ردا على كمال غبريال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تعرض الأستاذ كمال غبريال للكنيسة القبطية فى عدة مقالات على صفحات محبوبتنا ايلاف، لذلك رأينا أن نورد هذا الرد الموجز توضيحا لبعض الأمور . ع. س.ع.
الأستاذ كمال غبريال
قد تكون هناك بعض النقاط التى نتفق معكم فيها مثل سلوك بعض - و أشدد على كلمة بعض - رجال الكنيسة، الذين هم بشر لا عصمة لهم بحسب التعاليم المسيحية الأرثوذكسية، وهو أمر نتفق عليه، و لكن من الأفضل أن يكون الاتفاق حول أمر أكثر شمولا حتى تتضح الأمور بعيدا عن الأفكار الشاعرية و المعانى الرومانسية و التى قد تكون غير دقيقة فى وصف الأحداث و مواجهة المشاكل التى تهدد الجميع فى مصر:
1- أولا نتفق على أنه أيا كان رأيكم فمن حقكم التعبير عنه و ليس هناك من يحق له أن يصادركم هذا الحق
2- علينا أن نفرق عند الحديث عن مشاكل الأقباط بين موضوعين، التمييز الدينى و الاصلاح الكنسى، و الأخير هو ما أفردتم له الكثير من المقالات المطولة و تم عرضه سواء عن قصد أم غير قصد على أنه جزء من مكافحة التمييز الدينى، خلط هذه بتلك أو تمرير احداهما ضمن الأخرى هو أمر غير مفيد يعوم الأمور و يضر ضررا بالغا بكليهما و خصوصا قضية التمييز الدينى و مشاكل الأقباط فى مصر ..
3- ينبغى الاحتراس عند مخاطبة الكنيسة لمعالجة أحداث الفتنة الطائفية، فنحن كما نطالب الكنيسة بالابتعاد عن السياسة وهذا ما كان فى بيانكم الذى أصدرتموه عن أحداث العياط مع من يسمون أنفسهم بجماعة العلمانيين، الا أننا لا يجب أن نحمل الكنيسة أكثر مما تحتمل و نطلب منها أن تدخل فى صدام صريح مع الدولة .. أو على الأقل هذا ما فهمته من كلامكم المتهكم و العائم عن المجمع المقدس ..، ما دخل هذا المجمع الذى طالبتموه بالابتعاد عن السياسة بحادث العياط السياسى؟ أتفهم النداء الذى أرسله البعض مثل الدكتور سيتى شنودة للبابا شنودة لكننا لا نعلم التفاصيل الخفية لما دار خلف الكواليس بين الكنيسة و الدولة، من السهل جدا تفسير أى تساهل من جانب الكنيسة على أنه استهتار بحقوق الأقباط، لكن البديل هو تصعيد الأمور لصدام شامل بين الدولة و الكنيسة مما قد لا يكون مفيدا لأى طرف ..
4- تستطيع أن تتحدث كما شئت عن قيادات الكنيسة و ليس من حق أحد أن يكفرك و لا أن ينعتك بأنك مهرطق، و لكن من حق أى شخص أن يصحح ما توردونه من أخطاء - و ما أكثرها - خاصة فى الأحكام التاريخية التعميمية المستقاة من قصص من نوعية قصة الفيلسوفة هيباشيا وما شبه ..
5- ليس من الصواب أو وضوح الأفكار أو العدل أن تتحينوا كل فرصة لالقاء اللوم و التهم على قيادات الكنيسة و الكهنة، قيادات الكنيسة لم تحرق الكنائس و لم تطلق محمد عمارة و زغلول النجار فى الاعلام المصرى لسب الأقباط و معتقداتهم، و لم تحرق بيوت الأقباط، و لم تعلن عن وظائف من شروطها أن غير المسلمين يمتنعون،ولم تمنع بناء الكنائس ولم تضطهد الأقباط وغير المسلمين ولم تبرىء المجرمين، و لم تحرض ضد وتتوعد غير المسلمين، ولم تمنع غير المسلمين من العودة الى أديانهم و لم تزايد على الاخوان و الاسلام السياسى حتى أصبحت مصر دولة اخوانية أكثر مما تمنى الاخوان أنفسهم ..( و مناسبات أخرى كثيرة لم نسمع صوتكم الموقر فيها )، أقول ليس من العدل أبدا أن نساوى بين ما ترونه اصلاحا و بين كل هذه المصائب التى تهدد مصر كلها و ليس غير المسلمين فقط ..
6- مصطلح علمانى بالمفهوم الكنسى هو مصطلح دينى، و يعنى كل الخدام فى الكنيسة الذين ليسوا كهنة، و هو بخلاف مصطلح علمانى الذى يفهمه المسلم العادى على أنه فصل للدين عن الدولة، اذا كنتم قدمتم أنفسكم للمجتمع فى مصر مع البعض على أنكم العلمانيين أقباط فمن المهم توضيح معنى الكلمة أنه يختص بالاصلاح الكنسى و ليس بالدفاع عن الأقباط ..، كما أنه من المهم توضيح أنه ليس من حقكم و مجموعتكم أن تحتكروا هذا اللقب لأنفسكم، هناك الكثير من العلمانيين بالمفهومين الكنسى و العام الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل الخدمة الدينية فى الكنيسة و خدمة المحتاجين و الفقراء و المسنين خارج الكنيسة ومحاولة الدفاع عن حقوق الأقليات و منهم الأقباط فى مصر وهم يعملون فى صمت بعيدا عن الأضواء و المؤتمرات وعدسات الفضائيات و الكلام الشاعرى المزركش و استعراض المعلومات المكررة، وبعيدا عن الصحف ومواقع الشبكة الدولية التى تعرض الصور الفوتوغرافية السينمائية..، و ليس من العدل أن يسلبهم أحد هذا اللقب و يحتكره لنفسه ..
7- نحن نطالب الكنيسة بالابتعاد عن العمل السياسى لكن ليس من حقنا أن أن نسلب أى كاهن حقه فى ممارسة هذا العمل، رجال الكنيسة مواطنيين مصريين و لهم أن يشاركوا فى العمل السياسى و الأحزاب القائمة أيا كانت توجهاتها.
8- وصفكم لأنفسكم بالاصلاحيين و أن معكم ملايين هو وصف آخر غير دقيق، و يذكرنى بالاسلامويين عندما يقولون أن تطبيق الشريعة الاسلامية فى مصر هو مطلب كل مسلم فى مصر ..
9- من الظلم وصف ما تفعلونه بأنه نظر لنصف فارغ من الكوب، لأن الكوب الذى تنظرون اليه و الذى أتصور أننا جميعا ننظر اليه عشره فقط هو الفارغ و تسعة أعشاره ملىء بماء ملوث لا يقدر أحد على شربه يهدد الأقباط و كل الأقليات الدينية فى مصر بالفناء التام ..، وصفكم لأنفسكم بأنكم تنظرون لنصف فارغ و أن الآخرين ينظرون للنصف الممتلىء وصف غير دقيق و مشوش و يعتم على مخطط المحو الذى يتعرض له الأقباط و كل الأقليات الدينية فى مصر ..، بل و لا أبالغ اذا قلت أنه يهين كل هؤلاء الذين يئنون و يعانون من المحو الطائفى فى مصر ..
مع خالص تحياتى
عماد سمير عوض