أصداء

بين شريف وأشرف.. تاه الشرف!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جاسوس مصرى كان إسمه شريف الفيلالى تم تنحيره فى السجن منذ أسابيع... ومواطن مصرى آخر إتنحر، (لا يوجد خطأ مطبعى)، فى لندن حامت حوله شبهة التجسس لإسرائيل وكان إسمه أشرف مروان. والعرب كما ذكرنا فى مقال سابق عنوانه "تغيير الإسم لا يغير المسمى!"* مغرمون بإعطاء أسماء لا تنم على مسمياتها. ومثل ذلك ما إعتاده الإعراب مؤخرا إلحاق إسم الإسلام على كل عصابة لقطاع الطرق وعلى كل قاتل زنيم، وإلحاق لقب "شيخ" على كل معتل الفكر والإحساس، وكذلك إطلاق إسم شيوخ الصحوة على شيوخ الردة الحضارية والإنحدار القيمى والسلوكى.

لا أستطيع ولست معنيا لا بإتهام ولا بتبرئة أشرف مروان مما لحقه من شبهة التجسس وأنه كان عميلا لإسرئيل تحت إسم "بابل"، ولكن دلائل -وليست أدلة- الإشتباه لا تشجع إحتمال البراءة، ناهيك عن الوطنية والبطولة. وسبب إهتمامى بالموضوع أننا شبعنا تزييفا وتزويرا لوعينا وتاريخنا بل ووقائع ومسيرة وطننا. ومن وقائع التزييف التى لا تحصى إعتبار هزيمة 56 نصرا مؤزرا نتغنى به ونحتفل بيومه! وتدليع هزيمة 67 المنكرة وتسميتها مجرد نكسة! ثم إسباغ بطولات كاذبة وصفات أكذب على رجال تربعوا على تل "المحروسة" لسنوات ولا زالوا!

من المقطوع به على كلا الإحتمالين، أى سواء كان مروان جاسوسا أم بطلا، أن فى شخصيته عوج وعوار عظيم. وبدون هذا العوار فكيف يفسر ذهابه للسفارة الإسرائيلية ساعيا لتجنيده لتقديم معلومات... سواء كانت حقيقية أم مكذوبة؟ ولو لم يكن هذا العوار مشهورا لما كانت إسرائيل لتصدقه سواء كان جاسوسا أم مدسوسا. أيضا قصة طلبه أموالا من السيدة سعاد الصباح أثناء دراسته فى لندن على سبيل المساعدة وغضب عبد الناصر - حماه- عليه لذلك ليست من القصص التى من السهل على الإنسان أن يبتلعها من شخص سوى!

ومن القرائن التى تشكك فى قصة البطولة والوطنية المزعومة، أن هذه القصة يتم التغنى بها ليلا ونهارا فى الإعلام المصرى يوما بعد يوم وبدون كلل. يتم التغنى بقصة الوطنية تلك فى جريدة الأهرام -التى كانت زمان جدا محترمة- فى أغلب صفحاتها وبقلم أغلب كتابها كل بأسلوبه! ويتم التغنى بها فى أغلب صفحات جريدة مباحثية لها شكل جريدة معارضة، ويتولى إدراتها مخبر وشقيقه فى صورة صحفيين! وقس على ذلك كافة المنابر الإعلامية الحكومية والمباحثية فى مصر من جرائد ومجلات وتلفزيون بإلحاح يومى غريب جدا يبعث فعلا على الشبهة.

فجأة إتضح أن جميع الإعلاميون لهم ذكريات مع السيد مروان، ورغم الدفاع عنه بفجاجة كل يوم تقريبا وفى أغلب المنابر الإعلامية، لم يقل لنا أحدا كيف لزوج إبنة رئيس جمهورية أن يسأل مساعدة مادية من السيدة سعاد الصباح ومن غيرها من شيوخ الخليج! وكيف يتجرأ حتى لو كان موجها ومدفوعا من المخابرات المصرية أن يذهب للسفارة الإسرائيلية فى لندن ليبيع لها أسرارا مصرية، صدقا أو كذبا!؟ وكيف ياترى كون ثروته التى يتغنى بفحشها الركبان؟ وكيف وهو الوطنى البطل يعيش فى لندن وزوجته تعيش فى بيروت؟ ولماذا لم يشارك السيد خالد عبد الناصر -شقيق زوجته- فى جنازته؟


ولماذا تقتله إسرائيل من بعد أربعة وثلاثين عاما على حرب أكتوبر؟ وهل ياترى يمكن أن نعرف كم مرة زار فيها إسرائيل من بعد عملية السلام؟ أرجو ألا يكذب أحدا فى الإجابة على السؤال الأخير، لأن هذه المعلومة بالذات نستطيع أن نحصل عليها من إسرائيل، يمكنكم فقط أن تتجاهلوا الإجابة عن السؤال!

عادل حزين
نيويورك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف