خطأ الموافقة على أعدام علي كيمياوي في حلبجة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يسعى الاكراد الى تنفيذ عقوبة الاعدام بالمجرم علي كيمياوي في منطقة حلبجة، طبعا لاأحد ينكر بأن المجرم علي كيمياوي يستحق عقوبة الاعدام بلا رحمة.
ولكن الاعتراض هنا على التوظيف السياسي لهذا الحكم القضائي من قبل الاكراد، فمنذ البداية كان انشاء محكمة بأسم الانفال، واخرى بأسم الدجيل.. خطئاً سياسيا كبيرا أحدث شرخا طائفياً وقومياً اضافياً الى تمزق الشعب العراقي.
فلو كان لدى العراق قضاء مستقل فعلاً يتمتع بخبرة احترافية، لرفض تسيس القضاء وتوظيفه لأهداف طائفية وقومية، وتمت محاكمة نظام صدام وفق مفهوم ارتكاب الجريمة بغض النظر عن طائفة وقومية الضحية.
ويكمن سبب خطأ الإستجابة لرغبات الاكراد في تنفيذ حكم الاعدام بالمجرم علي كيمياوي في منطقة حلبجة.. يكمن السبب في ان قيام الاكراد برفع السلاح بوجه الدولة في منطقة حلبجة وعموم شمال العراق كان عملاً وفق القوانين العراقية والدولية غير مشروع خصوصاً انه أقترن بالتعاون مع أجهزة الاستخبارات الايرانية اثناء خوض العراق حربه الدفاعية ضد العدو الايراني وبالتالي ماقام به الاكراد يعد عملاً تخريبا وخيانة وطنية عظمى!
واضفاء الشرعية على رمزية حلبجة والاحتفاء بها من قبل الدولة العراقية.. يعني اعطاء الشرعية للتمرد على الدولة ورفع السلاح بوجهها، والموافقة على ضرب الجيش العراقي والتعاون مع اجهزة الاستخبارات الايرانية ضد العراق... وهذه كارثة وطنية وخطأ شنيع ترتكبه الدولة العراقية لو وافقت على تكريم رمزية حلبجة!
ولوكان لدى العراق قضاء مستقل، ونخب سياسية شريفة، ورأي عام مستنير وطني.. لطالب فوراً بفتح ملفات تعاون الاحزاب الشيعية والكردية مع ايران اثناء الحرب بين العراق وايران، فمهما كان نظام صدام مجرما وكنا نعارضه، لايجوز وطنياً التعاون مع بلد عدو للعراق والقتال الى جانب الجيش الايراني ضد الجيش العراق!
وما حصل في حلبجة والانفال هو بسبب ممارسات الاحزاب الكردية المتعاونة مع الجيش الايراني والتي رفعت السلاح بوجه الدولة، ولاأدري لماذا محكمة الانفال لم تأخذ بكلام ضباط الجيش الجيش العراقي الذين حاكمتهم حول تعاون الاحزاب الكردة مع ايران وتقوم بأستدعاء رؤساء الاحزاب الكردية وفتح تحقيق معهم بهذا الخصوص لو كانت فعلا محكمة مستقلة؟!
نكرر ان المجرم علي كيمياوي يستحق الاعدام، ولكن ما حصل في الانفال وحلبجة وما قبلهما من قيام الاكراد برفع السلاح والتعاون مع ايران لم يكن عملاً مشروعاً، وكان تمردا تخريباً وخيانة وطنية للعراق كوطن وليس لنظام صدام الاجرامي.
خضير طاهر