أصداء

أيها العراقيون ارفعوا القلم عن الفلسطينيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بداية وحتى لاتختلط الامورعلى البعض فأني مواطن عراقي وهذا يكفيني جدآ. وكمواطن عراقي فأني ليس مع فتح " المناضلة " ولا مع حماس " المجاهدة " في فلسطين. ولاني مواطن عراقي فان لي مواقف معلنة مع هولاء الذين ساهموا بشكل وباخر بذبح اهلي العراقيين حد التلذذ بدمائهم ومصائبهم وكوراثهم. فلقد كانت هذه الفصائل الفلسطينية مستفادة من ثروات العراق ايام الصنم الساقط اكثر من العراقيين أنفسهم، ولم يكن ذلك موقف قومي وعروبي من الصنم بل موقف تكتيكي ومرحلي كان الغرض منه جني الفائدة الشخصية والاعلامية لنظامه الطائفي. والدليل ان نفس هذا النظام كان قد استخدم منظمة ابو نضال وغيرها لتصفية قيادات لمنظمات فلسطينية اخرى، لانها كانت حتى تلك اللحظة لم تدخل في "زريبته" القومجية المزعومة. وايضا نفس هذا النظام ساهم بذبح الفلسطينيين في الاردن فيما يطلق عليه " ايلول الاسو د ". لكن ايضا ونفس هذا النظام استخدم هذه الفصائل لرفع صورة الصنم في فترة ايام الانتفاضة وهذا ثلم الكثير من القيمة الوطنية لتلك الانتفاضة. وايضا نفس هذا الصنم استخدم الفلسطينيين اثناء احتلاله للكويت كذراع لتأيد الاحتلال وتنفيذ مخططاته. وفي كل هذه المراحل كان العراقيين المظلومين والمذبوحين من قبل نفس هذا النظام " يعتبون " على اخوانهم الفلسطينيين. لكن وبعد سقوط صنم العراق عام 2003 بدات الامور تاخذ منحى اخر. حيث كانت فرحة العراقيين هي بمثابة حزن عند الفلسطينيين، والعكس ايضا صحيح بشكل ملفت للنظر. فاذا فرح العراقيين بقتل المجرمين عدي وقصي، اقامت حماس سراديق العزاء على هولاء المجرمين.


واذا تم تنفيذ حكم الاعدام بطاغية العصر صدام اشتركت هذه المرة واتفقت بشكل نادر فتح وحماس على اقامة سردايق العزاء على روح بطلهم " بطل الحفرة القومجي " متجاهلين كل الام وماسي العراقيين وايضا مواقفهم المشرفة على طول التاريخ مع القضية الفلسطينية. وايضا كان الدعم للارهابي المقبور الزرقاوي وقتل شيعة العراق فاق كل تصور. وهنا بدأت الامور تاخذ منحى اخر عند اهل العراق فتحول العتاب الى تسجيل لهذه المواقف الدموية و " بالقلم " الصعب. وصعوبة هذا القلم تكمن باستحالة مسح مايكتب من حروف واحداث.

الذي يجري الان بين حماس وفتح في غزة والضفة الغربية بحاجة الى لفته وانتباه من اكبر شريحة عراقية عانت الظلم والقتل والبطش والتغيب. فلقد تقاتل المجاهدين والمناضلين " عباس وهنية ومشعل " في الشوارع وتم تصفية خلال ايام معدودة حوالي 700 مواطن فلسطيني تحت فوهات بنادق وسكاكين هذه الفصائل " البطلة ". ليس لأجل القدس او قبة الصخرة. بل لأجل كراسي الحكم. لذلك لم يجد معهم حتى اتفاق مكة المكرمة، لانه وحسب اعتقادي ان فلوس الاتفاق هذا قد نفذت من الاثنين!! فلم يعد من حافز او مبرر يدفعهم الى الالتزام به. ومن جانب اخر ايضا " محركو " خيوط دمى حماس وفتح من الخارج يبدو ان من مصلحتهم ان تتم هذه المنازلة غير المشرفة بين " المجاهدين والمناضلين " في هذا الوقت بالذات. وهذا ايضا مدفوع الثمن سلفآ ولاحقآ. الملفت للنظر في هذه الاحداث الدموية الهزيلة أن الصور نقلت جمهور حماس وهو يتظاهر برفقة مصفحة تابعة للسلطة الفلسطينية في غزة وهم يهتفون بكل قوة وعنفوان على نصرهم الكبير والنساء ايضا لم يغب دورهن وسط المسيرة وهن منقبات ويطلقن الورود والزغاريد للمنتصرين على اعدائهم طبعآ ليس " الجيش الاسرائيلي " بل القوات التابعة لفتح!!

وحقيقة لم افهم لحد الان لماذا يرتدن النقاب وبنفس الوقت يطلقن العنان لاصواتهن والتصفيق وايضا للزغاريد!! فايهما الآجدر بالاختفاء الصوت العالي او الوجه. والصور الاخرى كان افراد حماس كلما حرقوا بناية رسمية او قتلوا شخص من فتح " سجدوا وركعوا " وهم بملابس واسلحة " الجهاد " الى الله العلي القدير!! ونفس الشيء ينطبق على فتح في الضفة الغربية. حيث كانت الابتسامات واصوات الفرح ترتفع كلما قتلوا احد افراد حماس او حرقوا بناية لحماس او دكان صغير لاحد المشتبه بهم من جماعة حماس في الضفة!! والادهى والاكثر مفارقة هو موقف صحفي فلسطيني يرش كل يوم دماء العراقيين على ذقنه وبدلته بدلا عن اي عطر اخر. خاصة منذ سقوط حليفه وحبيبه صنم العراق. فمثل ماعرف عنه انه قومجي " قطري " الهوى. وهذه فرصة مناسبة رغم دماء ابناء جلدته في غزة والضفه ان يتشفى بفشل اتفاق مكة بين فتح وحماس، وهذا بالضبط هو دوره القطري المطلوب منه في هذه المرحلة الدموية من تاريخ شعبه الفلسطيني رغم الدماء التي تستباح!!

أذن ايها العراقيون المظلومون والمذبوحون المسالة مسالة كرسي حكم ومن يدفع اكثر. ولو كنت انا مكان الحكومة العراقية لقمت بشراء ثمن حياة العراقيين بالفلوس على الاقل من بعض الارهابيين الذي يجندون بهائم الموت في الاردن وحتى في اوربا حسب ماكشفت بعض الدول الاوربية. وفي كل الاحوال هم العراقيون محرومون من ثرواتهم سابقا في زمن الصنم. والان بسبب " بعض " الحرامية الاصنام الجدد. فعلى الاقل اشتروا جزء من سلامتهم وحياتهم من خلال التبرع بملبغ شهري من المال الى بعض الفصائل الفلسطينية وهي اموال مسروقة من الشعب العراقي في الحالتين اذا في كروشكم او في بطون " اشقائنا " ابناء الفصائل الفلسطينية. لذلك هذه دعوة مفتوحة لكل مسؤول عراقي أدمن الاختلاس وايضا الى مجلس الحج الذي يسمى البرلمان العراقي ان يدفعون ولو جزء من فلوس العراقيين التي سرقوها الى هذه الفصائل لاجل سلامة العراقيين ليس الا. عسى الله يغفر لهم بعض من ذنوبهم الدموية والاخلاقية.

وكنت قد كتبت مقالة أدين بها موقف الوفد العراقي في القمة العربية الاخيرة في الرياض حيث تبرع بملايين الدولارات الى حكومة حماس وفتح، في وقت ابن العمارة والناصرية والبصرة مازال يعاني الجوع والعوز. واليوم اريد ان اكشف للقاريء الكريم ماذا حدث في أروقة المؤتمر ومن داخل قاعة الاجتماعات الرئيسية و رد محمود عباس المباشر على مبادرة الوفد العراقي وامام كل الوفود العربية قال نصآ " لانريد فلوسكم فقط لاتقتلوا الفلسطينيين ايها العراقيين!! " وبعد ان انتهت الجلسة ارسل عباس باحد مرافقيه الى الوفد العراقي يعطيهم تفاصيل ورقم الحساب الذي يجب تحويل المبلغ اليه!! ولان وفد العراق قومجي اكثر من القومجية أنفسهم فانه انصاع وحول المبلغ بهدوء بعد اسبوع بالتمام. وحينها ارسل عباس رسالة يشكر الحكومة على موقفها الاخوي والقومجي الكبير. كل هذه الامور من بغداد الى غزة والضفة الغربية الى قمة الرياض. قد تكون فيها عبر ودروس واضحة لعقد نوع من الصفقة ليس " لمصالح مشتركة " بل مثل صفقة البيع والشراء. وذلك لشراء مواقف بعض هذه الفصائل والتنظيمات الارهابية الاخرى من وطننا العربي "الكبير " فقط لضمان سلامة حياة العراقيين بدون مزايدات وطنية وقومية وانسانية فارغة. وفي كل الاحوال اموال العراقيين مسروقة. وحينها قد تستحق الامور ان يرفع القلم وحتى العتب عن مواقف هذه التنظيمات الفلسطينية وغيرها. و قد يكون هذا التصرف والاقتراح مهزلة، لكن ماالضرر اذا اضيفت مهزلة الى مجموعة المهازل الموجودة في عراق اليوم. ولكم الله ياعراقيين.

محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف