أصداء

معجزة التأهل الى الدور النصف النهائي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السؤال الذي تبادر الى ذهني بعد الفوز الرائع الذي حققه المنتخب الوطني العراقي على نظيره الفيتنامي بهدفين للاشيء ضمن الدور ربع النهائي لبطولة أمم آسيا ، ذلك الفوز الذي أهله الى الدور نصف النهائي لأول مرة منذ العام 1976 هو : هل أن ما تحقق يعد معجزة كروية؟


من المؤكد أننا لا نعني الفوز على فيتنام ، بل التأهل الى دور النصف النهائي.
في ظل الوضع الذي يعيشه العراق عموما وكرة القدم خصوصا لا نجد صعوبة في القول أن ما حققه المنتخب الوطني العراقي يعد معجزة ، لكننا هنا لا نريد أن نتحدث عن هذا الوضع ، إذ تمكنت الكرة العراقية بالرغم من النزيف الدامي الذي يعاني منه العراق وبالرغم من الظروف الصعبة التي تعاني منها الكرة العراقية من تحقيق بعض الانجازات خلال السنوات القليلة الماضية منها حصولها على المركز الثاني في أسياد الدوحة والمركز الثاني في بطولة غرب آسيا.


دعونا نلقي نظرة على وضع المنتخب العراقي ونقارنه مع بعض المنتخبات الآسيوية التي شاركت في هذه البطولة فربما ذلك يوصلنا الى الجواب.
تعاقد الاتحاد العراقي لكرة القدم مع المدرب البرازيلي جورفان فييرا قبل بطولة غرب آسيا التي جرت في الأردن باسبوعين فقط في حين أن أغلب المنتخبات الآسيوية الأخرى كانت قد تعاقدت مع مدربيها منذ مدة طويلة.


نضع هذه المقارنة لضرورتها الفنية ، إذ أن وجود المدرب مع الفريق مدة طويلة يساهم في معرفته للاعبين بشكل أفضل وهو الأمر الذي يؤدي الى وضع خطط تتناسب مع قدرات وامكانات اللاعبين وهذا ما لم يحصل مع المدرب فييرا ومع منتخبنا الوطني.


لم تسنح للمنتخب العراقي اقامة معسكرات تدريبية ومباريات تجريبية مثلما سنحت للمنتخبات الأخرى التي اقامت معسكرات تدريبية داخلية وخارجية وخاضت العديد من المباريات التجريبية ، إذ لم يخض المنتخب العراقي تحت قيادة كادره التدريبي الجديد سوى أربع مباريات تجريبية كانت أمام المنتخب الأردني والكوري الجنوبي والأوزباكستاني وهي لا تكفي مطلقا قبل الدخول في معترك بطولة كبيرة كبطولة أمم آسيا.


تعرض المنتخب العراقي لعدد كبير من الاصابات والحرمان خلال مباريات البطولة لا يمكن مقارنتها مع ما تعرضت له المنتخبات الأخرى ، إذ خاض المنتخب العراقي مباراته الثالثة ضمن الدور الأول أمام المنتخب العماني وهو يعاني من نقص أربعة لاعبين من تشكيلته الأساسية. هذا النقص الكبير في التشكيلة الأساسية يعد صعبا ليس على المنتخب العراقي فحسب ، بل على جميع المنتخبات الآسيوية بسبب الفارق الكبير بين البديل والأساسي في هذه المنتخبات ، لكن المنتخب العراقي تمكن من التغلب على هذه المشكلة وخرج متعادلا من هذه المباراة مما أهله لصدارة مجموعته.


لن نتحدث عن تعادل المنتخب العراقي في مباراته أمام تايلاند أو عمان أو حتى فوزه على فيتنام ، لكن من حقنا أن نعد الفوز على منتخب استراليا وبنتيجة ساحقة من المعجزات الكروية التي حققها المنتخب العراقي ، لاسيما اذا عدنا قليلا الى الوراء وتذكرنا النتائج الكبيرة التي حققها هذا المنتخب في كأس العالم الأخيرة.
لا يفوتنا هنا أن نقارن بين الامكانات المالية للاتحاد العراقي لكرة القدم والامكانات المادية للاتحادات الاسيوية الأخرى ، إذ أن الاتحاد العراقي لكرة القدم يعاني من ضائقة مالية أثرت تأثيرا كبيرا على استعدادات المنتخب في هذه البطولة وفي بطولات أخرى ، أما الاتحادات الآسيوية الأخرى ، لاسيما الخليجية منها فهي مدعومة من جهات عديدة يقف في مقدمتها الدعم الحكومي ، لكن اتحادنا وبالرغم الضائقة المالية ساهم في تحقيق هذه المعجزة.


المعجزة الكبيرة التي تحققت يقف وراءها الكادر التدريبي بقيادة البرازيلي فييرا والمدرب رحيم حميد وأحمد جاسم ومدرب اللياقة فرناندو والروح القتالية لللاعبين الأبطال ، والاتحاد العراقي لكرة القدم فشكرا لهم جميعا ، ومبروك للشعب العراقي هذا الانجاز الرائع الذي نتمنى أن يتواصل ليزرع فرحة جديدة في قلوب شعب العراق.

طارق الحارس
tariqalharis@hotmail.com
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف