إسرائيل والقبعات الزرق!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رغم أنّ إسرائيل ما زالت تتربّع على عرش الخارجين على القوانين الدولية والسماوية ، إلا انه لا يختلف اثنان على أنّ الكيان العبري لطالما وجد في مجموعات ومؤسسات دولية حضنا دافئا تلجأ إليه لإدارة أزماتها.
فلتل أبيب تراث عظيم في انتهاك قرارات الشرعة الدولية بوجه عام، وما يرتبط بحساسيتها المفرطة تجاه القبعات الزرق والملونة على وجه الخصوص.!!
منذ أيام معدودات عاش العرب ذكرى الانكسار في حرب 1967، وعاشت إسرائيل ذكرى الانتصار لذات الحرب. ولكن، وفي الوقت عينه، استذكرت إسرائيل انكسارها عسكريا أمام حزب الله اللبناني في حرب تموز الأخيرة.
وما بين الذكريات السعيدة والأليمة بدأت تطفو على سطح الحياة السياسية في إسرائيل أفكار تتعلق ، بشكل أو بآخر ، بأهمية قوات الفصل الدولية لضمان " حدودها " ، إن كان مع لبنان ، أو مصر ، أو في الداخل الفلسطيني.
لا شك أن التغيّر والتغيير في نظرة إسرائيل إلى قوات حفظ السلام الدولية حدث أثناء حرب الصيف الماضي مع حزب الله .حيث اتجهت إسرائيل إلى المجموعة الدولية للمساعدة في ضمان حدودها الشمالية مع لبنان.
فعليا، قوة الأمم المتحدة موجودة في الجنوب اللبناني منذ عام 1978. لكنها كانت متواضعة العدد والعتاد والصلاحيات. فاستبدلت بقوى أكبر، مع تفويض أكثر متانة، وقواعد ارتباط دولية متماسكة.
في الحقيقة .. إسرائيل كانت تتمنى لو أنّ القوة الدولية المتواجدة في الجنوب اللبناني منذ 1978 عملت على ما كان جيشها غير قادر على فعله أثناء احتلالها الطويل الأمد للجنوب ، أي تحقيق أمن الحدود والجاليات المتواجدة في شمال إسرائيل . لكن ماذا بالنسبة لأمن الحدود والجاليات المتواجدة في جنوب إسرائيل ؟.
في الأسابيع والأيام الأخيرة ، وقعت " سديروت " تحت وابل نار صواريخ أطلقت من غزة . وبضربات انتقامية جدّدت إسرائيل ضرباتها الجوية ضد مقاتلين فلسطينيين، وأبنيه تابعة لحركة حماس في غزة، فضلا عن بعض الهجمات على الأرض.
لا شك أنّ أيهود أولمرت، رئيس الحكومة الإسرائيلية ، أرضى بهذه الضربات جزءا كبيرا من الرأي العام الإسرائيلي . لكنه بالمقابل يقاوم ضغوطا محلية لغزو غزة واحتلال أجزاء منها.
لكن التهديد الذي تخشاه إسرائيل وتتحدّث حوله على الدوام هو " سلاح الأنفاق " المتنامي في يد حركة حماس. وكثيرا ما يحذّر خبراء عسكريون إسرائيليون من تحوّل حماس إلى قوة عسكرية ضاربة كحزب الله اللبناني، وأن تتحوّل غزة إلى جنوب لبنان أخرى.
من هنا تفكّر إسرائيل جديا، وهو تفكير رسمي، بانتشار قوة دولية ثانية مشابهة للموجودة في الجنوب اللبناني. وهذا ما أكد عليه خافيير سولانا ، منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي عندما ذكر أنّ الاتحاد الأوربي سيناقش قوة حفظ سلام دولية إذا ما اقترحتها إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
للذمّة وللتاريخ كما يقال .. كثيرا ما دعا الفلسطينيون إلى قوة حفظ سلام دولية في الضفة والقطاع لحمايتهم من بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية. لكن إسرائيل، للذمّة وللتاريخ أيضا، عارضت ذلك دائما.بل وأصرّت على أنّ السلطة الوطنية معنية بمنع الهجمات ضد إسرائيل.
لكن مع فوضى السلاح الفلسطيني تبدو إسرائيل جاهزة ومرحّبة بقوة حفظ سلام دولية إلى غزة وليس إلى الضفة الغربية.
لا شك بوجود عقبات تنتظر انتشار مثل هذه القوة . لكن إذا ما تمّت تكون إسرائيل قد تخلّصت من ارث قديم وموقف تقليدي تجاه قوى حفظ السلام الدولية . الموقف الذي صنعته وصاغته قبل أربعين عاما كنتيجة لحرب الأيام الستة.
أمجد نيّوف