عجائب الدنيا العربية السبع والسبعون
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تم اختيار العجائب السبع الجديدة..إستبعدت منارة الإسكندرية والأهرامات لتحل مدينة البتراء الأردنية مكانها.. فرح الأردنيون واستمروا في احتفالاتهم حتى صباح اليوم التالي.. حزن المصريون واحتج من احتج منهم عبر شاشات الفضائيات الناقلة للحدث.. إتهم الإستفتاء بالتسييس والتزوير وعدم القدرة على العدل وتهميش فئات واسعة حيث لم يتسنى سوى لمستخدمي الإنترنت وال أس أم أس بالإشتراك بالتصويت أما الباقون حول العالم فلم يتمكنوا من التصويت.. إتهمت إدارة المسابقة بالتحريض على الغزو الثقافي والقضاء على الحضارات الشرقية منها على وجه الخصوص حيث هنالك بالإضافة إلى الأهرامات والمنارة في مصر حدائق بابل المعلقة في العراق.. وقد قدمت اليونسكو بالفعل نموذجاً جيداً عبر سحب البساط من تحت أقدام منظمي الإستفتاء واعتبار نتائجه غير علمية ودقيقة وفاقدة للمرجعية الثقافية العالمية..
أصبح لدينا سبع عجائب عالمية جديدة يا فرحتنا.. الأهم من ذلك هو اختيارنا كعرب لعجائبنا التي تتجاوز حتماً هذا الرقم بكثير.. فالعدّ قد لا يتوقف عند حدّ حين نتحدث عن عجيبة الوحدة، وعجيبة القضاء على إسرائيل، وعجيبة صد الإستعمار، وعجيبة التحكم بمواردنا الزراعية والنفطية ومصادر الطاقة لدينا، وعجيبة عدم قدرة أحد على اقتطاع أراض تخصنا، وعجيبة توحدنا على خطوط واحدة تمنع علينا الإقتتال الداخلي في لبنان وفلسطين والعراق والصومال والجزائر، وعجيبة هويتنا المتميزة غير الغارقة بألوان العلم الأمريكي استهلاكاً فوقه استهلاك، وعجيبة الحريات العامة التي نتمتع بها، وعجيبة المساواة بين المرأة والرجل، وعجيبة إنصاف المعوقين، وعجيبة احترام حقوق الطفل، وعجيبة القضاء على الأمية، وعجيبة سجوننا الفارغة من معتقلي الرأي من أهل الصحافة والمعارضة، وعجيبة الحدود المفتوحة بين دولنا، وعجيبة وحدة النقد لدينا، وعجيبة تفرغنا للعلم، وعجيبة اكتفائنا الذاتي على كافة الصعد، وعجيبة استقلالنا عن الإرادة الشرق أوسطية الجديدة، وعجيبة تخلينا عن التوريث والتمديد لرئاسات تدوم أبداً عربياً..
تلك هي بعض من عجائبنا التي لا يمكن لنا اعتبارها في عداد الأحلام حتى لبعد منالها وعدم القدرة على النوم للحلم بها لا غير.. ربما نعتبرها هلوسة لا أكثر لمدمن طار إلى سماء زهرية بفضل أرخص أنواع المخدرات..
نعم تلك هلوسات لا أكثر.. فما أعجبنا بين العجائب.
عصام سحمراني