أصداء

رد من حزب التضامن الاحوازي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

خرمشهر أم المحمرة وعقدة صدام حسين

كتب الاستاد خسرو علي أكبر تحقيقا تحت عنوان (خرمشهر من ذكرى تحريرها لاعمارها) على موقع ايلاف الموقر بتاريخ2007 الخميس 31 مايو حاول من خلاله مرة أخرى كمقالاته السابقة النظر الى اقليم الأهواز من خلال عقدة الحب او البغض لصدام حسين وبالتالي اعتبار كل ما يفعله النظام الايراني في المدن الأهوازية العربية ولا سيما المحمرة الباسلة عملا يقوم به نظام ديمقراطي يحظى بشعبية على عكس عدم شعبية النظام السابق في العراق حسب فهم الكاتب للامور. فهده النظرة الى قضايا الشعوب في ايران وخاصة الى الشعب العربي الأهوازي وبهذه المعاييرالخاطئة يجعل الكاتب يعتبر كل ما يقوم به النظام الايراني أهون مما كان يقوم به النظام العراقي لان الكاتب لم يتخلص بعد من عقدة المقارنة الصدامية.
فأول ما قام به الكاتب في مقاله تجاهل الاسم الحقيقي التاريخي لهذه المدينة الباسلة التي تسكنها أغلبية عربية و أصر على تكرار الاسم المختلق للمدينة أي خرمشهر والذي اقره مجلس وزراء رضا شاه بهلوي الذي ينعته النظام الحالي باسم رضا خان قلدر أي رضا خان الشقي أو رضا البلطجي، حيث قرر ذلك المجلس في عام 1936 أي بعد 11 عام على ضم اقليم الأهواز العربي الى السيادة الفعلية للسلطة المركزية بمعزل عن ارادة شعبه، فقررت حكومة رضا شاه حينها تغيير اسماء معظم مدن الاقليم بما فيه الاسم الفارسي للاقليم أي عربستان لما كان يحمله من اعتراف ضمني بعروبة الاقليم. واليوم يعتبر النظام الذي يرفع شعار الحق والانصاف والحقيقية تحت عباءة الاسلام،يعتبرالاسماء الحقيقية التاريخيةالتي يستخدمها ابناء الشعب العربي الاهوازي بانها اسماء مختلقة وهذه قمة المحاولة لمحو هوية شعب اصيل وطمس لمعالم وجوده مما يفرض على أي كاتب منصف ان لا يقبل به بتاتا.
ثم يتغنى الكاتب بانتصارات النظام الايراني في الحرب التي القى المسؤولية في نشوبها واستمرارها بالكامل على النظام السابق في العراق بينما يختلف الايرانيون على اسباب نشوبها و تحمل أجنحة السلطة بعضها البعض مسؤولية استمرارها وخير دليل على ذلك الرسالة التي كشف عنها مؤخرا هاشمي رفسنجاني حاول من خلالها ضرب منافسيه عندما اتهمهم بالوقوف وراء استمرار الحرب بعد (تحرير خرمشهر) وضياع الفرصة على ايران للتقليل من خاسائرها.
ونؤكد هنا على تحليلاتنا بشأن الحرب العراقية الإيرانية التي استطاع راكبو موجة الثورة من خلالها طرد منافسيهم من دائرة الحكم، والاستئثار بالنفوذ والسلطة في البلاد. فعلى الساحة الأهوازية استخدم النظام الإيراني الحرب وما رافقها من ظروف وأوضاع استثنائية لفرض أجواء بوليسية، وتصعيد العمليات التعسفية ضد حركات المقاومة في الوطن. كما استغل ويلات الحرب ونتائجها المدمرة لتنفيذ عمليات تهجير جماعي للعرب خارج الوطن، ومصادرة المزيد من الأراضي العربية، غير أن كل ذلك لم يزد شعبنا إلا إصرارا على مواصلة التحدي والصمود، خاصة وأن تبعات الحرب قد ساهمت بدور كبير في تنوير المجتمع الأهوازي سياسيا وقوميا. ومما عزز هذا التوجه الجماهيري الطفرة النوعية التي حققها الشباب العربي في مجال التعليم العالي خلال السنوات العشر التي تلت نهاية الحرب المذكورة.
وايضا ننقل ما جاء في البيان السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي بخصوص الحصيلة النهائية لهذه الحرب حيث جاء فيه: اما بخصوص الحصيلة النهائية للحرب، وتبعاتها، فكان من الطبيعي أن يؤدي اضطرار نظام ولاية الفقيه لتجرع (سم إنهاء الحرب)، وفشله الذريع في تحقيق مشروعه التوسعي البالغ الطموح والمتمثل في ما يسمى بـ ( تصدير الثورة إلى الخارج )، إلى فتح الباب أمام تنامي تطلعات شعبنا إلى تغيير واقعه المأساوي، خاصة بعد التطورات العاصفة التي جدت على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانتهاء الحرب الباردة الذي أدى إلى تغيير جذري في الخارطة السياسية للعالم، وأفقد إيران ما كانت تتمتع به من امتيازات سياسية واستراتيجية هائلة بسبب أهميتها الجغرافية السياسية الفريدة كدولة حاجز بين الاتحاد السوفييتي السابق ومنطقة الخليج والشرق الأوسط.
تجدر الاشارة هنا بأن اقليم الاهواز شهد في الفترة التي سبقت الحرب العراقية الايرانية احتجاجات سلمية رداعلى رفض السلطة المركزية الثورية الاسلامية!!! مطالب الشعب العربي الاهوازي السلمية وبلغ الرفض الحكومي لهذه المطالب او بالاحرى الاستحقاقات العادلة مستوى القمع الدموي لشعب أعزل لعب دورا بارزا ومشهودا في اسقاط النظام الملكي السابق وكما يؤكد البرنامج السياسي لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي "وبرغم كل ما كان يرفعه قادة الثورة ورموزها من شعارات إسلامية ثورية حول الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتمييز، والدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين، والقضايا العادلة في العالم. فما أن رفع شعبنا صوته مطالبا ببعض من أبسط حقوقه الطبيعية المعترف بها إسلاميا ودوليا، والتي طالما عمد نظام البهلوي البائد إلى سحقها، حتى سقط القناع المصطنع من الدين والأخوة الإسلامية عن وجوه حكام إيران الجدد، حيث أنكروا أيا من تلك الحقوق والمطالب العادلة، وأسرعوا باستخدام سلاح التهديد والقمع، والذي بلغ ذروته خلال المجزرة البشعة التي أرتكبها نظام الخميني في مدينة المحمرة الشامخة الأبية، حزيران عام 1979والتي شكلت بداية مرحلة جديدة من نضال مرير فرض على شعبنا الذي أبدى كعادته صمودا ومقاومة وبطولة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، و لم يتقاعس عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل أهدافه الوطنية ومطالبه العادلة."
ثم يقول كاتب المقال السيد خسرو علي أكبر: ((ويرى بعض المحللين أن الاهتمام الكبير بهذه المناسبة في اقليم خوزستان(الأهواز) برهن على وحدة المواطنين الايرانيين من عرب وفرس واقليات اخرى واعتزازهم الكبير بصمودهم المشترك ودفاعهم عن بلادهم بوجه المحتل، في الوقت الذي تحاول فيه بعض العصابات الارهابية وعبر اعمال اجرامية كتفجير الاسواق والاماكن العامة لاثارة الفتن بين العرب والفرس الذين قاوموا الاحتلال الصدامي معا وتعايشوا بسلام ومحبة كمواطنين ايرانيين.
ارجو قراءة المطلب مرة أخرى فانه مكتوب كالخطابات الصادرة عن وزارة اعلام في بلد تحكمه سلطة مركزية ديكتاتورية وليس من قبل كاتب كان من المفروض أن لا يخضع لعواطفه حتى لو كان يوالي جهة ما حفاظا على الموضوعية، ثم قضية التفجيرات التي حدثت بعد اندلاع انتفاضة نيسان السلمية في كافة مدن اقليم الأهواز من الأهواز العاصمة الى المحمرة (خرمشهر) وعبادان (أبادان) والخفاجية(سوسنكرد) و معشور(ماهشهر) العميدية (أميدية) والفلاحية (شادكان) لم تكن لصالح القضية ومنحت النظام فرصة القاء القبض على نشطاء الحركة الأهوازية واعدام كوكبة من هؤلاء الأبرياء بعد محاكمات سرية وبدون محامين وزج الالاف في السجون وتشريد اعداد كبيرة منهم. فالنظام هو المتهم الأول في الوقوف وراء التفجيرات لأنه المستفيد الأوحد من حدوثها.
وبشأن موضوع الاعمار ووضع الخدمات في اقليمنا الذي يؤمن 85% من النفط و90% من الغاز و45% من المياه يعرف القاصي والداني تدني مستوى الخدمات إلى حد مريع في الإقليم، وتفشي الفقر وارتفاع معدل البطالة إلى أرقام قياسية، وانتشار ظاهرة إدمان المخدرات وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو فظيع للغاية، وطهران تستولي على جميع الأيرادات. ورفض البرلمان الايراني مشروع تقدم به نواب الاهواز في مجلس الشورى لتخصيص ميزانية اضافية من ايرادات النفط تبلغ 1،5 % تخصص للمشاريع العامة في الاقليم.
ويعد الاقليم ثالث أفقر إقليم في ايران. و يعاني 80% من الاطفال من سوء التغذية وان معدل البطالة بين العرب خمسة أضعاف معدل البطالة بين الفرس.كما يمنع نشر الصحف والكتب باللغة العربية بهدف محو الهوية العربية وان التعليم في مدارس الاهواز يتم باللغة الفارسية فقط حيث تبلغ نسبة الرسوب في المرحلة الابتدائية الى 30% وفي المرحلة الثانوية الى 50% ويصل معدلات الامية بين العرب أربعة أضعاف مثيلاتها بين غير العرب.
وتنفذ طهران خطة كبرى عبر "اعادة بناء التركيبة الأثنية" ليصبح العرب أقلية في اقليم الاهواز وتمنح قروض بلا فوائد لمن يهاجر من مناطق اخرى الى الاهواز وتبني مستوطنات جديدة هناك وثمة خطة تمت المصادقة عليها حيث سيتم بموجبها جلب نصف مليون من غير العرب الى الاقليم. في حين يعيش عشرات الآلاف من الاهوازيين العرب في بيوت الصفيح في ضواحي مدينة الاهواز العاصمة وتم نقل مجموعات اخرى قسرا الى مناطق في شمال ايران.
ربما يعتبر الكاتب هذه المعلومات غير صحيحة أو انها ملفقة فنقول له هل تعلم بأن النظام يضع قيود مشددة للغاية امام الصحفيين الأجانب الذين يرغبون في زيارة الاقليم ويحدد تحركاتهم ويعاني الصحفيون المحليون من الترهيب والتهديد بالسجن ولكن بالرغم من ذلك تؤكد جماعات حقوق الانسان بان ثمة موجة جديدة من القمع يواجهها الشعب العربي الأهوازي الذي يتعرض لسياسة التطهير العرقي والعنصرية. كما هجرت السلطات نحو 250 الف من العرب من قراهم بعد مصادرة أكثر من 200 ألف هكتار من الاراضي لتنفيذ مشروع ضخم باسم مشروع قصب السكر وفي مشروع آخر سيؤدي تنفيذه إلى محو المزيد من القرى والبلدات وتشريد مايزيد عن 400 ألف من سكانها العرب بهدف اقامة مشروع مشروع عسكري - صناعي - أمني يخطي مساحة تبلغ 3000 كيلومتر مربع بمحاذاة شط العرب الطريق المائي الذي يشكل الحدود مع العراق.
وبالرغم من ذلك ينقل السيد خسرو تصريحات لشخص يدعى كريم عرب بور الذي يقول:"مشكلة الاعمار واعادة سكان المدينة لم تحظ باهتمام المسؤولين الايرانيين في السنوات التي أعقبت انهاء الحرب، لكن مع الزيارة الاخيرة للرئيس الايراني احمدي نجاد في الشهر الماضي واجتماعه مع هيئة الوزراء ووعوده الاقتصادية، تضاعف الأمل وقد كرر الرئيس زيارته للتأكيد على الاولوية التي يضعها المسؤولون الايرانيون لهذه المدينة، ثمة انجازات لاتنكر، ولكنها غير كافية، لم يعد ميناء المدينة فاعلا، ويكفي أن ننظر الى حجم الاستثمارات المخصصة للموانئ الاخرى، حينها سنتأكد من أن اعمار الميناء باعتباره عصب الحياة الاقتصادية للمدينة لم يكن بمستوى الطموح".
هذا الكلام هو عبارة عن دس السم بالعسل فيحاول المتحدث الذي لا يعرف أحد من هو وما هي مسؤوليته أو منصبه تبرئة الرئيس الايراني أحمدي نجاد من الممارسات اللاانسانية التي تتعرض لها الشعوب في ايران واظهاره بمظهر ملاك الرحمة، بينما يعلم الجميع بانه ينتمي لمؤسسة "عسكرملالي" التي اختارت الحل الأمني في التعاطي مع مطالب الشعب العربي الأهوازي، لذا بالرغم من مضي حوالي عامين على تصعيده الى المنصب الرئاسي خلال مهزلة انتخابية كان التزوير أبرز سماتها بشهادة رفسنجاني وآية الله كروبي وآخرين في السلطة، فانه لم تظهر بوادر أي تغيير يذكر في السياسات المتبعة من قبل طهران ضد الشعوب غير الفارسية والشعب الفارسي نفسه.

لذا نؤكد هنا بأن الشعوب في ايران وخاصة الشعب العربي الأهوازي لا ناقة لها ولا جمل في هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس وهذه الشعوب المغلوبة على أمرها هي التي دفعت فاتورة الحرب الباهضة بارواح أبنائها وخيرات اراضيها.

اللجنة الاعلامية في حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف