الكيلاني والشبلي ابواق الهزيمة في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الكيلاني والشبلي ابواق الهزيمة الطائفية العربية في العراق
لتعريف القارئ الكريم فان الكيلاني هو " شاعر وملحن " من ليبيا وامل الشبلي هي " مطربة ". هولاء الاثنين أصبح ضميرهم حي يرزق وبثت فيه الروح بصورة مفاجاءة دفاعآ عن " قديسهم " المتخاذل المهزوم ديكتاتور العراق السابق. لذلك بادروا بطرح البوم غنائي تافه في الاسم وفي المضمون اسمه ( القديس صدام حسين ) يمجد بطولات " بطل الحفرة " العربي صنم العراق السابق. ولان العرب يعانون من انفصال تاريخي وانفصام شخصي وجماعي الا ما قل وندر، فان مفردات مضخمة ومنفوخ فيها مثل " القديس " وغيرها الكثير من القاب البطولة والفداء والتضحية والانتصار اصبحت في متناول من يستطيع ان يدفع اكثر!! حينها سوف تنطلق الابواق والطبول الفارغة في تمجيد توافه هذه الامة واصحاب الهزائم الشنيعة والمفضوحة فيها. فاصبح رمز مثل صنم العراق السابق بطل وقديس، وهو الذي سمح لمفتشي الامم المتحدة في الدخول الى غرفة نومه لتفتيشها بحثآ عن اسلحته!! وهو الذي زود هولاء المفتشين بقوائم أسماء وعنوانين و معلومات عن العلماء والخبراء العراقيين العاملين بمجال التصنيع العسكري وحتى معلومات عن عوائلهم، في سابقة خطيرة ومعيبة لم يفعلها غيره طوال التاريخ البشري فقط لاجل الحفاظ على حياته وعلى كرسي حكمه!! وهو نفسه الصنم الجبان الذي ترك بغداد ولم يطلق طلقة واحدة على جندي امريكي وفضل النزول الى حفرته الشهيره في تكريت، مستلهما عن ابن لادن طريقة ارسال الرسائل الصوتيه الى الفضائيات مطالبآ الشعب العراقي بقتال القوات الاجنبية!!
حتى تم القاء القبض عليه ذليلا في أعلى درجات الرذيلة والهزيمة. وكل هذه الحقائق لاتحتاج الى " سند وصحائح " ولا قال الراوي، بل هي واقعا موثقا بالصورة والصوت وعاشها الجيل العربي الحالي وتذوق علقم هزيمته المريرة. ومازالت حتى هذه اللحظة عالقة في الذاكرة صور جنود وقواد بطل الاوباش هذا وهم يركضون بملابسهم الداخلية امام فقط دبابتين امريكيتين ويسلمون القصر الجمهوري نفسه دون أدنى دفاع او قتال. فاي قدسية هذه واي بطولة التي تتحدثون عنها يامزيفي التاريخ والحاضر على حد سواء.. وياابواق الهزيمة والخذلان.. وصانعي الاصنام التي تعيث بالامة فسادآ وهزائم متتالية.
ومن جانب اخر اين القدسية في قتل الابرياء وافتعال الحروب واهدار الثروات وضرب الشعب العراقي بالكمياوي في كردستان والاهوار وحوالي 400 مقبرة جماعية في الجنوب وايضا في سحق جيل كامل من الشباب العراقي في حرب عبثية مع ايران. واين القدسية في غزو الكويت ونهبها والبطش بالكثير من ابنائها وحرق الابار النفطية ونهب الاموال والاملاك، اين القدسية في ضرب السعودية والبحرين بالصواريخ عام 1991، واين القدسية في جعل اكثر من اربعة ملايين عراقي مهجر من بلده موزعين في كل بقاع الارض، واين القدسية في اعدام وتغيب اكثر من مليون عراقي في سجون ودهاليز النظام المظلمة!! واين القدسية في ضرب المراقد المقدسة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة بالصواريخ والراجمات كما حدث عام 1991.
واين القدسية في اعدام مراجع واعلام دينية كبيرة مثل الشهيد الصدر الاول والشهيد الصدر الثاني وشهداء الحكيم. واين القدسية في جعل اغنى بلد بالثروات بمثابة افقر بلد ويعيش شعبه تحت خط الفقر. واين القدسية ونساء العراق الكريمات يفترشن الساحة الهاشمية قي عمان ورصيف السيدة زينب في سوريا لبيع السكائر بسبب سياسات نظام الصنم الفاشي الطائفي والعنصري. واين القدسية بتسليم العراق بكل أرثه الكبير و تاريخه العظيم الى القوات الاجنبية دون أدنى مقاومة او قتال. اين البطولة واين القدسية في كل هذه الامثله وغيرها الكثير والكثير!!
ان صناعة الاصنام في عالمنا العربي هي بمثابة ماركة مسجلة لاتنافسنا فيها اي امة اخرى ولاحتى اي شركة اخرى في كل الكرة الارضية. كما أننا الامة الوحيدة التي تمجد المهزومين والمتخلفين وتصفق وتهتف للكوارث، وتكتب وتلحن وتغني للاصنام المهزومة. كما فعل الكيلاني والمطربة امل شبلي وغيرهم. فمثل هذه الابواق النشاز هي من تصنع الكوارث وهي من تساهم في صناعة الهزائم. والاكثر ايلام ان تكون الطائفية والعنصرية والتملق للسلطان هي الدافع في مثل هكذا تصرف تاريخي معيب بحق من يدعي نفسه شاعرا او مطربا او فنان او مثقف او حتى انسان. لان الانسانية هنا تفقد الكثير من مقوماتها الجذرية وتتراجع امام هكذا موقف معيب ومخجل وبشكل علني. ان مثل هذه الابواق والطبول الفارغة هي التي ساهمت بقتل الشعب العراق سابقا وحاليا وهي التي كانت لها بصمة كبيرة وواضحة على دماء الابرياء التي تستباح في شوارع بغداد وكل العراق اليوم. فلا قدسية ولااحترام لمثل هولاء عند المذبوحين والمظلومين في العراق. ولاتسامح لصفحات التاريخ مع هولاء، ولان الطيور على اشكالها تقع فسنرى في اقرب فرصة باي حفرة سيلوذون اصحاب هذه الابواق واداوت الموت الطائفي والعنصري للعراقيين وان غدا لناظره قريب.
محمد الوادي
al-wadi@hotmail.com