أصداء

الرئيس بوش.. حان وقت إسقاط الحكومة العراقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السيد الرئيس جورج بوش أكتب اليك بحبر نزيف الألم الذي يمزقني بخنجر الخيبة والإحباط وضياع الأمل ببناء دولة عراقية حديثة ديمقراطية.

أكتب اليك أستنادا الى خبرة الألم من جرح وطني العراق، وادعوك الى وقف مسلسل المأساة وسفك الدماء وخراب الارواح والعقول... يكفي ماشاهدناه خلال الاربعة الاعوام لندرك إستحالة تطبيق مفاهيم الديمقراطية والعدالة والمواطنة في العراق.

تكفي بحار الدماء العراقية لتقنعنا أن الشعب العراقي الممزق سياسا ً وطائفيا ً وقومياً وعشائرياً ومناطقياً... ان هذا الشعب في كل لحظة يدمر نفسه، وانه لم يغادر عصور الكهوف والغابات الوحشية بعد وهو ضد التطور والمنطق والعقل.

ليس دائما - ياسيادة الرئيس - الافكار الانسانية والعلمية المفيدة والنبيلة يتقبلها البشر وتصلح لكافة الشعوب، والدليل على هذا الكلام هو فشل الانبياء والديانات كافة في أصلاح سلوك - غالبية - البشر، أعرف ان الولايات المتحدة الامريكية رتبت حساباتها على أسس منطقية وعقلانية مفادها: ان شعباً كالعراق يعاني من القمع والجوع والتخلف سيرحب بالتغيير والحداثة والديمقراطية، وكانت هذه التصورات تفترض ان الانسان العراقي كائن سليم الفطرة وتصلح معه المعايير المنطقية والعقلانية... وكانت غلطة العمر بالنسبة لأمريكا ولكل اصحاب الافكار المثالية الرومانسية!

السيد الرئيس بوش.. أنتم تتعاملون في العراق مع شعب فشل في الوصول الى مستوى حشرة ( النمل ) التي تقوم بعمل رائع في الحفاظ على حياتها وتدبير أمورها، نعم - سيادة الرئيس - الاحزاب العراقية وكافة الساسة وغالبية ابناء الشعب يمارسون عملية التدمير الذاتي لأنفسهم ووطنهم وهم في غاية راحة الضمير والاستمتاع بخرابهم الكارثي هذا!

ومؤكد انك شاهدت جريمة دار الايتام العراقية التي قام الموظفون فيها - وبالمناسبة كافة الموظفين محسوبين على البشر - قاموا بربط الاطفال الايتام بأسرة النوم وتركوهم بلا طعام، وكانوا يأخذون حصتهم الغذائية ويبيعوها في الاسواق... تصور الوحشية والهمجية كل يوم يأتي هؤلاء الموظفون ويسمعون بكاء وأنين الاطفال ولايكترثون لهم، بل يشعرون بالفرح من جني الارباح المالية!

السيد الرئيس بوش.. سارع الى أنقاذ العراق، وانقاذ كبرياء أمريكا ومصالحها بقرار تأخر كثيرا جدا وهو إسقاط الحكومة العراقية وإلغاء العملية السياسية، وتشكيل حكومة طواريء عسكرية من ضباط الجيش العراقي لضبط وحشية المجتمع العراقي ومنع أستمرار عملية التدمير الذاتي... لقد فشلت كافة الاحزاب وجميع الساسة الذين هم يتوزعون مابين لص وعميل وقاتل... فما ننتظر بعد من العملية السياسية أكثر من هذا الفشل المخزي؟!

خضير طاهر

kodhayer@netzero.com

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف