احذروا جماعة القصعة الجديدة في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من باب التعريف والتبسيط. القصعة هي الاناء الذي يجتمع البعض " وليس الجميع " على الاكل فيه. وقد يكون هذا الاجتماع اجباريآ او متفق عليه مسبق او ان الظروف شاءت ان يجتمع هولاء قسريآ او تحت طائلة مصالح مشتركة. ومع الحزن والاسف الشديد تاريخ العراق وخيراته وثرواته وطريقة الحكم فيه عبارة عن قصعة طالما اجتمع عليها او استحوذ عليها مجموعة لصوص واستفردوا بخيراته. وحرموا غالبية العراقيين من حقوقهم الطبيعية والشرعية والقانونية بهذه الخيرات. وكانت دائما أليات الاستحواذ على هذه القصعة " الوطن " تتم تحت شعارات اما وطنية او قومية او دينية. وفي الحقيقة هي الابعد في النوايا والتطبيق على مدى قرون عن هذه الشعارات. وهكذا كان العراق لقرون وعقود طويلة اكثر البلدان ثراء واكثر البلدان شعبه لايتمتع بخيراته ومحروم من هذا الثراء. وكانت الذروة في زمن الصنم الساقط حيث اعتبر حتى " الدجاجة " وطبقة البيض للعائلة العراقية مكرمة رئاسية في بلد يجلس على بحيرات من النفط. فكانت مثلا مدينة ام قصر الصغيرة تغفوا على اكبر ابار النفط في البلد وكل تصدير نفط العراق وغيرها من ثروات يمر من تحت اقدامهم وامام اعينهم الى ميناء العراق الوحيد في مدينتهم. لكن مع ذلك هذه المدينة الصغيرة محرومة من قطرة الماء الصالحة للشرب البشري!! ونفس الشيء ينطبق على مدن الجنوب والفرات الاوسط. حتى دخل العراق مرحلة جديدة بعد نيسان 2003 حيث تم اسقاط هذا النظام الطائفي الهمجي المجرم. وفرح الشعب العراقي وأخذه التفاؤل الى حدود فاقت كل تصور. فماالذي حدث؟
الذي حدث ان الارهابيين والتكفيريين واتباع الصنم والذين تضرروا من التغير وقفوا بالضد من التجربة الديمقراطية في العراق الجديد. وهولاء هم بالضبط اصحاب القصعة التاريخية المقيته في العراق. لكن كل هذه الاسباب ليس مبرر ان يبقى الجنوب والفرات الاوسط الهادئ نسبيا وبشكل واضح. بدون اعمار وتزيد به نسبة الفقر والعوز منذ اربعة سنوات على سقوط الصنم الاول. وايضا ليس مبرر لتكوين زمرة جديدة من اصحاب قصعة جديدة ومن نفس الفئة التي كانت تنتقد صدام واعوانه. اذن نحن بنفس الدوامة التي تغيب بها الانسانية والوطنية الحقيقية مقابل شعارات بدلا عن " القومجية " الدموية مثل السابق الان تحولت الى لعبة مميته طائفية لكن بهيئات جديدة. فما عليك الا ان تنزع ربطة العنق وتطلق اللحية بشكل خفيف وتمسك المسبحة بين يديك حتى تكون من " ملائكة " الله الجدد في عراق اليوم!! والذين زادت كروشهم بشكل ملفت للنظر من السحت الحرام ومن الاختلاسات رغم مناظر الموت والدم والدمار اليومي التي تمر على العراقيين. واي انسان لو كان يملك ذرة من ألانسانية وهو في موقع المسؤولية لما نام الليل وهو يرى هذا الدم العراقي المستباح. لكن يبدو اصحاب القصعة الجدد في عراق اليوم يعيشون في عالم اخر وفي مقدمتهم مجلس الحج وبؤرة الامتيازات والسرقات هذا الذي يسمى " برلمان العراق " رغم اني هنا لااعمم بكلامي هذا لاني لااحب التعميم لك من الواضح ان الاستثناء في هذه القاعدة هو قليل وبشكل لايمكن رؤيته الأ بالمجهر الدقيق. اما البقية الباقية فاصبحوا مثل الحشرات القاتلة التي تاكل بلحم العراقيين وتمتص دمائهم بشكل " قانوني وشرعي "!! وهذا الوصف وهذه الكلمات تشمل كثيرين اخرين ممن يطلق عليهم صفة " مسؤولين " في الحكومة العراقية او وزراء وغيرهم من عناوين في مفاصل الحكومة. لقد كان صنم العراق السابق يجعل من دماء العراقيين وحياتهم قصعة يتلذذ بها. وهولاء الاصنام الجدد جعلوا العراق قصعة من الدماء يضعوها كوسادة تحت رؤوسهم للمتاجرة بها فلابارك الله فيكم ايها الاصنام الجدد.
البعض لايفرق بين مواقفنا بالدفاع عن العملية الديمقراطية في العراق الجديد وبين انتقاد ومحاربة الارهاب والتكفير وايضا زمرة السرقة والاختلاسات التي يوجد منها الكثير في الواجهة السياسية الان. لذلك مثلا انبرى احد الاشخاص المعروفين من هذه الواجهات السياسية الجديدة والبائسة في عراق اليوم قبل فترة وكتب لي ردا على مقالة كنت قد كتبتها وكنت ايضا ضيف في احدى القنوات الفضائية وانتقدت الاداء الحكومي ومسالة العقلية الحزبية الضيقة التي يتصرف بها هولاء والتي تضيف عبء كبير على العراقيين الذين اصبحوا بين فكي الحزبية التعبانة والطائفية المقيته. فكتب لي مهددآ هذا " الافندي " يقول نصا ( هذا تغير في مواقفك السابقة.. مما اضطرنا ان نضع امام أسمك الف علامة أستفهام والف علامة سؤال ). وانا حقيقة ياخذني الحزن ليس على تهديدات هذه الافندي. بل على حال العراق حيث يكون مثل هذا الشخص من واجهاته الرئيسية ومن اصحاب الراي المؤثر في القرارات الرسمية. ولااعرف من اعطاه الحق ان يضع علامات او احتمال حتى درجات الى الاخرين!! بل هو ومن معه من زمر السرقات بحاجة الى براءة ذمة من كل العراقيين ومن التاريخ على اعمالهم السوداء والمعيبة. حيث تلاعبوا بدماء الشهداء وابناء المقابر الجماعية وباأحزان المساكين من العراقيين للصعود الى البرلمان والهيمنة على اهم مفاصل الحكومة. مع العلم ان الاحزاب الموجودة في الحكم الان لاتملك هي وقواعدها اكثر من 5 % من تعداد الشعب العراقي.
لكن الناس خرجت تحديا للارهاب وايضا تحديا لبقايا الصنم الصدامي الاول وفي جو طائفي مشحون واعطت اصواتها الى هولاء الاوباش والاصنام الجدد. الذين اعتبروا العراق ضيعة صغيره خاصة بهم وبعوائلهم وباحزابهم. وعندما تقابلهم بهذه الحقائق يقولون لك ان الاحزاب "ناضلت وضحت "!! وهذا جواب انا شخصيآ اتفق معه تماما. لكنه في مثل هكذا حال يعتبر مهزلة كبيرة. لان العراقيين لم يكونوا يعيشون في جزر " هاواي او منتجع كان " بل ان العراقيين هم الذين استوطنوا المقابر الجماعية ودهاليز الظلم والظلام في عهد النظام السابق وهم الذين استنشقوا الكمياوي في الاهوار وفي جبال كردستان. والعراقيين هم الذين اكلوا نوى التمر وسعف النخيل الذي كان صدام يضعه مع طحين الحصة!! فما هذه اللغة السطحية والمتعالية على العراقيين الكرام. والمفارقة ان تنتقل هذه الروحية السطحية الى ذيول هذه الاحزاب التي بقيت في الخارج فاصبحت تتعامل مع الاخرين بكل تعالي وغبن. الى حد ان النهم والشراهة في المناصب الذي اصاب مرضه رفاقهم الذين تحصنوا في المنطقة الخضراء تحول الى الخارج حيث هيمنت بعض هذه الاحزاب على منظمات المجتمع المدني وكل عمل مدني اخر.اضافة الى الهيمنة على بعض السفارات العراقية في الخارج. حيث ان هناك مسؤول كبير وفي الواجهة الامامية الاولى في الحكومة العراقية عين خمسة من " ابناء شقيقاته " في عدة سفارت وفي اسبوع واحد. جاء بهم من القرى والنواحي التي يسكنون بها ودون استحقاق علمي او مهني او شخصي ووضعهم كواجهة دبلوماسية للعراق!! وفي عدة بلدان مهمة في العالم. وكأن أمهات ونساء العراقيين قد اصابهن العقم. فلم تنجب سوى امهات الرفاق الجدد في بعض الاحزاب. او كأن حكومة هذه الاحزاب اذكى من البلدان الاوربية والولايات المتحدة التي تمنح بعض العراقيين المتميزين وما أكثرهم فرص ومواقع عمل رائعة وكبيرة وحساسة. وفي احصائية صدرت قبل حوالي شهرين من مجلس الوزراء العراقي تشير الى التقاسم والنسب وحصص الاحزاب داخل مجلس الوزراء والوظائف الملحقة به، يصاب الانسان بالصدمة. حيث لم يكن للمستقلين او الاكاديمين اي حصة بذلك ولو صغيرة. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا القلق الذي تعاني منه الاحزاب من الكفاءات العراقية المستقلة في الداخل او في الخارج!! والسؤال الاهم ماهو فرقكم عن الصنم الساقط!! وانتم حولتم العراق الى نظم للحكم العشائري والحزبي!! واين ابناء الجنوب والفرات الاوسط التي كنتم تلوذون بهم وبقراهم ومدنهم وبيوتهم وأهوارهم ايام النظام السابق!! لقد اسقطت دماء شهداء العراق والمقابر الجماعية رقاب نظام الموت السابق وهو اقوى واعتى منكم بكثير. وسوف تلاحقكم يااصنام العراق الجديد لعنة هذه الدماء الطاهرة الى يوم الدين. لكن قبل هذا اليوم كلي يقين ان وقت " كنسكم " وتنظيف مؤوسسات العراق في الداخل والخارج الرسمية والمدنية ستكون قبل ذلك. وأن غدا لناظره قريب. كما اني اصر على محاربة الارهابيين والتكفيرين وحثالات النظام السابق. وابو عمر البغدادي وعدنان الدليمي ومن على شاكلتهم. وبنفس الوقت كل الحرامية والاصنام التي ولدت بعد عام 2003 والتي هيمنت بدون وجه حق على مؤوسسات الدولة العراقية وبكل قوة حتى تنقلب قصعة الدم هذه على وجوهكم الكالحة. وحتى لو ارسلتم لي مائة تهديد واضح او مبطن.. ايها الاصنام الجدد في عراق اليوم. وعاش العراق.
محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com