أصداء

مئذنة تلقي بظلها على البيت الأبيض

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

91000 صلاة،،، 1500 صلاة تراويح،،، 100 صلاة عيد،،، تمت في مسجد المركز الإسلامي بواشنطن على مدى 18214 يوما منذ تشييده في إمباسي روو على شارع ماساتشوستس المرموق. كان يوما حافلا عندما إفتتح الرئيس السابق دوايت أيزنهاور المركز قبل خمسين عام مرحبا المركز الإسلامي قائلا في خطابه: "أود أن أؤكد لكم، أصدقائي المسلمين، أن هذا المركز، هذا المكان المخصص للعبادة، يحظى بنفس القدر من الترحيب، من قبل الدستور الأميركي، والعرف الأميركي، وفي قلوب الأميركيين، الذي كان سيحظى به أي مبنى مماثل يعود لأي دين آخر. والواقع هو أن أميركا ستحارب بكل ما لديها من قوة دفاعاً عن حقكم في أن يكون لكم هنا مكان عبادتكم الخاص وأن تتعبدوا بالشكل الذي يمليه عليكم ضميركم".

ومنذ ذلك الوقت ولم تتغير مبادئ الولايات المتحدة وقيمها الاجتماعية والأخلاقية والدينية بالتعامل مع جميع الأديان ومنها الدين الإسلامي بشكل متساو. وتتابع الرؤساء من بعد أيزنهاور بالسير على نفس الخطى يظهرون تقديرهم للمسلمين بحضور المناسبات الإسلامية بالحضور والمشاركة فيها. أما وقد بلغ المركز الإسلامي عامه الخمسين الأسبوع الماضي فقد حضر الرئيس جورج دبليو بوش إليه ليشارك مسلمي العالم من خلال هذا المركز الواقع في العاصمة في هذه المناسبة ويؤكد على احترام الولايات المتحدة للعقيدة الإسلامية والمسلمين لأن الإسلام ركن أساسي من أركان المجتمع الأمريكي. وهؤلاء المسلمون في أمريكا - كما كتبت في مقالات سابقة - يتمتعون بجميع الحقوق الأمريكية والمسؤوليات الوطنية. هذا الحق ليس استثنائيا لأي عقيدة أو ملة بل هو مبدأ أساسي من قيم الوجود الأمريكية الذي يؤمن بأن حرية العبادة هي حق أساسي لا يمكن التنازل عنه أو تقويضه.

هناك أسئلة عديدة تطرح بشكل متكرر تضع علامات استفهام حول علاقة الولايات المتحدة بالدين الإسلامي، وهي أسئلة تطرح على شكل تهم وليس لغرض الاستفسار أو من أجل المعرفة، مثل: لماذا تحارب الولايات المتحدة الإسلام؟ أليس ما يحدث في الشرق الأوسط هو أحد صور صراع الحضارات؟ إجابتي ستكون في صيغة أسئلة وهي: لماذا يشارك الرئيس الأمريكي المجتمع المسلم في إحياء هذه المناسبة العظيمة؟ لماذا افتتح الرئيس السابق أيزنهاور المركز، هل هناك من معاتب لو لم يحضر الافتتاح؟ وقبل هذا وذاك لماذا سمح بتشييد المسجد في الأساس وكيف يمكن تفسير وجود أكثر من 1200 مسجد في الولايات المتحدة؟ وكيف يمكن تفسير أن الإسلام هو أسرع الأديان انتشارا في أمريكا؟ هذه مجرد بعض الأسئلة وسوف أترك لكم الإجابة على معظمها ولكنني سأذكر أن سبب انتشار الإسلام هنا ربما يكون لمثالية معظم المسلمين الأمريكيين بأعمالهم الخيرة وبسبب تأكيدهم على سماحة الدين الإسلامي (ولو كنت فظا غلظ القلب لانفضوا من حولك).

أكد بوش في خطابه في مناسبة الاحتفال بالعقد الخامس للمركز الإسلامي بأن الإسلام ليس هو المشكلة إنما هؤلاء الذين اختطفوا هذا الدين السمح ان أهل العقيدة الحقة ليستخدموه من أجل تبرير القتل والتعذيب وليستغلونه كي يسبغوا القدسية على أفعالهم التخريبية. هناك كثير من هؤلاء المخربين من يستغلون الأوضاع لتعميق الشك بين حقيقة الولايات المتحدة المرحبة بالإسلام والمسلمين وبين استراتيجيات أمريكا في الشرق الأوسط ليصفوها وكأنها تستهدف الإسلام. نحن نريد أن نقطع الشك باليقين ولذلك أعلن بوش عن تعيينه لمبعوث خاص إلى منظمة المؤتمر الإسلامي. الهدف من ذلك هو توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والمجتمع الإسلامي العالمي، فالنقاش وتبادل الآراء خطوة تؤدي إلى علاقات أكثر إيجابية. معرفة قضايا العالم الإسلامي وفهم القيم والمبادئ الإسلامية على المستوى الدولي سوف يؤدي إلى وعي أفضل وسيعود ذلك على العلاقة بيننا بكثير من الفوائد. الولايات المتحدة مخلصة النية في الحفاظ على علاقة الود والإخاء مع العالم الإسلامي. وتريد أمريكا من خلال هذا المبعوث شرح مواقفها وسياساتها بالإضافة إلى قيمها ومبادئها من أجل الوضوح وتعزيز الصداقة بيننا وبين قيادات العالم الإسلامي.

هذه المبادرة يجب أن لا تكون أحادية الجانب بل نتمنى من العالم الإسلامي أن يتقبل هذه المبادرة ويساعدنا على فهمه بشكل أفضل على مستوى العلاقات الدولية. نوايانا المخلصة تجاه العالم الإسلامي لا تقبل الشك وقد قال بوش أن "عبر السنين قدمت الولايات المتحدة المساعدات للمجتمعات المسلمة في جميع أنحاء المعمورة خلال فترات الحرب والكوارث الطبيعية. فقد ساعد الأميركيون ضحايا الزلازل المدمرة في باكستان وإيران، واستجابوا بسرعة وتعاطف لاحتياجات ضحايا أمواج التسونامي العاتية في إندونيسيا وماليزيا. ودافع بلدنا عن المسلمين في البوسنة وكوسوفو بعد تفكك يوغوسلافيا. ونحن نعكف الآن على حث العالم على التصدي للإبادة الجماعية في السودان. وقد قام بهذه الجهود أميركيون من جميع الأديان تدفعهم الشفقة والاقتناع والضمير."
وقال بوش عن المتطرفين بأنهم فئة عينت نفسها لتتحدث باسم المسلمين ولكنها فئة فاقدة للشرعية وليست حرية بمثل ذلك الشرف "وهي تحكم على جميع المسلمين الذي لا يؤمنون بإيديولوجيتها القاسية المفعمة بالكره "كفارا" و"خونة" للدين الإسلامي الحقيقي. ويدعي هذا العدو كذباً أن أميركا تخوض حرباً ضد المسلمين والدين الإسلامي، في حين أن الواقع هو أن هؤلاء الراديكاليين هم عدو الإسلام الحقيقي."

ذلك ليس حكما عاما على هذه الفئة بل هو استنتاج لأفعالها التي ارتكبتها - كما ذكر في خطابه - بتفجيرها "لعرس في عمان بالأردن... ومجمعا سكنيا في السعودية... وفندقا في جاكرتا مدّعين بأن هذه المجازر ترتكب باسم الله. لكن هذا العدو ليس وجه الإسلام الحقيقي، فهذا العدو هو وجه الكراهية."

لا يغيب عن أحد أن ما يفعله هؤلاء المجرمون باسم الإسلام لا يمت إلى الإسلام بصلة وعلى "أصحاب الضمير، رجالا ونساء، واجب شجب هذه الفئة الإجرامية وعلينا نحن واجب مساعدة ملايين المسلمين وهم يسعون إلى إنقاذ دين تاريخي فخور من هؤلاء القتلة قاطعي الرؤوس الذين يسعون إلى تلطيخ سمعة الإسلام." لم تنعدم الأصوات الناقدة والمستنكرة وأتبع بوش بقوله أن الولايات المتحدة تكن "الإعجاب والامتنان لهؤلاء المسلمين الذين استنكروا ما وصفه الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي "بالعناصر الهامشية الراديكالية التي تدّعي أنها تعمل باسم الإسلام." ولذا فعلينا أن نشجع مزيدا من القادة المسلمين على ضم أصواتهم والتحدث جهارا ضد المتطرفين الراديكاليين"

ما ذكره بوش في خطابه في مسجد المركز الإسلام بحق الإستراتيجية القديمة لتحقيق الاستقرار لعلها توضح الكثير، فقال أنه "على مدى عقود، تخلى العالم الحر عن المسلمين في الشرق الأوسط وتركهم للطغاة والإرهابيين وفقدان الأمل. وقد تم فعل هذا من أجل مصلحة الاستقرار والسلام، لكن هذا الأسلوب لم يحقق أيا من الهدفين. فلقد أصبح الشرق الأوسط حاضنة لتفريخ الإرهاب واليأس، وكانت النتيجة ازدياد عداء المسلمين للغرب.rdquo; لقد انتهى ذلك العصر وستعمل الولايات المتحدة من أجل إحقاق الحق دون هوادة بمساعدة العالم الإسلامي لأن التعاون من أجل تحقيق أهداف مشتركة هو السبيل الوحيد لمستقبل مشرق.

يمكن قراءة خطاب الرئيس بوش في المركز الإسلامي باللغة العربية هنا: http://usinfo.state.gov/ar/society_culture_and_values/Islamic_50_years_anniversary.html


وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
DigitalOutreach@state.gov
http://usinfo.state.gov/ar

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف