نعم قتلتموه.. ولكنه لم يمت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
من بعد أن قتل السفليون الراحل العزيز "فرج فوده" وزعوا بيانا يقطر إجراما وحقدا وبشاعة كنفوسهم المهووسة بالإجرام عنونوه بكل البجاحة والسماجة والنطاعة "نعم قتلناه... وهذه هى الأسباب"! أما أسبابهم فكانت كنفوسهم الحقيرة ونفس كل من يظن انه يحتكر الحقيقة, كانت أسباب قتله هى أنه قد كفر حسب رأيهم هم وليس كحسب محكمة أو حتى لجنة شرعية معتبرة, وإنما مفتى متفيقه أكل رأس ضأن نجسة وتجشأ وأخرج فتواه من حيث يخرجون...
وعندما قدم القاتل المعتر الذى ضغط على الزناد للمحاكمة وجد من المشايخ من يقف فى المحكمة بكل النطاعة ليشهد زيفا وزورا أن المغدور كان مستحقا للقتل حدا! وأردف قاتله الله أنه طالما أن السلطة الشرعية تهاونت فى إقامة ذلك الحد فلا حد على من آل على نفسه أن يمضيه! وعندئذ هتف القاتل - المجرم البرىء حقا- أنه الآن سيموت مرتاحا إذ أنفذ حد الله...!
أما السبب الحقيقى لقتل فرج فودة فلم يعن أحدا بالبحث فيه. السبب الحقيقى لم يكن وقوفه أمام من أشار إليهم بفقرته الرائعة النظم الناطقة بالصدق "السائرون خلفا, الحاملون سيفا, المتكبرون صلفا, المتحدثون خرفا, القارئون حرفا, التاركون حرفا, المتسربلون بجلد الشياه, الأسود إن غاب الرعاة. الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة, الهائمون فى كل واد, المقتحمون فى مواجهة الإرتداد, المنكسورون المرتكسون فى ظل الإستبداد, الخارجون عن القوانين المرعية, لا يردعهم إلا توعية الرعية, ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية, ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم, ولا يغنى عن ذلك حوار أو كلام... وإلا فعلى مصر السلام..."
كثيرون حاولوا وصاحوا مثل فرج فودة ولكنه إمتاز عنهم بامتلاك قوة منطق لا يهتز وعلم موسوعى بالتاريخ الإسلامى, فهز من كثيرين منهم القناعات وفضح كذبهم وغشهم والعناوين الغامضة التى كانوا ولا يزالوا يضحكون بها على العامة, مستعملا إسلوب سهل بسيط ساخر يستعصى على المناظرة... فى كتابه الحقيقة الغائبة إستعرض فودة ثروات بعض من كبار الصحابة فكانت كالآتى: 1- عثمان بن عفان,ثلاثون ألف ألف (أى ثلاثين مليونا) درهم وخمسون ومائة ألف دينار!؟ 2- الزبير, واحد وخمسين ألف ألف وخطط بمصر والكوفة والبصرة!؟ 3-سعد بن أبى وقاص, مائتى ألف وخمسين ألف درهم! ولاداعى لإستكمال التفاصيل فكلها رهن الباحث فى طبقات بن سعد ومشار اليها فى المسعودى وبها اخذ طه حسين فى كتابه الفتنة الكبرى... وغنى عن البيان أن العامة عندما تستمع لذلك تنظر حولها فتجد المشايخ وقد تحصلوا على مايقترب من ذلك فلا يعودا يتبعونهم... وللعامة أن يتسائلوا عن ثروة عمارة التى تحصل عليها من القص واللصق حسب إعترافه بأنه لم يقرأ ما قصه ولصقه من كتابات الغزالى... وثروة القرضاوى وعاطف والشاطر والنجار وباقى شلة المنتفعين من "الشريعة"...!؟
قتلوه لأنهم لم يستطيعوا أن يلجموه أو يرهبوه ولأنه خاطبهم وإنتصر عليهم حتى بمنطقهم فكان لا بد لهم ولا مناص من إسكاته فأسكتوه وقتلوه وأصدروا بيانهم الجريمة ولكنه لم ولن يموت...
فتحية له فى ذكرى إستشهاده.
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com