ردا على مقالة المسيحية والنصرانية واليهودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ردا على مقالة المسيحية والنصرانية واليهودية التى نشرت على ايلاف
(لاني اشهد لهم ان لهم غيرة الله ولكن ليس حسب المعرفة. لانهم اذ كانوا يجهلون بر الله ويطلبون ان يثبتوا بر انفسهم لم يخضعوا لبر الله.)(الرسالة الى رومية 10: 2- 3) تذكرت هذه الكلمات وانا اقرأ مقالات الاخ سعد الله خليل، فجل اهتمام هذا الكاتب اثبات وقوع التحريف في الكتاب المقدس بشقيه (التوراة والانجيل) وهو لا يكل ولا يمل في طرح المقالات غير المدروسة في نقد كل ما هو توراتي او انجيلي، ولكن هل نجح في ذلك ؟؟
وهذا ما سوف نحاول استجلائه في هذه العجالة مما كتبه الاخ الفاضل في جريدة ايلاف بعنوان (المسيحية والنصرانية واليهودية) بتاريخ الخميس 7 يونيو 2007، حاول فيها الكاتب ان يقدم نفسه بصورة الباحث والدارس، ولكن لا يخفي علينا ان الباحث الجاد يجب ان يقف موقف المحايد فيعرض الموضوع ثم يتناول ما يقوله المؤيدون والمعارضون ثم يخلص الى استنتاج يطرحه امام القاريء، ولكن الكاتب استعجل النتائج واختصرها، فوضع خلاصة اقواله التي يريد توصيلها للقاريء، فجاء نقله مبتورا من طرف واحد معروف غرضه مسبقا، فخرجت المقالة خليطا عجيبا من نقد العقيدة وتشويه التاريخ، وهاذان موضوعان مختلفان في الدراسة والتناول ولا يجوز الخلط بينهما.
فالتاريخ مصدره كتب التاريخ الموثقة والمؤكدة المصادر فهي متنوعة ومختلفة التوجهات ويجب دراستها بتمحيص وروية وعناية، والعقيدة مصدرها الكتب المقدسة يجب النقل منها بالنص ولا يجوز النقل منها (بتحريف) واضح كما فعل الكاتب، فنحن نتفق معه على ان الايمان الصحيح دائما ما يحارب بايمان زائف (هرطقة)، والقول بتزييف العملة الصحيحة لقيمتها وقوتها نتفق عليه ولكن هل يعقل ان يخلص الكاتب الى القول بان الزائف هو الصحيح والصحيح هو الزائف ؟؟؟ الحقيقة انني وقفت امام المقالة محتارا من اين ابدأ فكمية المعلومات المغلوطة والمطروحة بالمقالة (الجزء الاول حتى كتابة الرد) كبيرة الى حد لا نستطيع ان نذكرها كلها، ولذلك سوف اكتفي بما يكشف للقاريء عدم الحيادية أو الدراسة الكافية في طرح موضوع بهذه القيمة والاهمية، وسوف اكتفي بالرد على الافتراءات على العقيدة، فالقاريء الباحث عن الحقيقة يستطيع ان يكتشف ان الكاتب لم يكن محايدا بالنسبة للتاريخ وهي كتب متوفرة لمن يريد الرجوع اليها.
اما عن افتراءات الكاتب على العقيدة فمثلا كتب يقول ان هناك فريقان ( الوثني بقيادة بطرس، ويوحنا، وبرنابا، وتيموثاوس، وآخرين، وبولس ) وهذا ما عرفه بالفريق المسيحي، ولم يذكر لنا من وقف في الفريق الآخر ( بافتراض انه اليهودي ) والذي اسماه بالنصارى ؟؟؟ فالكاتب استطاع ان يستدل على تسمية المسيحيين من الكتاب المقدس، ولكنه لم يستدل على تسمية النصارى ولم يسمي قادة فكرهم، والحقيقة انه لم يستطع لسبب بسيط، انه ليس هناك فريقا في الكتاب بهذه التسمية وان كل الرسل والتلاميذ والمسيحيين كانوا فريقا واحدا ( فريق المؤمنين )
حتى نكون على بينة من التسميات وكيف بدأت المسيحية فنقول في عجالة ان المؤمنين بالمسيح كان اليهود يسمونهم ( اهل الطريق ) (اعمال 9: 2) باعتبارهم طائفة يهودية جديدة و نسبة لقول المسيح عن نفسه (انا هو الطريق والحق والحياة)(يوحنا 14: 6)، ولكن المسيحيون انفسهم كانوا يطلقون على انفسهم اولا تسمية (التلاميذ) (متى 28: 19) وبعدها تم اطلاق تسمية المسيحيين (اعمال 11: 26) انطلاقا من انطاكية اي المؤمنون بالمسيح على اختلاف اصولهم وجذورهم، وقد استشهد الملك اغريباس بهذا اللقب ( في محاكمته لبولس ن راجع اعمال الرسل 26: 28) وقد كان مؤسسي الكنيسة في انطاكية من هؤلاء اليهود المؤمنين (اما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا الى فينيقية وقبرس وانطاكية وهم لا يكلمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط. 20 ولكن كان منهم قوم وهم رجال قبرسيون وقيروانيون الذين لما دخلوا انطاكية كانوا يخاطبون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. 21 وكانت يد الرب معهم فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب) (اعمال 11: 19 - 21) ولكن الكنيسة في انطاكية ضمت كلا من اليهود واليونانيين بقيادة مجموعة متنوعة الاصول والجذور (وكان في انطاكية في الكنيسة هناك انبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر ولوكيوس القيرواني ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع وشاول- اي بولس) (اعمال 13: 1) لم يكن بطرس منهم لانه كان محبوسا في ذلك الوقت في سجن اورشليم (اعمال 12: 5)
وقبل ان ندخل الى الخلاف الذي ذكره الكاتب نقول نحن ايضا ان الاناجيل والرسائل التي قبلتها الكنيسة منذ بدايتها كان لها شرطا واضحا ان يكون كاتبها رسول من رسل المسيح ( مثل متى ومرقس و يوحنا وبطرس ويعقوب ويهوذا اخو يعقوب وبولس ) او من احد المعاصرين لزمن المسيح و الذين كتبوا عن اقوال رسول او العذراء ام المسيح (مثل لوقا) فيما عدا ذلك كانت ترفضه الكنيسة من بدايتها، وان الانجيل بصورته الحالية اضطلع عليه القديس يوحنا ( آخر من مات من الرسل) ووافق عليه، فالانجيل الذي بين ايدينا كل كتابه هم من معاصرين المسيح من الجيل الاول الذي عاينوا وعاصروا منذ بدء خدمته الى يوم صلبه وموته وقيامته وصعوده ( اعمال 1: 21 و 22)، اما الاناجيل المنحولة والمشبوهة فهي كثيرة ولكن لم يثبت ان كاتبها رسول موحى له بالروح القدس (2 بطرس 1: 21)، ولم تقبلها الكنيسة يوما حتى يتم رفضها بعد ذلك. فالاناجيل التي بين ايدينا تم تداولها وتناقلها وثبت عن الآباء انهم نقلوا واقتبسوا عنها ولم يقتبسوا من غيرها. اما قول الكاتب انه صدر قرار بجمع الاناجيل وحرقها فهو قول مرسل ليس له دليل من التاريخ، بل ان حقائق التاريخ تنكره ولا تزكي هذا المعتقد، ربما الكاتب خلط بين الاعتراف بجمع القرآن وحرقه ايام عثمان بن عفان وهو مثبت في كتب المسلمين تاريخيا، ولكن مع اختلاف المسيحية الى طوائف لم يتهم احدهم الآخر بأنه حرق او طمس او اخفي انجيلا حتى لو كان مزيفا، فالاناجيل المزيفة متوافرة ومتاحة في المعارض ولم يقم احد بحرقها.
نأتي الى موضوع الخلاف على التهود او حفظ عادات وتقاليد اليهود ( وهو مذكور بسفر الاعمال 15)، فقد كان بعض المؤمنين من اصل يهودي يلزمون الامم ان (يختتنوا) اولا حسب عادة اليهود، وقد تم حسم هذا الخلاف في بداياته من قبل جميع الرسل وليس فقط بطرس وبولس ( راجع سفر الاعمال 15، واسماء الرسل المجتمعين ) ان ( الختان) ليس من الناموس كقول المسيح (لهذا اعطاكم موسى الختان.ليس انه من موسى بل من الآباء )(يوحنا 7: 22) بل من ايام ابراهيم ابو اسحق واسماعيل المختونين ( واليهود هم احفاد الاسباط ( ابناء يعقوب ابن اسحق) فيكون الختان ليس الا علامة في الجسد موجودة في اليهودي او غيره ( من ابناء اسماعيل) وان ابراهيم نال الوعد الالهي والاستحسان على ايمانه قبل الختان(طوبى للرجل الذي لا يحسب له الرب خطية. 9 أفهذا التطويب هو على الختان فقط ام على الغرلة ايضا.لاننا نقول انه حسب لابراهيم الايمان برا. 10 فكيف حسب.أوهو في الختان ام في الغرلة.ليس في الختان بل في الغرلة. 11 واخذ علامة الختان ختما لبر الايمان الذي كان في الغرلة ليكون ابا لجميع الذين يؤمنون وهم في الغرلة كي يحسب لهم ايضا البر. 12 وابا للختان للذين ليسوا من الختان فقط بل ايضا يسلكون في خطوات ايمان ابينا ابراهيم الذي كان وهو في الغرلة. 13 فانه ليس بالناموس كان الوعد لابراهيم او لنسله ان يكون وارثا للعالم بل ببر الايمان. ) (روميه 4: 8 - 13 )، اي ان الموضوع عاد به الرسل الى الايمان المعطى لابراهيم ابو المؤمنين على اختلافهم، اما باقي الشرائع اليهودية فتم حسمها بالفصل بين ما هو موسوي وبين ما هو طقسي دخيل من ممارسات اليهود وذلك رجوعا الى تعاليم المسيح نفسه في الموعظة الشهية على الجبل ( متى 5 ) ويظل يكرر نفس المعنى في اماكن اخرى كثيرة ( لوقا 6) وتناول فيها موضوعات مثل الطلاق وتعدد الزوجات والسبت وتطبيق حدود الشريعة، وفيها يصحح السيد المسيح مفاهيم اليهود، وكان يبدأ بقوله (سمعتم انه قيل) في توضيح كامل انه ممارسات طقسية خاطئة دخيلة على الناموس من تعاليم الكتبة والفريسيين،فالمسيح كان يشير دائما الى الناموس والانبياء بقوله ( مكتوب)( متى 4: 10)
واجمالا نقول ان شريعة موسى تنقسم الى قسمين ( ناموس الاخلاق وناموس الوصايا) اما ناموس الاخلاق : وهي العلاقة بين الله و الانسان وتنظمها الوصايا العشرة (خروج 20) وما تبعها من وصايا اخلاقية تتعلق بعلاقة الانسان باخيه الانسان (سفر اللاويين) والناموس الاخلاقي: باق بقاء الانسان علي وجه الارض، اما القسم الثاني فهو ناموس الفرائض: والخاص بعلاقة الانسان بالله، في موضوع تقديم الذبائح وتنظيمها بانواعها الخمسة من ذبيحة المحرقة (لاويين 1) وذبيحة الخطية (لاويين 4) وذبيحة الاثم (لاويين 5) وذبيحة السلام (لاويين 3) وتقدمة الدقيق (لاويين 2) و بالنسبة لناموس الفرائض، كانت كل الذبائح التي يقدمها الشعب قديماً ترمز الى الذبيحة السمائية التي تنبأ عنها كل الانبياء. كانت هذه الذبائح ترمز الى الرب يسوع المسيح حمل الله النازل من السماء (يوحنا 1 : 36) فقد تمت وأبطلت وأنتهي مفعولها بتقديم الذبيحة الحقيقي، فلما جاء المرموز اليه بطل الرمز وسقط من تلقاء نفسه - كمثال بسيط نقول: انه اذا كان لديك شيكا بمبلغ من المال مكتوبا لبنك معين، فان هذا الشيك يعني انك اذا تقدمت الى البنك فانك سوف تسحب فورا ًالقيمة المكتوبة على الشيك، وبعدها يتم ابطال مفعول الشيك لانه قد تم صرفه وتحقيقه.
