أصداء

الكورد الفيليون موطن الظلم المزمن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مما لاشك فيه ان مظالم ومصائب الاكراد بصورة العامة لايختلف عليها اثنين الا اذا كان احدهم لايعرف للانصاف طريق او للظلم حدود يجب ان تقف عندها. فالاكراد وفي مراحل معينة من تاريخهم عانوا مالم يعانيه الفلسطينيين من محتليهم الاسرائليين.


لكن ورغم ظلم الاكراد الطويل، فان هناك فئة داخل هذه القومية أخذت حقها من الظلم الطويل والقاسي، لكنها لم تاخذ حقها من التغطية والاهتمام الاعلامي والتاريخي على حد سواء، وايضا وحسب راي الشخصي الذي أومن به لم تاخذ حقها القانوني والشرعي والطبيعي في عراق مابعد نيسان 2003. هذه الشريحة او الفئة هم " الكورد الفيليون ". فهذه الشريحة الكريمة مصيبتهم مزدوجة وعلتهم كبرى في التاريخ العراقي السياسي العريض والمتميز بالطائفية والعنصرية العرقية. فمن جانب هم ينتمون الى القومية الكردية " الصهاينة " وبنفس الوقت ينتمون الى المذهب الشيعي " الصفويين ". يعني هم لامنازع في عراق الصنم وماقبله من موت واقصاء وابعاد وضمن قياساته الطائفية والعنصرية هم " صهاينة وصفويين " ولااتصور ان احدآ في العراق كان يحسدهم على مصيبتهم هذه. وبصراحة اكثر لم يكن أحد في العراق وخلال تاريخه الطويل ينبه او يتنبه الى هذه الكارثة الانسانية الكبرى التي تحيط بهولاء المواطنين العراقيين المخلصين النجباء. والذين لم اسمع يوما تخليهم عن وطنيتهم العراقية تحت اي ظرف من ظروف القهر والابعاد والظلم الذي مورس بحقهم. لقد عانى الكورد الفيليون ماعانى ابناء قوميتهم الكوردية في العراق من ظلم وقتل خاصة بعد عام 1963 وحتى 2003. ونفس الشيء عانى الكورد الفيليون ماعانى به ابناء مذهبهم الشيعي في بلدهم العراق. فكانوا هم العامل المشترك الاكثر تحمل للاذى من غيرهم. بل وزادت الامور سوء باستهدافهم والتفرد بهم من قبل الزمر الطائفية التي حكمت العراق قبل 2003.


من اعظم المصائب التي مورست على الكورد الفيليون. هي سحب جنسيتهم العراقية وعدم الاعتراف بوطنيتهم وعراقيتهم. وقد ترتب على هذه الجريمة العنصرية والطائفية الكثير من عمليات الاقصاء والابعاد والعزل. والامثلة في هذا الجانب لايمكن حصرها في سطور قليلة. لكن يمكن تناول بعضها كمحاولة متواضعة من الانصاف والتذكير بحق هذه الشريحة الكريمة من العراقيين. فمثلا عام 1971 تم تهجير عشرات الالوف منهم الى الحدود وبطريقة لايمكن ان تكون ضمن القياسات الانسانية والشرعية والقانونية. وان الذين بقوا منهم في العراق بعد ذلك التاريخ لم يكن حظهم اكبر من أهلهم الذين هجروا. فقد تعرض الباقين منهم الى حملات تقودها الدولة وبشكل فاق كل تصور حيث تم حتى شطب كل التجار الفيليين من غرفة التجارة العراقية، في محاولة دنيئة لمحاربتهم في ارزاقهم وتشديد الخناق عليهم. ولم تقف الامور عند هذا الحد بل تم حرمان الكثير من اولادهم من الدخول الى الكليات والجامعات تحت مبرر انهم لايملكون الجنسية العراقية. في وقت كان ابن الجزائر والاردن وفسطين يسمح له بدخول افضل الجامعات العراقية وعلى نفقة الحكومة العراقية مع استثناء من شرط المعدل العلمي المطلوب لكل كلية او تخصص علمي، وبشكل مجاني ويضاف اليه دعم مالي للطالب العربي!! كانت الزمر الحاكمة تتراجع وطنيا وبشكل معيب اما م الشعارات " القومجية ". و أحد اهداف هذا التصرف المعيب كان تعديل الكفة الغير متوازنة والمشوهه للحكم في العراق فيتم الاستعانة بمن هم خارج الحدود ولو معنويآ لدعم حكم الأقلية. وكانت معضلة اخرى وكبرى يعاني منها الكثير من الاكراد الفيليون وهي عدم قدرتهم على التصرف باملاكهم الخاصة من منازل او غيرها. وتحت نفس المبرر لعدم امتلاكهم الجنسية العراقية. لذلك وفي عملية التهجير الكبرى التي تعرضوا لها في بداية عقد الثمانينات علي يد اجهزة نظام الصنم الساقط. تم سلب كل املاكهم ومنازلهم وحتى الاثاث وفلوسهم وبشكل بربري لم يشهد له التاريخ مثيل تم رميهم شيوخ ونساء واطفال على الحدود الايرانية وبين حقول الالغام والمتفجرات دون رادع من ضمير او مبرر قانوني. فقط بسبب " علتهم " التاريخية الكبرى المنقسمة بين قوميتهم الكوردية ومذهبهم الشيعي.


ان في العراق الجديد ورغم حجم المخاطر والتحديات الكبيرة التي تحيط بعراق اليوم. لكن يجب عدم تجاهل الام واوجاع هذه الشريحة التي عانت ظلم مزمن كبير وطويل. لذلك يجب العمل على تعويضهم وبشكل دستوري وقانوني واسترجاع كل املاكهم. وايضا ضمان حقهم القانوني الواضح والصريح في المعادلة السياسية الموجودة في البلد. وعدم التهاون مع هذه المطالب الانسانية. لاخراج هذه الشريحة الكريمة من موطن الظلم والقهر والاستبداد المزمن الذي تعرضوا له. الى وطن يشعرون به بعراقيتهم وحقهم الانساني والقانوني والشرعي. اما غير ذلك فسيكون مجرد تهميش لايمكن القبول به.


محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com

لقراءة مقالات اخرى في ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف