أصداء

إيران... كطاعمة الأيتام من كد فرجها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يسعى النظام الإيراني وكوسيلة دعائية لتلميع صورته أمام المجتمع الإسلامي، لإظهار نفسه بأنه نظام فعال للخير مهتم بشؤون المسلمين والشيعي منهم تحديدا، محاولا بذلك كسب ود الرأي العام العربي، الذي يتصف بالبساطة والتأثر الشديد بالدعاية الممنهجة التي تلامس عواطفه، من جهة، ومن جهة أخرى تحقيق أهدافه المرسومة حسب سياسية الاستغفال واللعب على ورقة القضايا التي تشكل لب اهتمام الشارع العربي ومنها على سبيل المثال القضية الفلسطينية و المقاومة اللبنانية وحق سوريا في استعادة الجولان،و مشاعر الكراهية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
هذا بالإضافة أيضاء إلى معزوفته القديمة الجديدة أي ما تسمى، الدفاع عن مظلوميت الشيعة، حيث أصبحت هذه النوتة هي الأكثر إيقاعا في المعزوفة الإيرانية بعد احتلال العراق الأمر الذي ساهم وكما هو ظاهر باشتعال الصراع الطائفي في هذا البلد الذي لم يسبق أن عاش صراعا طائفيا طوال تاريخه كما هو حاصل الآن.
لقد جعل النظام الإيراني صوت معزوفته على هذه الأوتار تعلو جميع معزوفاته الأخرى، حتى انه أدخل في أذاهن الكثير من ألبلها العرب أن مشروعه النووي الذي يسعى لإكماله إنما يهدف من ورائه إلى امتلاك القنبلة النووية لضرب " إسرائيل"!. وهذه الدعاية وأمثالها لم يتم نشرها من خلال الوسائل الإعلامية المعهودة طبعا وإنما يتم نشرها عن طريق سماسرة و دهاقنة متمرسين بفن اللعب على عواطف البسطاء والبلهاء، وبالطبع من بين هؤلاء أصاحب عمائم، سوداء وبيضاء، و أصحاب لحاً طويلة و كتّاب و إعلاميين و رؤساء منظمات وأحزاب ينتمون إلى مختلف الأفكار والتيارات، وهؤلاء يقومون بدور المعلن والمنفذ للمشروع الإيراني وذلك كله طبعا مقابل ثمن. ومثال على ذلك نجد أن إيران التي تدعي أنها تعاني من نقص في الطاقة الكهربائية وان مشروعها النووي الجاري العمل به إنما هو من اجل إيجاد وقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية (علماً إن إيران لا تمتلك لحد الآن محطة واحدة تعمل بالوقود النووي )، ولكن مع ذلك نجدها تمد الكثير من المناطق في شمال العراق والتي يسيطر عليها حلفائها من المتمردين الأكراد بالكهرباء، وكذلك تفعل في جنوب العراق فهي تمد مناطق عديدة في محافظات ميسان والبصرة بالكهرباء حيث تقع تلك المناطق بيد المليشيات الموالية لها، ويتم ذلك طبعا تحت عنوان مساعدة الشعب العراقي. علما أن المناطق الحدودية( في الأحواز و محافظة كردستان الإيرانية ) التي يتم عبرها مد الكهرباء إلى الجانبي الآخر هي مناطق تعاني أصلا من نقص حاد في التيار الكهربائي إلا أن النظام الإيراني لا يعير اهتماما لذلك و يأخذ من حصة هذه المناطق ويعطيها لمرتزقته في الجانب الآخر وذلك من اجل تحقيق مكاسب إعلامية وسياسية على حساب حاجة مواطنيه.
وهناك أمثلة عديدة أخرى أيضاء، فنجد أن إيران تتبرع وبسخاء مذهل لأعمار مناطق القوى الموالية لها في لبنان والتي تدمرت بسبب حرب العام الماضي بين حزب الله و( إسرائيل) حتى أن زعيم حزب الله حسن نصر الله قد قال أن حزبه سوف يعيد إعمار تلك المناطق بأموال " نظيفة " حسب زعمه، وحين سئل عن مصدر تلك الأموال قال أنها من تبرعات مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي و من تبرعات خزينة مقام إمام الشيعة الثامن علي بن موسى الرضا الموجود في مدينة مشهد.
علما أن مدينة بم الإيرانية التي لحق بها دمار هائل جراء الزلزال الذي أصابها قبل نحو ثلاثة سنوات ما تزال كما هي ولم يتم إعادة إعمارها رغم أن النظام الإيراني قد تلقى مساعدات مالية كبيرة جدا من المجتمع الدولي تكفي لأعمار المدينة مرتين ولكنه لم يفعل. كما لا تزال عشرات المدن و آلاف القرى في إقليم الأحواز و المناطق الإيرانية الحدودية مع العراق والتي لحق بها الدمار جراء حرب الثمانية سنوات وعلى الرغم من مضي أكثر من سبعة عشر عاما على انتهاء الحرب إلا أن تلك المناطق ما تزال بدون إعمار ولم يتم حتى تنظيفها من الألغام وغيرها من المخلفات الأخرى التي تحصد سنويا أرواح إعداد كبيرة من الرعاة والمزارعين الأبرياء من أبناء تلك المناطق.
يعمل النظام الإيراني وبسخاء حاتمي غير معهود في الثقافة الفارسية على بناء الحوزات العلمية (الدينية) في سورية ولبنان وباكستان والعراق ( مؤخرا ) و أفغانستان وغيرها، وذلك بحجة نشر مذهب و وفقه أهل البيت حسب زعمه، متناسياً الأرقام المذهلة التي تنشرها وزارة التربية والتعليم والكثير من المراكز التعليمية الإيرانية الأخرى والتي تتحدث عن حاجة عدد المناطق والقرى في المحافظات والمدن الإيرانية إلى المدارس. حيث ما تزال اغلب تلك المناطق تفتقد إلى المدارس أو أن المدارس التي فيها لا تصلح لتكون زريبة لبهائم فما بالك بمدرسة. فاغلب قرى إقليم بلوشستان تفتقد أصلا إلى مدارس والحال هو كذلك في مناطق التركمان في الشمال الذين اغلب مناطقهم لم ترى نور الكهرباء بعد.
أما في الأحواز وبحسب الإحصائية التي نشرتها مديرية التربية والتعليم في الإقليم قبل عامين فقد أكدت تلك الدراسة أن اغلب مدارس الأحواز عمرها يتجاوز الأربعين عاما وان مدارس اغلب قرى وأرياف الأحواز فهي أما من خيام و أما أكواخ طينية و تفتقد لدورات المياه والإنارة الكهربائية. وهذا حال المدارس في اغلب مناطق الأقليات الغير فارسية وكذلك المناطق الفارسية النائية.
النظام الإيراني ومن اجل غايات دعائية و سياسية بحتة يعلن بين فترة وأخرى عن قيام منظماته( الإنسانية )، كمنظمة الهلال الأحمر وجمعية الإمام الخميني الخيرة وغيرها من الجمعيات الأخرى، بالتبرع للمتضررين والمعوزين في جنوب السودان وجنوب لبنان وجنوب العراق وغرب أفغانستان ومناطق أخرى في القوقاز وجنوب آسيا، فيما يتجاهل هذا النظام الفقراء والمعوزين من أبناء الشعوب الإيرانية الذين ما يزال اغلبهم في مناطق الشرق والجنوب الغربي يطحن نووا التمر ليصنع منه خبزا.
يتبرع النظام الإيراني لإنشاء المستشفيات والسكك الحديدية دعم نظام كرزاي في أفغانستان وكذلك يعمل على إنشاء مشاريع عديدة أخرى في شمال وجنوب العراق وفي بعض مناطق لبنان، وكلها مشاريع معروفة الغاية و الأهداف، ولكنه يتجاهل العمل على حل مشاكل البطالة في المجتمع الإيراني الذي تعج شوارع مدنه الكبرى بالشحاتين.
فبحسب الإحصائية التي أعلنها مدير دائرة الشؤون الاجتماعية في محافظة طهران قبل اقل من أسبوعين، فان أكثر من %12من الشحاتين الذين تم القبض عليهم هم من حملة شهادة الثانوية العامة و مافوق.
وقد أضاف المسؤول الإيراني المذكور،أنه ومنذ بداية السنة الإيرانية الجارية ( التي تبتدي في الواحد وعشرين من آذار) ولغاية الشهر الماضي تم القبض على ألف وستمائة وخمسة وستون شحاذا في مدينة طهران وحدها، منهم، ألف وأربعمائة وسبعة وثلاثين رجل، ومائتين واثنين وتسعون امرأة، والباقون منهم أطفال إناث وذكور. وان أعمار اغلب هؤلاء الشحاتين تتراوح بين 32 و41 عاما، كما أن حوالي %23 منهم من المتعلمين وحملة الشهادات، وان نسبة %20 منهم يحمل شاهدة المرحلة المتوسطة و%12 منهم حاصل على شاهدة الثانوية وما فوق، كما أن %91 منهم يتمتعون بصحة جسمانية وعقلانية كاملة.
هذه الحالة المذهلة إذا ما أضفنا إليها أرقام ضحايا الجرائم البشعة و ضحايا مسلسل الإعدامات الجماعية الجارية في إيران، بالإضافة إلى أعداد السجون و أرقام المسجونين، عند ذلك سوف يتبين لنا أي متجمع يدير قادة نظام الملالي في إيران.
فمن الأحق بالتبرعات السخية التي يعلن النظام الإيراني، ومن الذي يستحق أن تبنى قراهم ومدنهم وتحل مشاكلهم المعيشية و الخدماتية، أهم أبناء الشعوب الإيرانية أم الجماعات والمليشيات المرتزقة التي تعمل على دمار أوطانها ومجتمعاتها خدمة للنظام الإيراني؟.
رئيس المكتب السياسي لحزب النهضة العربي الأحوازي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف