أصداء

هل ما يتعرض له المسيحيون في العراق كافِ لإستقالة ممثليهم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل ما يتعرض له المسيحيون في العراق كافِ لإستقالة ممثليهم من الحكومة؟


لقد عاش المسيحيون في العراق مع سائر أبناء الطوائف الأخري في سلام وامان تحت ظل كل العهود السياسية السابقة ومنها العهد السابق حيث شاركت الأقلية المسيحية مع الطوائف العراقية الأخرى جنبا الي جنب في بناء الدولة العراقية والدفاع عنها، فكان الطبيب والمهندس والعسكري والمعلم واصحاب المهن يؤدون واجباتهم الأجتماعية والوطنية بكل امان واستقرار.

ان ايذاء المسيحيين في العراق شهد تصعيدا خطيرا بعد سقوط بغداد على يد قوات التحالف حيث استغلت ذلك قوى ارهابية غريبة من خارج الحدود دخلت فشقت الصف الوطني وزرعت الفتنة الطائفية. كما ان سيطرت الميليشيات الطائفية على كل مناطق العراق وخاصة المناطق ذات الكثافة السكانية المسيحية، زاد من حجم الإيذاء، ففي العاصمة بغداد وفي مناطق الدورة والسيدية وحي العدل والبياع والنعيرية والكرادة والمعلمين وغيرها حدثت عمليات تهجير وقتل مكثفة جدا مما اضطر بالمسيحيين الفرار بارواحهم الي مناطق اكثر أمانا كسهل نينوي ومنطقة كردستان العراق حيث قامت عناصر من ميليشيات طائفية وارهابية مسلحة بتهديدهم وتخيرهم بين اعتناق الإسلام اوالرحيل او القتل.

ان الارهاب والقتل شمل كل العراقيين الأبرياء كما هو معلوم لكن المؤسف ان الأقلية المسيحية المسالمة حوصرت من قبل كل الإتجاهات الرسمية والمنفلتة وبات قتلهم تشارك فيه قوى الظلام والطائفية على السواء، وما حدث في محافظة الموصل مؤخرا دليل على ذلك فبالرغم من سيطرة قوات الحكومة على الأمن فيها لكن قتل الأبرياء جار على قدم وساق.
فبعد قداس يوم الأحد 3 حزيران 2007 الذي أقيم في كنيسة الروح القدس في حي النور في الموصل اغتال مجرمون الأب الفقيد رغيد كني مع ثلاثة شمامسة ابرياء بسمان يوسف ووحيد حنا ايشو وعصام متي بيداويد وقبلهم فقد تم اختطاف وذبح عدد من رجال الدين منهم الاب بولص اسكندر، ويعد هذا العمل حلقة في سلسلة من الاعمال الاجرامية التي استهدفت المسيحيين في كل مناطق العراق.

نقول لقد رأينا ورأيتم ايها الشرفاء في كل مكان كيف هو حال العراق وكيف يقتل ابناء الشعب العراقي ومنهم المسيحيون العراقيون وكيف أنقسم شعب العراق الى مذاهب وطوائف متقاتلة من جراء الحرب الغير شرعية والقذرة التي شنتها رئاسة اميركا ومن عاونها من خونة واعداء تأريخ وحضارة العراق، وقد حذرنا عدة مرّات ومرّات من ان الغرض من اسقاط نظام صدام وتعيين حكومة محاصصة طائفية ليس لها علاقة بالديمقراطية ولا بحقوق الإنسان، انما اصبح الغرض هو لزرع الفتنة الطائفية والمذهبية وعدم الإستقرار تمهيدا لتقسيم العراق ولسلب ثرواته والقضاء على تأريخه المشرف ثقافة وحضارة.

ايها المسؤولون عن حماية العراقيين وقد اشبعتمونا بادعائكم بانكم منتخبون من قبل الشعب العراقي وبضمنه المسيحيون اين انتم مما يحدث في العراق، فاني انبهكم من ان الشعب المسيحي مهدد بالفناء الكامل وان الكيل قد طفح وما عليكم الا اعلان فشلكم وعدم امكانيتكم في حماية شعبكم، ان هؤلاء الطائفيين والإرهابيين يريدون قتل او تهجير شعبنا المسيحي بكل الوسائل.

اما انتم من الذين يسمونكم ممثلي الشعب المسيحي { الكلدو اشوري السرياني } في الحكومة والبرلمان نطالبكم أن تتدخلوا وتسجلوا في سفر حياتكم موقفاً انسانيا شجاعا اتجاه شعبكم الذي يُذبح وتنتهك مقدساته كل يوم في سابقة لم يألفها تأريخ الإنسانيّة منذ أن خُطت حروفه الأولى على ارضهم ارض ما بين النهرين.
نناشدكم أن تدعون الحكومة ومن جاء بها وبكم اولا...بان يوقفوا هذه المجازر وأن تنظروا بعين الإنسانيّة إلى شعبكم الذي يقتل ويهجر امام انظار حكومتكم التي قمتم بتأييدها والمشاركة معها ممثلين عن شعبكم ومنحتم لها شرعية ادارة دولتكم العراقية، فبالرغم من معرفتكم بانها طائفية ولا تصلح لحكم العراق لكنكم تغضون النظر وما زلتم في كنفها.

ان صبر المسيحيين قد نفذ وهم يستمعون الى خطاباتكم الرنانة بشأن ديمقراطية العراق التي بشّرنا بها اعداء العراق واعداءكم، كما واستمعوا ايضا الى خطابات غيركم بأن العراق يمر بأخطر مراحله عبر العصور وأن العراق قبل 9/نيسان/2003 كان الف مرّة أفضل ممّا هو عليه الآن، فهل ما زلتم تعتقدون ان شعبكم المسيحي في العراق سيصدقكم حين تخبرونه انكم جئتم لنقله الى الحياة الديمقراطية، في حين يقتل رجال دينه وتهدم كنائسه كل يوم ويهجر الآلاف من ابناءه المساكين امام اعينه وامامكم.

نناشدكم يا ممثلي شعبنا المسيحي بكل قطرة دم سُفكت وتُسفك في عراقنا الجريح وبكل حجر سقط من جدار كنائسكم أن تطلقوا العنان لكشف العملاء والمجرمين ومن ساهم في تدمير العراق، وان تعلنوا استقالتكم فورا من كل مناصبكم الرسمية سواء التابعة لقوى الإحتلال اوالقريبة من القوى الطائفية والعنصرية والتي يعلمها الجميع انها مناصب لمصالح شخصية وجسورا لتمرير المشاريع الهدامة، فالخطر الطائفي لن تستطيع نواقيس الكنائس الآمنة ايقافه.... وكفى وعيب عليكم التفرج على شعبكم وهو يسلب ويهجر ويذبح، شعبنا لا يريد منكم الإنتحار في سبيله انما يريد منكم فقط الإعتراف بفشلكم وفشل حكومتكم في الدفاع عن شعبكم وعن حماية وحدة العراق، فالقاتل المشعوذ معروف الهوية والشكل، لكن اهل الشهداء لا يعرفون بأي ذنب يقتلون ويهجرون، فهل سنسمع منكم وقفة وقرارا جماعيا يظهر شجاعتكم ايها الساسة الذين تدعون انكم تمثلون الشعب المسيحي للتنديد ورفض المشاركة في الحكومة الحالية وفي البرلمان اللذان لم يستطيعا حماية شعبكم المسالم؟! نحن بانتظار موقفكم.
الرحمة لكل شهداء العراق من جميع الأديان والمذاهب، والخزي والعار للصامتين ذوي العقول الطائفية والإرهابية المتخلفة، وتعازينا الحارة لذوي الشهداء جميعا.

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف