أما لذاك الزمان أن يعود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قرأنا كثيراً عن النظام الملكي العراقي وكيف كان أكثر الذين تقلدوا منصب رئاسة الوزارة. نوري السعيد دكتاتوراً وظالماً.
ولأن العراقيين في ذلكم الزمن كانت إنسانية الإنسان تحرك ضمائرهم لذلك لم يطيقوا أحكام الأعدام التي نفذت بعدد يحفظ العراقيون جميع أسماءهم لقلتهم مع ذلك قرروا مآزة ومساندة الثورة عليه التي أكلت أشرف رجالاتها لتستقر الجمهورية بقبضة أعتى طاغية في التاريخ. صدام حسين. لينفي من كل عائلة عراقية أرواحا طاهرة تساوي عددها جميع ما إقترفها نوري السعيد بحق مجتمعات العراق قاطبة.
عدم ختم ذكر إسم الطاغية صدام حسين ( بحفظه الله ورعاه ) كان كفيلاً بقطع اللسان أن لم يعدم ( ناسيها )..
والآن قارنوا الواقعة التالية التي سردها المرحوم عبدالهادي الجلبي. عن نوري السعيد مع سابقتها..
يقول عبدالهادي الجلبي: قبـل يومـين أو ثلاثة، كان هناك اجتماع بيني وبـين نوري السعيد وصالح جبر ـ وهما اللذان كانا يتناوبان على تقلّد المناصب الوزارية وتشكيل الحكومـة لكن نوري السعيد شغل الوزارات اكثر من غيره ـ في بيتي وبما إن بيتي كائن فـي منطقة شعبية وكان الداخـل إليه عليـه أن يمـر بزقـاق يكثر فيه الصبيان، فعندما اجتاز نوري السعيد ومعه صالـح جبر وعدد من الوزراء الزقاق إلـى بيتنا، أخذ الأطفال ـ وكان عددهم قرابة الخمسين طفلاً ـ يصفقون ويقولون بأعلى أصواتهم وباللهجة الدارجة:
( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانه)
يضيف عبد الهادي الجلبي، فتأثـرت كثـيراً عندما سمعت ذلك، فقلت لولـدي، اذهب وأعطي لكل طفل نصف دينار ليغيروا شعارهم وليعلنـوا عن شعار مؤيد عندما يخرج نوري السعيد من البيت.
وبعد أن أتمّ الضيوف اجتماعهم، خرجوا من بيتنا، فتلقاهم الأطفال بالتصفيـق وبباقـة مـن الزهور وهم يرددون:
( نوري السعيد شدة ورد وصالح جبر ريحانة).
فابتسم نوري السعيد من هذا التغيير المفاجئ ووقف على مدارج أحد البيوت وقـال للأطفال: لا يا أبنائي أقرأوا مثل ما كنتم تقرأؤون، فاعتلت أصـوات الأطفال مرددة:
( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانة)، بقى الأطفال يرددون ذلك بينما نوري السعيـد وصالح جبر وبقيـة الضيـوف مـن الوزراء يصفقون للأطفال ويقرأؤون معهم ويضحكون.
باعتقادي هـذا مظهر مـن مظاهر الديمقراطية، أن يكون الحاكم مع رغبـة الناس حـتى لو كان ذلك في الظاهر.
قد يكون نوري السعيد غاضباً فـي باطنه من هذه العبارة المشينة، لكن طقوس الديمقراطية والتنافـس شبه الحر تجعله متواضعـاً لإرادة النـاس حـتى لو كانوا من الصبيان الصغار..
واليوم أيضاً. هل بمقدور حتى كتاب الخارج أن يقولوا نقداً تصحيحياً لأحد الذين إبتلينا بهم بعد السقوط دون أن يتعرض للتهديد او الشتم من أتباعه على أقل تقدير؟؟
أدفع المتبقي من عمري مقابل الموت في الزمن الماضي..
حسن أسد