قال الرب يسوع المسيح ( لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء. ما جئت لانقض بل لاكمّل. 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء والارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.) (متى 5: 17 - 18)، وهو نفس ما قاله بولس في الرسائل و يتكلم فيها عن يسوع المسيح بوصفه مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض (ولم يقل منقضا ًالناموس)
(12 انكم كنتم في ذلك الوقت بدون مسيح اجنبيين عن رعوية اسرائيل وغرباء عن عهود الموعد لا رجاء لكم وبلا اله في العالم. 13 ولكن الآن في المسيح يسوع انتم الذين كنتم قبلا بعيدين صرتم قريبين بدم المسيح. 14 لانه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط 15 اي العداوة. مبطلاًبجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه انساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً 16 فجاء وبشركم بسلام انتم البعيدين والقريبين. 18 لان به لنا كلينا قدوما في روح واحد الى الآب. 19 فلستم اذا بعد غرباء ونزلا بل رعية مع القديسين واهل بيت الله 20 مبنيين على اساس الرسل والانبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية )( افسس 2: 12 - 15) لاحظ ان بولس في هذا السياق يتكلم عن الله الذي جمع الاثنين واحدا يقصد به اليهودي وغير اليهودي ( يرجى الرجوع الى المصدر وقراءة السياق كاملا ).
وقد كان الاعلان الالهي بان ناموس الفرائض انتهي ليس كلام بطرس أو بولس بل اعلان الله الواضح. وقت تقديم المسيح كذبيحة على الصليب ( واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل.) (متى 27 : 51) لاحظ ان الشق من فوق الى اسفل ـ انه عمل الهي لا بشري، والاعلان الثاني كان بتدمير الهيكل بسماح من الله في سنة 70 ميلادية على يد تيطس القائد الروماني ليختم الله على انتهاء تقديم الذبائح الرمزية بتقديم الذبيحة المرموز اليها.
أما عن موضوع نقض المسيح لشريعة الزنا، فواضح ان الكاتب يجهل شريعة رجم الزاني والزانية،بحسب ما جاء في التوراة فهي متعددة الحالات في حالة الزنا رجل بامرأة متزوجة يرجم الاثنان (اذا وجد رجل مضطجعا مع امرأة زوجة بعل يقتل الاثنان)(تثنية 22: 22) وفي حالة كونها عذراء غير مخطوبة يجبر الرجل على تزوجها وعدم تطليقها ( تثنية 22: 28) واذا كانت عذراء مخطوبة وتم اغتصابها والاعتداء عليها وصرخت ولم ينقذها احد يقتل الرجل فقط (تثنية 22: 25و26) واذا كانت الحالة رجل وعذراء و زنا برضا الطرفين فيتم رجمهما معا (تثنية 22: 23و24)، ما رأيناه في حادثة الانجيل كان محاولة للايقاع بالمسيح في خطأ ناموسي ( وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا.ولما اقاموها في الوسط 4 قالوا له يا معلّم هذه المرأة أمسكت وهي تزني في ذات الفعل. 5 وموسى في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم.فماذا تقول انت. 6 قالوا هذا ليجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه.) (يوحنا 8 3 - 6) فالمسيح هنا طبق الشريعة تماما ولم ينقضها، ولكن اليهود جاءوا بالمرأة فقط دون الرجل مع انهم قالوا انها امسكت في ذات الفعل، والمسيح كحكم عدل لم يرضى باقامة الحد على المرأة فقط دون الرجل، ثم اعطى مقولته التاريخية ان من يقيم الناموس ليس الخطاة بل الذي بلا خطية (فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المرأة قال لها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك.أما دانك احد. 11 فقالت لا احد يا سيد.فقال لها يسوع ولا انا ادينك.اذهبي ولا تخطئي ايضا )(يوحنا 8: 10 و 11) فالمسيح هو الديان الذي بلا خطية وهو الله الظاهر في الجسد (لان الآب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن. )(يوحنا 5: 22)، وفي مجيئه الاول جاء مخلصا وليس ديانا(لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلّص به العالم.)(يوحنا 3: 17) اما المجيء الثاني فسوف يجيء كديان عادل (لانه اقام يوما هو فيه مزمع ان يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدما للجميع ايمانا اذ اقامه من الاموات)(اعمال 17: 31)
اما باقي اقوال الكاتب على ان المسيح نقض الناموس، فيحتاج الى مراجعة ما هو من الناموس الحقيقي وما هو دخيل من عادات وتقاليد الكتبة والفريسيين وقد اشرنا في عجالة اعلاه الى ان المسيح كان يصحح هذه التعاليم وينقي ما دخلها من شوائب مثل حفظ السبت بطريقة غير المقصودة في الناموس بتخصيص يوم للرب للعبادة والصلاة والاهتمام بالنظافة والطهارة الخارجية بالمظهر دون الجوهر (13 لكن ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون......23 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم اثقل الناموس الحق والرحمة والايمان.كان ينبغي ان تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. 24 ايها القادة العميان الذين يصفّون عن البعوضة ويبلعون الجمل ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تنقون خارج الكاس والصحفة وهما من داخل مملوآن اختطافا ودعارة. 26 ايها الفريسي الاعمى نقّ اولا داخل الكاس والصحفة لكي يكون خارجهما ايضا نقيا. 27 ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لانكم تشبهون قبورا مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام اموات وكل نجاسة. 28 هكذا انتم ايضا من خارج تظهرون للناس ابرارا ولكنكم من داخل مشحونون رياء واثما)(متى 23: 13 - 28) ارجو الرجوع لقراءة الاصحاح كاملا من الانجيل المقدس
وكما رأيتم اعزائي القراء ان الموضوع يطول اذا اردنا ان نعطي كل فرية حقها من الدراسة، ولكن اجمالا نقول ان الكاتب لم يخرج عن اسلوبه الواضح في نسبة التحريف الى الكتاب المقدس، فكل ما كتبه من استشهاد باناجيل منحولة مردود عليه، فقد قلب الآية وجعل المزيف صحيحا والصحيح مزيفا، في حين ان اكتشاف الحقيقة ليس بالصعوبة، فاليهود لديهم كتابهم (التوراة)، والمسيحيون لديهم كتابهم ( الانجيل ) ومع ذلك فالكتاب المقدس بدفتيه العهد القديم والجديد ( التوراة و الانجيل ) هو ايمان المسيحيين لانه يحتوى على النبؤات والتحقيق، ومن السهل تبيان النبؤات التي تتحدث عن الله (يهوه ) ووعده بالمجيء الى العالم من العهد القديم وتحقيقها في العهد الجديد في شخص الرب يسوع المسيح ( الله الظاهر في الجسد )(1 تيموثاوس 3: 16) وما اتهام الكتاب المقدس بالتحريف الا وسيلة سهلة لرفض هذا الاعلان الواضح، الذي آمن به المسيحيون على اتساع البقاع التي يعيشون عليها منذ نشأة المسيحية الى اليوم الذي سوف يجيء فيه المسيح ثانية.
ميلاد عبد المسيح
القاهرة