حقيقه أسباب انهيار أجهزه أمن السلطه الفلسطينيه أمام حماس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تقرير لجنه تقصي الحقائق بشأن التقصير في أجهزه الأمن التابعه للرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء المواجهات المسلحه مع عناصر حركه حماس في الشهر الماضي في غزه غفل عن حقائق اساسيه لم يتحدث عنها التقريرالذي أذيع على الملأ أهم خطوطه التفصيليه، فمن خلال لقاءاتي مع العديد من القيادات الفتحاويه في الداخل الفلسطيني الذين أرتبط معهم بصداقات متينه منذ أن جمعتني بهم زنازين الاعتقال الصهيوني إبان الانتفاضه الفلسطينيه الأولى، أزعم أن السبب الأساسي في انهيار منظومه الدفاع عن مؤسسات الرئيس الفلسطيني وأجهزه أمنه، يكمن في هشاشه الانتماء الوطني للمؤسسه الأمنيه التي أثقلتها السياسه الأمنيه الفلسطينيه الجديده التي رسمتها لها اتفاقيه أوسلو المجحفه، هذه السياسه الغير وطنيه التي كانت تقدم هدف استهداف فصائل المعارضه الفلسطينيه وأجنحتها العسكريه المقاومه عن هدف التصدي للاحتلال وهجماته المستمره على أراضي السلطه الفلسطينيه مما أوجد حاله من الانفصام النفسي بين الفرد المعبأ أساسا من الانتفاضه التي كان قد غادرها حديثا وبين مؤسسته الوظيفيه الجديده التي خلقها الاتفاق مع العدو الاسرائيلي والالتزامات الأمنيه الثقيله معه، اضافه الى الأداء الداخلي السيىء لقيادات المؤسسه الأمنيه ذاتها والتي أنهكها الفساد بفعل ممارسات العديد من هذه القيادات الذين كانوا يسطون على مقدرات الأجهزه ابتداء من ربطه الخبز التي كانت تصل المقرات وانتهاءا بالاستيلاء على الموازنات التشغيليه لهذه المقرات وعلى راسها كوبونات البنزين..،هذا الأمر هو الذي عزز الشرخ وحاله عدم الاحترام والانضباط بين الرتب الدنيا والرتب العليا..الأمر الثاني كان يكمن في مسأله الانقطاع عن دفع مرتبات الجنود والعناصر بشكل منتظم الأمر الذي دفع الضباط الصغار الى محاوله التعويض عن ذلك إما بالانضمام الى ميليشيات ومسميات المقاومه التي كانت تستظل بظل ودعم حركتي حماس والجهاد اللتان كانتا تصرفان مبلغ مائه دولار شهريا لكل مقاوم وهو الأمر الذي أوجد ازدواجيه في الانتماء بين المؤسسه التي يراسها ضباط فاسدين ولاتدفع المرتبات بانتظام وبين المؤسسه المقابله التي تمنح صفات المجد والفخار لمنتسبيها باعتبارها مؤسسه مقاومه والتي كان العنصر يتلقى منها ما يسد به رمقه من مخصص مالي..
الكارثه الحقيقيه بالنسبه " لفتح" وقعت عندما حصلت المواجهات الكبرى.. وبعد أن تأكد للكثيرين من العناصر والضباط أنهم سيموتون في معركه داخليه دفاعا عن شخوص ورجال لا يتمتعون بالمصداقيه الوطنيه في عيون جنودهم..- ولا داعي لتسميتهم - وليس لصالح المؤسسه الشرعيه، هنا قرر غالبيتهم عدم خوض المعركه.. بل وأكثر من ذلك الاستفاده ماليا من أجواء وظروف المعركه..كيف (!؟)، وللتأكد من هذا الطرح فلنأخذ المثال التالي الصارخ: ذكر ضابط صغير ملثم في احدى اللقاءات لاحدى الفضائيات العربيه: أنه استلم هو وأفراد سريته المكونه من ثماني عناصر حوالى خمسه آلاف رصاصه تمكنهم من الدفاع بفعاليه عن نقطتهم العسكريه،.. ولكن بحسبه ماديه صغيره، وبما أن ثمن الرصاصه في غزه وصل آنذاك ولايزال الى أربعه دولارات ( 16 شيكل) للرصاصه الواحده، فمعنى هذا أن الضابط هو ومجموعته وقعوا على ثروه ماليه تقدر ب عشرين ألف دولار =( 4دولار*5000 رصاصه) ولو تم توزيعها على كل عنصر من الأفراد الثمانيه بعد بيعها لكان نصيب كل فرد منهم مايربو عن ألفين وخمسمائه دولار..وهذا ما حدث فعلا.. فلم يقاتل الشباب واحتفظوا بالرصاص ليبيعوه بعدها في السوق السوداء وأغلب الظن أن الرصاص المباع قد اشتراه أعضاء من كتائب القسام أنفسهم ومن الجهاد الاسلامي..!
بهذه الحسبه وعلى أساسها لم يدخل جنود الرئيس محمود عباس المعركه..هذا يعني أن حماس كسبت المعركه مرتين، الأولى بالحسم العسكري السريع والثانيه بالسيطره على أغلب سلاح وذخيره أجهزه أمن الرئيس الفلسطيني إما بمصادرتها ميدانيا من العناصر الأمنيه اثناء السيطره على المقار أو بشراء ما بيع منها في السوق السوداء خاصه من السلاح الذي لم ُيقاتل به أصلا..
إن الدرس الأساس في كل هذا هو أن من يزرع الهواء الفاسد قد يحصد الرياح التي لا تشتهيها السفن !..، فمن زرع العنف والفلتان والفساد يحصد الخوف والارتجاف وهشاشه الانتماء، ومن يزرع الكرامه والعدل يحصد الانتماء والانضباط والطاعه،ولا نستثني من ذلك عنصر الدين كمحفز أساسي وهام وخطر من محفزات الثقافه الوطنيه المقاومه في مجتمع فلسطيني مسلم يخضع ولا يزال لأبشع هجمه عنصريه تلموديه احتلاليه من قوى البغي الاسرائيلي الغربي الحاقده، وهو العنصر الذي تسلحت على أسسه ومضامينه كتائب القسام في معركتها الأساسيه مع الاحتلال والاستثنائيه الداخليه مع من تقول عنهم أنهم (أذنابه ومخلفاته) في أحد تيارات حركه فتح الكبيره والمتشعبه..
نعم.. لا مواطنه بدون انتماء.. ولا انتماء بدون وطن يكفل لمواطنيه الحد الأنى من الكرامه ولقمه العيش.. أن الانتماء للمؤسسه هو جزء من الانتماء للوطن والأمه.. فإذا تفكك هذا الانتماء لسبب مـا..فلنقرأ السلام على الوطن والمواطن..هذا ما أدى لما حدث في نكبه عام 67 بعد أن كشفت التحقيقات التي اعقبت الهزيمه عن مدى تغوّل أجهزه أمن و مخابرات الرئيس الراحل عبد الناصر وولوغها في تدمير الكرامه الوطنيه للمواطن المصري بل و العبث بأعراض الناس وممتلكاتهم تحت قياده المشير عبد الحكيم عامر آنذاك، ويبدو أن مثيل ذلك بالضبط هو الذي أدى لكل ماحدث أخيرا عقب وأثناء المواجهات مع حركه حماس على نحو مصغر.. لهذا ولكل ذلك نتساءل..هل يحق للكاتب الصهيوني الأمريكي المحافظ " روبرت ساتلوف" والمقرب من رايس واولمرت أن يشبه في مقالته الأخيره واقعه سيطره "حماس" على مقارأجهزه أمن الرئيس محمود عباس ب ( حرب الأيام السته الثانيه )..!!؟؟، سؤال.. أخجل أنا المواطن الفلسطيني من الإجابه عليه..!
علاء الصفطاوي
* كاتب اسلامي مستقل