أصداء

فاجعة وسط الفرح

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل نستغرب الفرحة؟ هل من حق أي إنسان أن يمنع عن الآخرين السعادة؟ هل يجب أن يكون قدر العراقيين المعاناة والعذاب؟ حتى يوم فوز منتخبهم وصعوده إلى المباراة النهائية لكأس آسيا استكثرت عليهم قوى الإجرام والتخريب أن يتناسى العراق همومه ليعيش لحظة دون بكاء ودموع. ولكن من هؤلاء الذين فجروا سيارة ملغومة بين جمع من المحتفلين في المنصور؟ هذا سؤال لا جواب عليه سوى أنهم أناس تجاهلوا إنسانيتهم فنسوا كيف يتصرف بنو البشر ولم يعد يذكروا كيف يشارك الناس أفراح بعضهم البعض.

لقد سمعت بنبأ التفجير في المنصور فأيقنت أن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا من محبي العراق. فلو كانوا ممن عشقوا ترابه وشربوا من مائه لاحتفلوا بنجاحاته أيا كانت تلك الإنجازات ،،، ولكن لماذا نستعجب ونحن نرى كيف يلقي هؤلاء بأنفسهم إلى التهلكة ، ويقتلون النفس التي حرمها الله ، ويأخذون حياتهم بأنفسهم ، فالعجب ليس من قدرتهم التخريبية بل من مقدار الكره والحقد الأعمى الذي يحولهم من بشر إلى أدواة فتاكة ، تقتل نفسها من أجل أن تقتل غيرها.

هل غرض تفجير المنصورة هو قتل وحدة العراق؟! ذلك ممكن ، وإن كان بشكل رمزي ، فنحن على علم بأن المنتخب العراقي يتكون من لاعبين عراقيين من وسطه ،،، شرقه وغربه ،،، شماله وجنوبه ،،، بسنته وشيعته ،،، عربه وأكراده ،،، فهل كان المقصود من وراء التفجير قتل رمز واعد بأن وحدة العراق ستحقق له الازدهار وستؤدي إلى قطف ثمار؟ هل قصدهم وأد الإنجاز العراقي؟ ربما...

هل يمكن أن يكون الغرض من التفجير هو قتل معنوي لإنجازات العراق؟! من المحتمل ،،، فدرب الإنجازات محفوف بالعرق والكفاح ،،، يواجه أصحابها التحديات والصعاب ليقفوا في وجهها بسواعد قوية مفتولة ،،، وصدور عريضة مسؤولة ،،، واثقين في خطواتهم ،،، ثابتين في نظراتهم ،،، ذلك ما يفعله معظم الشعب العراقي كل يوم في صبحهم ومسائهم ،،، حين يخرجون للعمل وفي عودتهم إلى بيوتهم ،،، كل يوم جديد يجلب معه التحديات والصعاب ،،، وفي كل صبح يقدم الشعب العراقي على مواجهة قدرهم متوكلين لا متواكلين. إنجاز المنتخب العراقي هو تأكيد على العزيمة العراقية التي لا تخجل من تقبيل وجنة الأمل. هل حرم هؤلاء تقبيل الأمل؟ أظن ذلك...

أم هل كانوا يودون قتل أمل العراق؟! هيهات!!! غذاء العراق أمل ،،، ماء العراق ندى ،،، هواء العراق شعر وأدب يطفئ ويلات القتل والتفجير ،،، غدا ستستيقظ بغداد على تغريد عصافير مستبشرة وستفتح مكتباتها ويتغنى شعراؤها ويشدو بها من أحبوها وانتموا إليها ،،، هنيئا للشعب العراقي غناء فريقهم للحن الأمل الذي سمعناه يترنم فوق أصوات الطلقات والتفجيرات الخائنة.

وليد جواد
فريق التواصل الإلكتروني
وزارة الخارجية الأمريكية
digitaloutreach@state.gov
http://usinfo.state.gov/ar

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف