انتهازية.. طارق الهاشمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طارق الهاشمي.. صاحب شعار ( سنجعلها انهار من الدماء ) بعد تفجيرات مرقد الامامين العسكري والهادي الاولى وليس الثانية!! حصل على منصب نائب رئيس الجمهورية وبدون اي استحقاق انتخابي لامن بعيد ولامن قريب فقط تحت شعار " حكومة وحدة وطنية " اخذت جبهة التوافق التي ينتمي لها على مناصب في الحكومة والدولة مايعادل اكثر من 33% رغم انهم لم يحصلوا في الانتخابات اكثر من 18% من مجموع الاصوات في كل العراق. والغريب المضحك ان هذه القائمة مازالت حتى يومنا هذا لم " تشبع " من المطالبة بالمناصب حيث اخر بدع الهاشمي وقائمته هي المطالبة باستحداث منصب جديد وتسليمه الى قائمتهم وهو منصب " نائب القائد العام للقوات المسلحة "!! ولااعرف حقيقة لماذا يصرون على هذا المنصب لكني متاكد انهم يقولون ان ذلك ليس مطلبآ طائفيآ. مع العلم الواضح واليقين الاكيد انه مطلب اكثر واخطر من الطائفية نفسها.
يوم السبت اكتشف طارق الهاشمي وبدون سابق انذار انسانيته المفعمة، فتوجه بزيارة " أبوية جدا وانسانية جدآ " الى احد دور الاطفال من اصحاب الاحتياجات الخاصة في بغداد، وهو يظهر لاول مرة بملابس غير رسمية ويوزع عليهم الهدايا والابتسامات. الى هنا يبدو الحدث شبه طبيعي، واقول شبه لان العراقيين لم يتعودوا من طارق الهاشمي ومن قائمته هذه الالتفاته الانسانية فهو الرجل بالذات صاحب ذلك الشعار الدموي بعد تفجيرات سامراء وماترتب من قتل وهدر دماء بعد ذلك ومن تحريض طائفي كبير. هو الهاشمي الذي لم نسمع منه يوم واحد ادان فيه الزرقاوي رغم تصريحات وافعال هذا المقبور بقتل الشيعة والفتك بهم!! لكن الوجه الاخر للعملة كان التوقيت لهذه الزيارة حيث ترافق مع الفضيحة الاخيرة لوزارة الشؤون الاجتماعية في بغداد حول دار الحنان للايتام واصحاب الاحتياجات الخاصة، والتي خرج علينا وزيرها بتصريحات وبتحليلات وتبريرات، تمنيت شخصيا ان يسكت هذا الوزير ولاينطق بهذا الكلام العجيب الغريب او ان يقدم استقالته بدون رجعة!!
الهاشمي او " فخامته " كما جاء في البيان الذي صدر من مكتبه بعد زيارته تلك الابوية جدا. أكد على ضرورة اهتمام موؤسسات الدولة بتقديم الخدمات الى المحتاجين. وكلامه صحيح 100% ولااحد يستطيع الاعتراض عليه. لكن الاعتراض على هذا التوقيت في الزيارة والتصريح على حد سواء. ففي كل التاريخ السياسي العالمي والمحلي لاول مرة يكون نائب رئيس الجمهورية له قدم في هذا المنصب المهم و القدم الاخرى مع زمر تدمير العملية السياسية. والغريب في الهاشمي وحتى من يتابع تصريحاته يتصور انه جزء من المعارضة. وليس في اهم مناصب الدولة العراقية!! وفي حقيقية الامر هذه هي بالضبط مشكلة كل قائمة التوافق التي ينتمي اليها وتخبطاتها التي لاتنتهي.
ان فضيحة دار الحنان.. هي تقصير شنيع يجب ان تتم أدانته بكل المقايس ومحاسبة المقصرين ومهما تكن التبريرات. لكن ايضا زيارة الهاشمي واختياره دار اخرى لاصحاب الاحتياجات الخاصة وفي هذا التوقيت بالذات هو نوع من " الانتهازية " السياسية والشخصية المفضوحة والمخجلة في آن واحد. وهي توضح صورة المأزق التي تعاني منه العملية السياسية في عراق اليوم. وايضا نوعية وانتهازية الشراكة مع الهاشمي وغيره في الحكومة العراقية. مما يسبب الكثير من المتاعب والمعوقات في عمل الحكومة المثقلة بمشاركة اغلب القوائم فيها.وكأنها غنيمة لايمكن تركها. وموقف الهاشمي هذا يذكرني بموقف اخر له عندما وصف انسحاب حزب الفضلية من قائمة الائتلاف الموحد " بانه عمل وطني يستحق الاحترام والتقدير لانه يفتت القوائم الطائفية " وعلى ضوء تصريحه هذا كنت اتصور انه لم يمضي ليل ذلك اليوم الأ وسوف نسمع بيان بانسحاب الحزب الاسلامي بقيادة الهاشمي من قائمة جبهة التوافق السنية. على اعتبارها تتمتع بنفس مواصفات الطائفية التي اشار اليها " فخامته!! ". لكن لاهذا البيان صدر. ولا هو ولاحزبه سار على طريق الوطنية وعدم الطائفية التي اشار اليها في مدح الفضيلة!! وهذا ايضا نوع مميز من الانتهازية والتحريض لايحسد عليه. ولايمكن تمريره حتى على بسطاء الشارع العراقي أن وجدوا في زماننا هذا. مع التذكير بحقيقه قد تكون بمثابة نكته.. ان الهاشمي ورغم هذا والكثير غيره، يعتبر من المعتدلين في قائمة التوافق السنية!! فما بالك بالاخرين.
ويبقى سؤال يبحث عن اجابة في وسط هذا التلاطم والتزاحم المخجل في عراق اليوم.. الا يفكر الهاشمي ان يشمل بعطفه الابوي المفاجئ ويبادر بزيارة اطفال وابناء وعوائل ضحايا النظام السابق من المقابر الجماعية في الجنوب الى كمياوي حلبجة والانفال وحتى اهوار الجنوب التي ياكل ويشرب هو وغيره من خيراتها وثرواتها النفطية منذ عشرات السنين. اضافة الى ابناء المفقودين وابناء شهداء الموت الصدامي في حروبه العبثية المستمرة.!؟ واين كان من كل ذلك خلال حوالي الأربعة سنوات السابقة؟ ومسبقا اقدم له النصيحة ان لاينتظر في الجنوب او في كردستان العراق من يصفق له ويهتف " بالروح بالدم نفديك ياطارق " لان هذا الزمان قد ولى.. ولان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء. وهذه الاوهام المريضة تلاشت وانطمرت. والظاهر انه الاحرى من غيره والاكثر احتياجا لفهم هذه الحقائق الصلبة في عراق اليوم. فلا حكم الباب العالي يعود ولاحكم كوكس - النقيب ولاحكم الأقليه سوف يعود. الحكم فقط لنتائج صندوق الانتخابات.
محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com