أصداء

الجزيرة.. يمينا در!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نري قناة الجزيرة تجدف يمينا في دوامة سياسية عميقة تجرها باتجاه قاعدة تقليدية تشمل قناعات فكرية مغلقة لأكثر من 90% من موظفيها الكبار بحيث لم تعد هذه القناعات والرايات تخفى على أحد.

وقد لمحت إلى ذلك في عيد ميلاد العروس القطرية العاشر وبأسلوبي الساخر المعهود أن برامج بعينها باتت حصريا وملاكي وحكرا لعمامة معينة تربطها علاقات تبني وتبعية مع الأسرة الحاكمة..!!


ومن المفارقة أن إمارة صغيرة كقطر تجمع على أرضها بين قاعدتين كبيرتين متناقضتين من الناحية النظرية وهما قاعدة السدير أكبر تجمع عسكري أمريكي متقدم..جاهز دائما لبقر أي بطن عربي مقاوم وقاعدة فكرية تجمع الاخواني المغربي على الشامي التحريري على السلفي الخليجي وتقوم دائما بتوجيه دفة السفينة الإعلامية وخاصة في الجزيرة باتجاه هذه الجاذبية التقليدية التي يفضلها الحكام والأتباع كواجهة محافظة وملائمة تخفي وراءها ما تخفي من فساد وترف وبيع ومؤامرات وخيانات..!!


لقد تسللت قناة الجزيرة من حيادها وشفافيتها أكثر من مرة في المضمون والطريقة وفقدت بذلك جزءا لا يستهان به من مريديها مقابل أن ترضي نزعات شخصية معروفة بألوانها الفاقعة وميولها الحزبية التي تعادي أول ما تعادي كل ما هو وطني وقومي وعربي..!!

انه خروج غير مهني وغير مبرر على ميثاق الشرف غير المكتوب بين المشاهدين و الجزيرة التي بدأت تفقد بعضا من عفافها ونزاهتها وخاصة في تغطيتها لما جرى من أحداث في حرب عباس وهنية..!!

انه غروب اختياري لقناة إخبارية أحببناها وطالما فخرنا وتغزلنا بها و سمحنا لمذيعيها ومذيعاتها أن يدخلوا علينا بيوتنا دون استئذان بالخبر العاجل والريبورتاج الجريء والكلمة الصادقة.


لا أقول هذا الكلام جزافا أو تجنيا على الجزيرة من باب الانتصار لفاسد على حاقد أو العكس ولكن من باب المتابعة الدقيقة وقراءة مابين السطور ومن المقارنة أيضا بين رائحة الطعام الطازج والطبيخ البايت..!!

لقد قامت الجزيرة بأكثر من سلوك سواء كانت تدري أو لا تدري يستشف منه الإنسان العادي تحيزا وانتصارا لحساب طرف معين على آخر كإتاحة الفرصة كاملة لأنصار الفخذ اليمين للتعبير والشتم واللعن والتخوين والفخر بشق الابن نصفين بينما يواجه أنصار الفخذ اليسار بالمقاطعة والتحليق بحجة ضيق الوقت..!!


وهنا وصل رجل الشارع الفلسطيني..غير المؤطر تحت هذه الراية أو تلك إلى قناعة أن قناة الجزيرة تحمست أكثر مما يجب بحيث لم تعد تختلف كثيرا عن فضائية غزستان..!! مقابل أن العربية تفتحت أيضا أكثر مما يجب بحيث لم تعد تختلف عن فضائية رام الله ستان..!!


وقامت الجزيرة في ~أكثر من مناسبة بما لا يخدم الحمار الوطني الفلسطيني..أقصد الحوار الوطني الفلسطيني لافرق بين قومي جساس والزير وبقية الكومبارس و سكبت على النار زيتا إضافيا خاصة عندما اصطاد الثعلب المعروف أحمد منصور ديك الحبش المنتوف هاني الحسن في برنامجه الشهير وحاصره بأسئلة لزجة مركزة وموجهة باتجاه دحلان وأجهزته ولم يمر على انقلاب يونيو حتى مرور الكرام فكان أن تلجلج الرجل وحشر في زاوية فخبص وقد الثوب وهو أحوج ما يكون إلى رتقه وبالتالي خسر هويته و ماضيه في لحظة، بينما كان أحمد منصور يبدو كمحقق أو مخبر أكثر من كونه مذيعا في قناة محترمة وهو يتلمظ بنهم لالتهام فريسته الساقطة.


لقد هرب من الجزيرة المحتلة بلون واحدعدد لا يستهان به من مذيعيها ومراسليها الكبار من فرط السطوة التي يمارسها الهيكل الإداري والتنفيذي ومن محاولات تجيير القناة وحصرها في نيولوك معين يتناغم مع ميول وقناعات موظفيها الكبار وبالتالي فقد فقدت الجزيرة عذريتها فعلا منذ سمحت للبعض باستدراجها إلى لعبة التمييز بين الألوان وتوزيع الصفات بين عربي جيد وآخر سيء..!!


كان من واجب الجزيرة أن تكون على الأقل محايدة تماما في موضوع غاية في الحساسية.هزنا جميعا وآلمنا ولا تلعب بدمنا المسفوك لعبة قديمة.. غبية من أيام الانجليز والفرنساوية..!!

وكان من مصلحتها الا تنجرف وراء أي من الحكومتين اللدودتين اللتين تتقاذفان بالقرارات والمراسيم النيئة وتلغي إحداهما الأخرى بشكل سخيف ومخز وتكادان تحطمان كل شيء فوق رأس هذا الشعب المقهور الذي كما يقول المثل "لامع سيدي بخير ولا مع ستي بكرامة "..!!

لم نعد نعرف هل العطلة الاسبوعية حسب المرسوم العباسي أم المرسوم الاسماعيلي..؟!!

هل ندفع التراخيص والرسوم والتأمين حسب فرمان عمو هنية أم لاندفع حسب اعفاء عمو فياض..؟!!

ولا ندري هل إذا قدم شهر رمضان المبارك ونحن على هذا الحال هل سيكون امساكنا وافطارنا على تقويم الحرس الرئاسي أم التنفيذية..؟!!

فلا حكومة هنية تريد النزول عن الشجرة المحرمة والاعتراف بأخطائها والاعتذار والرجوع عنها..!!

ولا حكومة عباس تريد أن تتسامى وطنيا ولو مؤقتا من أجل الشعب الواحد على ما فعل الإخوة من أب وأم في غزة..!!

وليدفع الثمن أولا 6000فلسطيني تقطعت بهم السبل على معبر رفح..وليعلم الله من من الشعب يدفع باقي الفاتورة..!!

ولن ينفع بشيء تذاكي السيد مشعل أمام الصحافة والفضائيات بتقديم اعتذار على أقساط عن أخطاء في التفاصيل والممارسات مع كل الاحترام لان الحرام حرام لا حلال فيه والحلال حلال لا حرام فيه..وأسألوا المفتي..!!


لقد قلت دائما أن حسين لن يكون بأفضل من حسن فكلاهما وجهان لعملة واحدة..!!

هذا ليس كرها في أحد وإنما لان ما يفعله حسين الآن هو صورة طبق الأصل لما كان يفعله الحسن.. فنحن الآن نرى من حولنا ونسمع عن زيارات منتصف الليل وضيافات ومداهمات للافراح وممنوعات في قائمة الاغنيات الوطنية من حد يام الجماهير يافتح لحد خيبه وحطت على روسنا..!!


ونعود الى الجزيرة فكلنا يعلم أنها مهما تعاظمت لا تعدو أكثر من فشة خلق مصحوبة أحيانا بشتائم بذيئة من ماركة "زنديق..زبالة.. حقير..عميل.. قذر.. " تدنس أسماعنا وتخرب ذائقة أولادنا ومن ضيوف غير مهذبين وغير متسامحين في اتجاه القاسم " المواكس " ولا ننسى للحظة أنها أي الجزيرة موجهة من قاعدة عسكرية كبيرة بحجم امارة عربية صغيرة الى بلدان عربية ممزقة يستطيع فيها أي جندي أمريكي أن يطأ ذهابا وإيابا أقدس المقدسات دون اعتراض تقريبا..!!


إن حرية الجزيرة الحقيقية مرهونة بالتخلص من إسار القاعدتين العسكرية والرؤى المتعصبة المتطرفة وهذا الأمر يكاد يكون مستحيلا في الوقت الحاضر..ولننتظر ألف عام لنرى هل تتحول الجزيرة إلى سجن إعلامي ديجيتال أشبه بالسجون الإعلامية الكثيرة في الوطن العربي أو تتحول حقا إلى فضاء رحب يتخلص من كل الألوان الشائبة والمتخلفة..!!

توفيق الحاج

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف