رايس وفرص السلام في منطقة ملتهبة...!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
المرحلة المليئة بالفرص التي تحدثت عنها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والتي "آن الأوان لاغتنامها وعلينا التقدم بحذر لأننا لا نريد تفويت هذه الفرص بسبب نقص استعدادنا"، وفقا لتصريح الدكتورة رايس في تل أبيب.
إن هذه المرحلة تنطوي على الكثير من الدلالات الواجب التوقف عندها، والتمعن في اسلوب اجتراح السلام منها في وقت تلتهب فيه المنطقة من العراق إلى فلسطين ولبنان، و تتزايد احتمالات المواجهة العسكرية الأميركية - الإيرانية، إضافة إلى التصدع الأمني في باكستان، واستمرار القلاقل في أفغانستان.
عندما أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش عن "الدعوة إلى مؤتمر للسلام في الخريف"،سارع الناطق باسم البيت الأبيض إلى الحديث عن "عدم تعليق أمال كبيرة على هذا المؤتمر"، الذي يجول بشأنها رايس على المنطقة،في هذا الوقت كانت الأراضي الفلسطينية تغرق في حمام دم،بينما العراق يتشظى تحت وقع السيارات المفخخة والمجازر اليومية، إما لبنان الذي يعيش واحدة من أكثر مراحل تاريخه انقساما لم يخرج من الاختبار الصعب الذي وضع فيه جيشه في نهر البارد، وهو الجيش الذي ان يتولى زمام الامن في البلاد في حال تدهورت الاوضاع في هذا البلد، في وقت تزاد صورة الوضع السياسي سوداوية.
في المقلب الاخر حسمت كل من سورية وإسرائيل أمر المفاوضات بينمها،ووضع كل فريق شروطه،اضافة إلى الاعتراض السوري على المؤتمر الدولي الذي دعا اليه بوش.
أمام هذه الصورة القاتمة لا يمكن الحديث عن "اغتنام فرص للسلام في المنطقة"، فالاشارات التي يمكن البناء عليها غير متوفرة في وقت يزداد الوضع سوءا في المناطق الملتهبة، فاذا لم يحسم امر الانتخابات الرئاسية في لبنان كيف ومن سيمثل هذه الدولة في مؤتمر السلام في الخريف؟ و هناك ايضا الانقسام الفلسطيني،خصوصا و ان حكومة الرئيس محمود عباس لا تسيطر على كامل المناطق الخاضعة للسلطة الوطنية،فمن سيحاور الاسرائيليين؟ ولمن ستكون الكلمة الفصل فلسطينيا؟ واذا اتفقت حكومة ابومازن مع اسرائيل ما الثمن الذي ستدفعه غزة والضفة الغربية في هذا الشأن لتطويع "حماس"؟
في كل ذلك اين ايران بتحالفاتها مع اطراف عدة اضافة الى مصالحها في المنطقة ؟ وهل ستكون في افغانستان غير ماهي عليه في العراق؟ بينما الطرف الاوروبي بدأ يبحث عن دور جديد،وبخاصة فرنسا التي عادت الى ممارسة دور ما في لبنان، وفي الوقت ذاته هناك المصلحة الروسية في المنطقة التي بدأت تستعيد دورها،اكان من البوابة الايرانية او البوابة السورية،اضافة الى المصلحة الصينية التي اضحت منطقة الشرق الاوسط شريكا اقتصاديا مهما لها.
حديث كوندوليزا رايس عن "اغتنام الفرص الان" اشبه بحديثها صيف العام الماضي عن"ولادة شرق اوسط جديد" من دخان القنابل الاسرائيلية التي كانت تحصد مئات الابرياء اللبنانيين، فهل "المخاض العسير الذي تحدثت عنه عام 2006 انتهى وولد الشرق الاوسط الجديد؟
ان المؤتمر الدولي الجديد الذي تسوق له الادارة الاميركية يبدو في مجمله بداية حملة علاقات عامة تسبق الانتخابات الرئاسية التي بدأت الحملات لها منذ الان،لكن هل تحتمل المنطقة كل هذا الاوهام حتى نوفمبر من العام 2008؟ وهل ستكون الادارة الجديدة في البيت الابيض في العام 2009 من الحزب نفسه الذي تتألف منه الادارة الحالية،وعندها تلتزم تنفيذ الوعود التي ستقطع لدول المنطقة، ام اننا امام تهيئة لحمامات دم جديدة في المنطقة ؟ لقد سئمت الناس كل هذه التجارب وتريد العيش بسلام وليس وهم السلام.
Hasana961@yahoo.com