وسلمي في علاقته مع الآخر ديناً أو مذهباً أو حزباً أو دولةً، والمعروف عن اللبنانيين التسامح والحرص على التعايش المشترك، وعليه إن كل مايشهده لبنان من احتقان أصولي بتنوعه قديمه وجديه، هو قادم من وراء الحدود، ومستورد من تطرف النظام السوري، ومن سراديب الأصولية ومافيات الموت، وهو ذو هدف سياسي بامتياز.

والمعروف أن النظام السوري كان السبب المباشر وراء الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 وبشكل عابر نذكر ماهو مهم حيث أن كل التنظيمات الأصولية المتطرفة،وهذا ينطبق على جميع الأديان والطوائف والمذاهب، كانت من إنتاج النظام السوري وأجهزته الأمنية التي اخترقت كل الأحزاب والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية أفقياً وشاقولياً وفتتتها ولعب النظام على إنهائها جميعاً عبر دعمه بالسلاح لكل الأطراف لتقتل بعضها بعضاً وإنهاء الحركة الوطنية الديموقراطية والثورة الفلسطينية في لبنان وهذا ماحدث، وماتبقى من أشلاء التظيمات اللبنانية ومنظمة التحرير احتضنها ودفعها نحو التطرف أكثر وضمن حاضنته القمعية المتطرفة في سورية وخارجها، الذي نريد قوله أن النظام السوري هو الذي أنتج التطرف في سورية ولبنان وبحكم الظروف المهينة البائسة التي عاشتها وتعيشها الشعوب العربية وفرت الحاضنة الأساسية لنمو سرطانات إرهابية من كل الإتجاهات والألوان.

والأغرب من ذلك هو أن النظام السوري يتفاجأ بوجود " فتح الإسلام " بل يزعم أنه يلاحقهم عن طريق الشرطة الدولية! ويصفهم بأنهم خلايا قاعدية يعاني هو الآخر من إرهابها داخل سورية! وفبركاتهم وقصصهم في سورية معروفة!، والأغرب من ذلك أن كل الأطراف التي لها مصلحة بزعزعة الإستقرار في لبنان، تحاول مط الجريمة أفقياً وجعلها كارثة مدنيين في مخيم من جهة وتمديدها لتصبح على مساحة واسعة داخل لبنان وخارجه، وحشرها في خيمة القاعدة وتفريخاتها، وهنا يجب القول بوضوح أن هناك معاناة هائلة للمدنيين وبشكل خاص الفلسطينيين وهي مستمرة وموجودة قبل الأزمة بسنوات،وزادتها الأحداث الأخيرة سوءًا على سوء، وهذا مقصود مكاناً وزماناً وفعلاً من قبل كل من ربى ودرب ومول وسلح وهرب هذه المجموعات وزرعها وسط المدنيين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية مؤلمة ومريرة وقبل " فتح الإسلام وجند الشام وعصبة الأنصار و... والقاعدة والإرتفاع " وهم كلهم من طينة واحدة ومن نفس الداء، تتبع لطرف واحد له وكلاء مأجورين وطوعيين مهما تعددت التسميات والأغطية واللافتات والخطابات والأسماء، الفلسطينيون يعيشون وضع إنساني مخيف منذ عشرات السنين،وهو وصمة عار في جبين النظام العربي كله، وأولهم أولئك الذين يتاجرون بدماء الأبرياء من أطفال ونساء فلسطين، فلا داعي للعزف النشاذ والخسيس على معاناة المدنييين الفلسطينيين، اللعبة أصبحت مكشوفة ومتهالكة ومرفوضة من قبل الفلسطينيين والعرب جميعاً.

د.نصر حسن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف