أصداء

خطأ ربط سمعة وكرامة الوطن بكرة القدم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أولا ً أعتبر نفسي مشجعا كرويا محترفا منذ 30 عاما، وليلة مباراة العراق والسعودية لم أستطع النوم بسبب القلق، وبعد انتهاء المباراة بكيت عدة مرات متأثرا بالمشاهد العاطفية لاحتفالات الجماهير، والغريب انه حتى عند إعادة عرض المباراة كنت أشعر بنفس مشاعر الخوف والغضب والفرح رغم معرفتي بنتيجة المباراة.
ولكن ما يخيفني جدا هو هذا الربط مابين سمعة وكرامة الوطن ونتائج فريق كرة القدم، فمن الخطأ جدا ان يتم اختزال تاريخ الوطن وحضارته وشعبه بأقدام لاعبي كرة القدم.
كرة القدم هي مجرد لعبة لاأكثر ولاتعتبر نتائجها مهما كانت كبيرة منجزات حضارية مدعاة للتفوق الحضاري والفخر الوطني، فعلى سبيل المثال دولة البرازيل بأعتبارها اقوى دول العالم بكرة القدم هذا التفوق لايعني ان الشعب البرازيلي هو افضل الشعوب، فالبرازيل يظل شعبا متخلفا تنتشر فيه المافيا والمخدرات والرقيق الابيض والجهل والامية، بينما اليابان دولة مستواها عادي بكرة القدم قياسا الى البرازيل ولكن اليابان تظل دولة حضارية صناعية لديها كل مقومات الرخاء والرفاهية والتقدم.
لاأدري كيف نربط سمعة وكرامة الوطن بأقدام لاعبي كرة القدم ونحن نعرف ان غالبية لاعبي كرة القدم في كل انحاء العالم هم من الفاشلين في الحياة والدراسة ومن الجهلة والاميين؟.
وانه لشيء خطير ان يصبح القدوة النموذجية في المجتمع لاعب كرة القدم وليس المفكر والعالم والفنان المبدع... اذ ان أضفاء الأهتمام الزائد بلاعبي كرة القدم اعلاميا وجماهيريا وتكريمهم رسميا هو ضرب لسلم القيم والأولويات في الحياة.
ان نقدي هذا للإهتمام الزائد بكرة القدم لايتناقض مع حبي للكرة، وانما هو محاولة لضبط المشاعر وجعلها في اطارها الواقعي الطبيعي، فكم أتمنى ان تظل كرة القدم في ضمن حجمها الحقيقي مجرد لعبة ترفيهية بعيدا عن التسيس والأستثمار وربطها بسمعة وكرامة الوطن.
kodhayer@netzero.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف