أصداء

الى متى يحول البنتاغون العراق ساحة إختبارات؟!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الى متى يحول البنتاغون العراق وأهله "ساحة إختبارات" لأسلحته الجديدة؟!!

يبدو ان لا حدود لإستهتار البنتاغون الأمريكي بحياة الآخرين، من غير الأمريكيين، مؤكداً أكثر فأكثر بأن جل ما يهمه هو "حماية " أرواح جنوده لا غير، ولا يتوانى في سبيل ذلك عن إستغلال أراضي الآخرين وحتى شعوبها لتجريب أسلحته الجديدة عليها.
فلم يعد سراً ان البنتاغون حول أرض العراق وشعبه الى " حقل تجارب"، وإختبر هناك سلاحه الجديد (اَنذاك)- ذخائر اليورانيوم المنضب، لأول مرة في ميادين القتال " الحية"، وتأكد من فاعليته الحربية، خاصة تدميره لدروع " العدو"، وفتكه بالعدو، غير مبالياً بما سببه للمدنيين من فضاعات صحية وبيئية، لكون السلاح مصنع من النفايات النووية، ويفتك ويدمر لحظة إنفجاره بفضل خاصيته الإشعاعية وسميته الكيميائية. فما سببه، ويسببه سلاح البنتاغون، للآخرين، لا يدخل في حساباته إطلاقاً، فقادته لا يملكون ذرة من الضمير والأخلاق الإنسانية، وهو عارف أن لا أحد قادر على محاسبته في عالم اليوم، ولا أحد قادر على مواجهته وإيقافه عند حده. ومن هنا، واصل تطوير فاعلية أسلحته الفتاكة أكثر في الحرب ضد أفغانستان، وأكثر وأكثر في حربه الأخيرة ضد العراق في عام 2003.
وها هو يجرب اليوم سلاحاً جديداً في ميادين القتال " الحية"، وفي العراق أيضاً، مع أن عراق اليوم ليس عراق الأمس، أي أنه "ليس عدوه" هذه المرة- كما يزعم الرئيس الأمريكي جورج بوش.
السلاح الجديد- وفقاً لتقرير واف عنه، نشرته وكالة " الملف برس"، في 4/8/2007، هو سلاح مخصص للإبادة، وهو عبارة عن روبوتات مسلحة، أنتجها الجيش الأمريكي لتدخل ساحة الحرب، وأسماها "السيوف"، تـُرسَل في مهمات استكشاف عن بعد، وتـُدار من خلال نظام كومبيوتري، وتـُستخدم فقط في الأماكن المميتة بالنسبة للجنود.
كان فيلق المشاة الثالث الأمريكي قد مـُنح الفرصة- بحسب مجلة "الدفاع الوطني" الأميركية- للقيام بالاختبار الأول لهذا النوع من الأسلحة في ساحة الحرب، ووصلت 3 وحدات الى العراق في نيسان/أبريل الماضي.
وروبوتات "السيوف" مصممة لمواجهة مهمات المعارك ذات المخاطر الجمة - كما أوضح ذلك الجيش الأميركي في بيانات أصدرها بهذا الخصوص. ويقال أنها لم تطلق أسلحتها على أحد حتى الآن (أي أنها لم تستخدم فعلياً في القتال)، لكن مدير البرنامج يؤكد أن النتائج كانت جيدة جداً بحيث طلب الجيش الأميركي 80 قطعة سلاح منها. ولحد الآن أبلغ مدير برنامج حرب الروبوتات بالحاجة الى 3 وحدات لاستخدامها في مهمات الخداع ودوريات الشارع.
بينما تذكر شبكة "عراق سلوغر" أنّ الجيش الأميركي يستعمل هذه الروبوتات في أرض المعارك الحقيقية منذ سنوات، وأن "السيوف"، أي جيل الروبوتات المسلحة الجديدة، هي تكييف لمدفعية الرمي ذات المخلب الآلي، التي بدأ الجيش استخدامها لأول مرة في (البوسنه) سنة 2000.
وقد إستخدمت أسلحة روبوتات المخلب في آلاف المهمات في العراق في عمليات التحرّي، ولتحييد قنابل الطريق IEDs وإعطابها. لكنّ الروبوتات الجديدة التي جرى تكييفها تحمل بندقية M249 الآلية، إضافة الى معداتها الأخرى. و"السيوف" الروبوتية، التي هي تعديل لروبوتات (المخلب) بصيغة الدمج بين الجيلين، جرى تحسينها سنة 2005، وخطط الجيش الأميركي لاقتنائها ووضعها في الخدمة المسلحة في العام المذكور، لكنَّ الاهتمامات الأمنية تطلبت إجراء تغييرات بسيطة على التصميم. بينما يؤكد نوح شاجمان، الذي يعمل في ما يسمى بغرفة الخطر الخاصة بهذا المشروع، أنّ المكائن لديها ميل للخروج عن السيطرة احياناً، وهذا ما يشكل احتمالية مخيفة من الإنسان الآلي المسلح. وفي ملاحظات سجلها عن سلوك الروبوت، يقول: "في الماضي، كانت علامات صغيرة تبقي الروبوتات غير قادرة على تنفيذ الأوامر لحوالي ثماني ثوان؛ وهو تأخر هام أثناء المعارك. اما الآن فإن جيل السيوف الآلية سوف لا يعمل بأمر القيادة ما لم يستلم أوامر مباشرة. إن عمليات التسليح بأجزائها الثلاثة، وباجراءات أمان بشرية والكترونية، كانت امراً ضرورياً قبل أن يطلق الروبوت المسلح النار. ومن المهم الآن ان هذه الآلات مزوّدة بمفاتيح القتل، في حالة أي تصرف شاذ.
ويسمّي ستو ماكنيسن- مراسل مجلة "الدفاع الوطني" الأميركية- هذا النوع من السلاح بالتقنية المنقذة للحياة. وينقل عن مايكل زيكو- مدير برنامج السيوف قوله: "إنّ الجنود الذين كانوا يستعملون الروبوتات المسلحة أحبوها، وقد سمعتهم يذكرون تعليقات إيجابية بشأن فعاليتها. لهذا طلبوا 20 قطعة بشكل فوري. والشيء المؤسف أننا لا نستطيع توفيرها لهم".
إن الروبوتات الثلاثة المسلحة التي تحمل البندقية M249 والتي يـُسيطر عليها من بُعد، قد يزيد على 1500 متراً بواسطة محطات طرفية، موجودة في العراق منذ شهر نيسان/أبريل 2007. وبعد 3 سنوات من التطوير في مركز بحوث التسلح والتطوير والهندسة، التابع لمؤسسة (سلاح بيكاتيني)، تم التصديق رسمياً على استعمالها في المعارك خلال شهر حزيران/يونيو الماضي.
يقول جون سيتا- المستشار في مؤسسة العمل الاستشاري الذكي، واللواء العسكري في احتياطيات سلاح البحرية، الذي تم تدريبه كمعلم في التكتيكات والأسلحة: "في أي وقت نستخدم فيه هذه التقنية لحماية روح الجندي فان الروبوتات تستحق كل سنت صرف عليها". ويقول المقدم وليام وكنز- الناطق باسم مكتب مساعد مدير اكتساب التكنولوجيا والمعدات اللوجستية في الجيش الأميركي:" إن 80 قطعة عسكرية من الروبوتات المحسنة تحت الطلب العاجل في الوقت الحاضر، والتي تتضمن تصميماً آلياً للتكنولوجيا السريعة في حفظ الحياة في ساحة الحرب، ينتظر أنْ تحدد تمويلاتها في السنة المالية 2006-2007". ويؤكد ويكنز لمجلة "الدفاع الوطني" الأميركية:" مع أنّ روبوتات السيوف ليست مسجلة كبرنامج رسمي في الوقت الحاضر، فإن الجيش وقع اتفاقية مع مكتب المشروع المشترك للنظام الآلي لتمويل البرنامج الذي يحتاجه الجيش".
محللو اخبار "الملف برس"، الذين أعدوا التقرير المذكور، حذروا المواطنين العراقيين، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين يعيشون في المناطق الملتهبة، من مغبة عدم الانتباه الى الروبوتات الصغيرة الآلية المسلحة التي قد تدخل البيوت، والمزارع، وتتسلق السلالم، وصولا الى الطوابق العليا في العمارات السكنية والمباني. فالأمريكان اتخذوا من العراق "ساحة اختبارات" لأسلحة مستقبلهم، كما استخدموها في البوسنة. إنهم يعتبرون الأوطان مختبرات لعلومهم وتكنولوجيتهم العسكرية المدمرة. وأية دولة، إذا ما ارادت استخدام أي جهد لتطوير إمكاناتها الدفاعية، سترمى بألف ألف قنبلة، تحت لافتة "معاداة حقوق الانسان"، و"السعي لتدمير الحضارة الغربية"، و" تدمير إسرائيل"، وما الى ذلك من مزاعم مفضوحة.
والأكيد- نضيف- الأكيد ان ضحية تجريب السلاح الجديد في العراق هم المدنيون الأبرياء، قياساً بما سيسقط به من الإرهابيين. وعندئذ سيكرر البنتاغون تبريراته المعسولة:" حصل بالخطأ"، وكان المقصود" العدو"، وليس المواطنين العاديين".. مثلما قال عن قنابله " الذكية"، أعوام 1991 و 1998بأنها "تصيب الهدف مائة بالمئة"، بينما ثبت أنها "غبية" بنسبة 90 بالمئة، ولم تسقط على رأس صدام وجلاوزته، بل سقطت على بيوت المدنيين، وأصابت المستشفيات، والمدارس، والمخابز، ومحطات تصفية المياه، والكهرباء، وأهلكت الآلاف من الأبرياء!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف