كتَّاب إيلاف

سحقا لوطن أطفاله عراة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إذا كانت مشاهد صور الأطفال في ميتم ( الحنان) التي تناقلتها وكالات الأنباء، قد أثارت هلع الجنود العراقيين الطائفيين الذين إعتادوا على قتل الناس على الهوية في الشوارع ورمي جثثهم في الطرقات ، فما بالكم بكاتب يقاتل ألد أعدائه بالقلم والقرطاس ؟.. وما بالكم بالشاعر الذي لم يعتد في حياته إلا مغازلة الكلمات ليصوغ منها أجمل العبارات يضمها بين ثنايا قصيدة جميلة يشنف بها أذان الناس؟..


فالكاتب والشاعر والفنان مرهفو الأحاسيس بطبعهم ، تهز وجدانهم المناظر الجميلة في الحياة ( الماء والخضراء والوجه الحسن) ، فكيف يتحملون صور أطفال عراة في عمر الزهور وهم يلتصقون بالأرض إتقاء الحر الشديد وقد نال منهم الضعف والهزال وتغطيهم القاذورات وهم أطهر وأجمل مخلوقات الله على الأرض قاطبة، ما عدا أرض العراق الذي يتعرضون فيه الى قتل طفولتهم وإغتيال براءتهم؟!!.
كيف لا يذرف الكاتب والشاعر والفنان دموعا تمتزج بدماء قانية تنزف من القلب على تلك المشاهد المأساوية لأطفال مقيدون الى الأسرة وكأنهم كلاب حراسة، أو تلك الصورة التي يتكدس فيها الأطفال على بعضهم البعض كأنهم أسمال بالية رميت في حاويات القمامة؟؟.


أي ضمير إنساني يرضى بذلك،سوى الضمائر الميتة لحكامنا الغارقين في برك دماء شعوبهم؟.
.لقد بكيت.. نعم بكيت من هول ما رأيت..
أطفال في عمر الزهور بدل أن يلعبوا في مدينة الألعاب ومتنزهات بغداد الجميلة، ينامون على الأرض عراة لا يستر عوراتهم شيء، فيكشفوا بصورهم المفزعة دون قصد منهم، عورة حكومتهم الطائفية ويجردونها حتى من ورقة التوت تخصف بها سوآتها!..
أطفال أيتام يغرقون في القاذورات و ينامون عراة فوق الأرض، وحكومتهم الرشيدة تستظل بالحدائق الغناء التي بنتها الدكتاتورية داخل المنطقة الخضراء، وينام أعضائها على الأفرشة الوثيرة منعمين بالتاج والصولجان؟؟!!..


أطفال يلتصقون بالأرض إتقاء الحر الشديد بعد أن قطع الكهرباء عن دارهم، والحكومة الرشيدة في المنطقة الخضراء تطلق التصريحات بقرب دخول العراق الى منظمة التجارة العالمية ؟!.
بؤسا لحكومة لا تستطيع توفير الكهرباء لأطفال أيتام فقدوا الأب والأم ، وفقدوا كل أمل لهم في الحياة ، فيمرغون برقدتهم تلك وجه حكومتهم الطائفية بالوحل.
رغم أنني لا أعرف الإنتماء المذهبي لهؤلاء الأطفال، ولكني أكاد أشتم رائحة الطائفية في القضية، سواء بكون الأطفال من طائفة مغايرة لهوية حكومة الطائفة، أو من خلال تستر هذه الحكومة على المجرمين القائمين على إدارة دار الأيتام هذه، الذين يتحملون مسؤولية حدوث هذه المأساة. وإلا فلماذا تحاول الحكومة التستر على جريمة كبرى بهذا الحجم ببعض التصريحات التي لا تخلو من نبرة صوت وزير الإعلام الصدامي الهارب الجبان محمد سعيد الصحاف الذي كان يستسهل على نفسه قلب الحقائق بشكل يبعث على الأسى قبل الضحك..


إسمعوا لوزيرعمل الحكومة الطائفية وشؤوونها ( الإجتماعية ؟! ) كيف يبرر فعلة المجرمين المسؤولين عن الميتم بالقول "إن ما أثير من أنباء حول الميتم حمل في طياته الكثير من المبالغة الصحافية، وإن الأطفال ليسوا أيتامًا بل إن لديهم أسر مسؤولة عنهم وقد سلموهم الى الدار نتيجة لإشتداد العوق الذي يعانونه"؟؟!!.
كأن الأطفال الذين يعانون من العوق الشديد ليسوا بحاجة الى رعاية من الدولة، أو كأن الأطفال المعاقين تعروا لأسباب مرضية وليس بسبب قطع الحكومة الكهرباء عن دارهم.
ثم إسمعوا الطفلة ( أمل ) ذات الـ( 10) أعوام، وهي توميء برأسها ايجابًا لدى سؤالها عن إضطرارهم الى خلع ملابسهم ليلا بسبب إنقطاع الكهرباء؟؟!!..


فسحقا لوطن يتعرى أطفاله بسبب إنقطاع الكهرباء، وسحقا لحكومة تعجز عن تأمين الطاقة الكهربائية لدار الإيتام والمعاقين، في الوقت الذي توفرها للملاهي الحمراء داخل المنطقة الخضراء؟!..
تقول الأنباء أن عددا من هؤلاء الأطفال قد تعرض الى الإعتداء الجنسي؟!. فمن يضمن إذن أن الفتيات أيضا لم يتعرضن لمثل هذه الإعتداءات خصوصا وأن بينهن من تعاني من العوق الشديد أيضا، وهن كما كشفت ( أمل ) يرغمن على خلع ملابسهن ليلا بسبب إنقطاع الكهرباء؟!.فمن يمنع حراس الميتم إذا ما إعتدوا على أعراض الفتيات الصغيرات العاريات في الليل؟؟!!.
ماذا بقي لدى حكومة الطائفة لم تفعلها طوال سنة واحدة فقط من عمرها القصير؟..
إطلاق حرب طائفية بأبشع صورها في شوارع ومدن البلاد؟!.
قتل على الهوية داخل الإحياء والطرقات؟!.


إختلاس وزرائها لمئات المليارات من الدولارات من ميزانية الدولة وهروبهم الى خارج العراق.دون أن تكلف الحكومة نفسها بملاحقتهم لأن الكل في الهوا سواء ؟!.
سرقة نفط العراق وتصديرها من قبل أصحاب الميليشيات؟!.
فضائح وفظائع يشيب لها الولدان داخل سجون ومعتقلات الداخلية التي بدت أرهب من سجون صدام؟!.
إنفلات أمني خطير باتت الحكومة معه غير قادرة على بسط سيطرة الدولة إلا على 40% من العاصمة بغداد، وكأن العراق دولة أرض الصومال يتحكم بها أمراء الحرب والإرهاب؟!.
محاصصة بغيضة وصلت الى أدنى مرافق الحكومة، وهناك إحتكار الطوائف لوظائف الوزارات ومؤسسات الدولة، وزارة شيعية خالصة ووزارة سنية خالصة ؟!.
حكومة عاجزة عن الخروج من المنطقة الخضراء الى الشوارع لمعاينة أوضاع الناس فماذا يمكن أن ننتظر منها، أو نلومها عليه..وقد قالت العرب:

إذا كان الغراب دليل قوم.. يمر بهم على جيف الكلاب

شيرزاد شيخاني
sherzadshekhani@yahoo.com

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف