حزب الله... من المقاومة في لبنان إلى جلد المقاومين في إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تابعية حزب الله للنظام الإيراني لا تحتاج إلى أدلة أو براهين تقدم من خلال مقال أو وثيقة سرية أو تقارير مخابراتية، فقيادة الحزب قد رفعت ومنذ زمن طويل عناء البحث عن كاهل المهتمين في هذا الأمر وقالتها بصراحة أنها تأتمر بأوامر إمام الأمة (الخميني) ومن ثم سلفه ولي أمر المسلمين (علي خامنئي). ومال لا تقله قيادة حزب الله قاله الإيرانيون أنفسهم، أن حزب الله و الذي كان شعاره ولغاية عام 1992م (حزب الله الثورة الإسلامية في لبنان) هو جناح الثورة الإيرانية واحد مواقعها المتقدمة، وقد تردد مثل هذا الكلام ولأكثر من مرة على لسان المؤسس الحقيقي لحزب الله الشيخ "علي اكبر محتشمي بور" احد ابرز الراديكاليين الذين تبوء مناصب مهمة في النظام الإيراني، حيث قام بتأسيس حزب الله يوم كان سفيرا لبلاده في دمشق عام 1982م حينها كانت السلطات السورية تخوض حربا طاحنة مع جماعة الأخوان المسلمين وكانت تتوجس من ظهور أي حركة إسلامية جديدة، فحينها لم تكن تتواجد على الساحة اللبنانية أي حركة إسلامية، فجميع الحركات الفلسطينية واللبنانية كانت علمانية وجميعها كان مواليا لسوريا تقريبا (ما عدى حركة فتح أبو عمار) ولم يكن لسوريا أي تجربة في التعامل مع الحركة الإسلامية حيث لم تكن تظهر بعد حركة الجهاد أو حماس أو غيرها من الحركات الإسلامية التي أصبحت من حلفاء سوريا، وكانت الحركة الوحيدة التي يتزعمها رجل دين هي حركة" أمل " بقيادة موسى الصدر وكان من حلفاء دمشق وكان الرجل قد نحى بحركته منحى الحركات العلمانية المتواجدة على الساحة اللبنانية. لهذا فان وجود حركة دينية متطرفة في الساحة اللبنانية كان أمر جديد ويثير التخوف لدى النظام السوري، خصوصا وان هذه الحركة قد جاءت ولادتها على يد نظام غير عربي ولديه نزعة دينية راديكالية ومخطط توسعي فهذا النظام وان كان قد أعلن تحالفه مع سوريا إلا انه كان في بدايات حكمه ولم تكن الأمور قد استقرت في إيران بعد حيث صراع الأجنحة كان على أشده آنذاك ولهذا حاولت سوريا في بداية الأمر منع تكوين تنظيم موالي لايران في لبنان، لذا فقد بعثت برسالة غير مباشرة لعلي اكبر محتشمي لثنيه عن قراره تشكيل حزب الله، وذلك من خلال إرسال المخابرات السورية طردا بريديا ملغوما له (حسب ما كشف عنه بعض المنشقين من الحرس الثوري الإيراني الذين عملوا في لبنان)إلا أن الأخير حالفه الحظ و لم يمت غير انه قد بترت أحدى يداه.
وعقب الإعلان رسميا عن قيام حزب الله جرت احتكاكات بين القوات السورية العاملة في لبنان والحزب ردت عليها السلطات السورية بفتح النار على عناصر من حزب الله كانوا يصلون في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد في الضاحية الجنوبية في بيروت وقتلت أكثر من عشرين عنصرا منهم مما زاد من توتر العلاقات بين محتشمي وحزب الله من جهة والسلطات السورية من جهة أخرى. إلا أن ضعف مواقع تيار محتشمي في النظام الإيراني وانتهاء مدة سفارته في دمشق أصبح زمام حزب الله بيد الدائرة المحيطة مباشرة بالخميني والتي كانت تربطها علاقات حسنة مع النظام السوري تعود إلى فترة السبعينيات، ولهذا تمكنت تلك الدائرة من تغير مسار العلاقة بين حزب الله وسوريا ليصبح الحزب فيما بعد من اقرب المقربين لدمشق واحد أياديها الباطشة في الساحة اللبنانية مع المحافظة على ولائه الأول و الأخير لطهران.
حزب الله وبعد انسحاب قوات ألاحتلال (الإسرائيلي) من الجنوب اللبناني، نتيجة لاتفاقيات إقليمية ودولية بعضها سرية وأخرى علنية (كتفاهم نسيان الذي أعقب عمليات عناقيد الغضب) بالإضافة إلى الضربات التي كان يتلقاها من المقاومين اللبنانيين، فقد أصبح حجمه(حزب الله) اكبر من الدولة اللبنانية حيث سجل انسحاب قوات الاحتلال نصرا له ولإيران وليس للشعب اللبناني ومقاومته البطلة، وبات ذكر الحزب بكلمة نقد تعد كفر لا يغتفر وأصبح ما يكتب عن تصرفات الحزب الهمجية في الساحة اللبنانية أو ما يكتب عن تابعيته لايران وعملياته الإرهابية التي نفذها بأوامر إيرانية، سواء منها تلك التي نفذها ضد معارضين إيرانيين في الخارج أو خطفه للطائرات و أخذه الرهائن من المدنيين وتهريبه المخدرات أو غيرها، فمن يذكر هذه التصرفات يعد معاديا لايران وللمقاومة وعميلا لإسرائيل! أو انه يرمى بتهمة الطائفية.فهذا اقل ما يقال ضد من لم تطله أيادي حزب الله ليذهب ضحية انفجار سيارة مفخخة أو ينتهي بطريقة أخرى من طرق الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي اشتهرت بهما خلال السنوات الأخيرة الساحتين اللبنانية و الإيرانية.
و ما كان يقال عن مشاركة حزب الله في الحرب الإيرانية ضد العراق، إضافة إلى مشاركته السلطات الإيرانية في قمع احتجاجات عرب الأحواز وبعض الاحتجاجات في المدن الإيرانية، والكشف عن دوره في تدريب المليشيات الطائفية في العراق، جميع هذا الكلام كان يعد من قبل حزب الله ومؤيديه، ضمن الحلقات التآمرية ضد الحزب، وكأن ليس للعالم شغل شاغل غير هذه المجموعة من الحشاشين الذين يعملون لمن يدفع أكثر، كما كان حاصل في جنوب لبنان حيث اغلب مسئولي حزب الله الحاليين من الصف الثالث وما دون راتبا أضخم من الرواتب التي تدفعها المليشيات الأخرى، ولكن حين تم تشكل حزب الله وأصبح هو من يدفع أكثر اتجه الجميع للعمل معه.
أحدث ما تم الكشف عنه مؤخرا في إيران ويرتبط بحزب الله وأصبح حديث الساحة السياسية والطلابية الإيرانية هو معتقل " سوله کهريزک " في طهران، حيث ما يجري فيه من تعذيب يعد أكثر رعبا و وحشية مما يجري في الزنزانة رقم 209 في سجن افين السيئ الصيت.
وبحسب المصادر السياسية و الإعلامية الإيرانية فان قسم من هذا المعتقل المخيف والموجود تحت الأرض يقع تحت إدارة عناصر تابعة لحزب الله اللبناني وهو قسم خاص بالمعتقلين الذين يتم نقلهم إلى طهران من الأقاليم والمدن غير الفارسية كالأحواز وبلوشستان و كردستان وغيرها، حيث وبعد الانتهاء من التحقيق معهم في هذا المعتقل يتم نقلهم عبر نفق خاص إلى الزنزانة 209 في سجن افين.
وقد تحدث عدد من الطلبة الإيرانيون المفرج عنهم مؤخرا عن مشاهداتهم لمعتقل " سوله کهريزک " حيث يمنع على المعتقلين الخروج من زنزانتهم لتغير الجو أو رؤية الشمس، كما لا يحق للمعتقل الذهاب إلى دورة المياه أكثر من مرة واحدة في اليوم، ويعطى المعتقل وجبة غذائية واحدة في اليوم فقط وهي عادة ما تكون بيضة و بطاطة مسلوقة و قرصة خبز واحدة.
وقد أكد المعتقلون المفرج عنهم أن هذا المعتقل ليس جديدا فقد كان مخصص في السابق لاحتجاز غير الإيرانيين وكان يدار من قبل عناصر حزب الله اللبناني وقد سبق أن تم فيه احتجاز العديد من عناصر جناح تنظيم القاعدة في فلسطين ولبنان. وقد أكد هؤلاء المفرج عنهم أن العديد من طلبة جامعة طهران الذين تم اعتقالهم على خلفية الأحداث المتكررة التي شهدتها جامعة طهران خلال السنوات الماضي، كانوا ينقلون إلى هذا المعتقل وقد تم تعذيبهم على يد عناصر حزب الله المشرفين على تعذيب المعتقلين قبل أن يتم تسليمهم للمحققين الإيرانيين.
وقد كتب عن ذلك المعتقل وما يدور فيه من تعذيب وحشي على أيدي عناصر حزب الله، ابرز زعماء الاتحادات الطلابية والذي تم اعتقاله لمرات عديدة وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب هناك، وهو الطالب والسجين الشهير المهندس حشمت الله طبرزدي.
لكن ما فاجئني هذه المرة هو ما كشف عنه بعض طلبة جامعة " پلی تکنيک " المفرج عنهم مؤخرا، حيث كشف لي بعضهم انه قد تعرض لاعتداءات جنسية في معتقل "سوله کهريزك" الذي يديره عناصر من حزب الله اللبناني. فقد اكد هؤلاء الطلبة ان الاعتداءات الجنسية تمت ضدهم بواسطة القناني وبيض الدجاج و ادخال ادوات اخرى في فروجهم. وكان من بين الذين تعرضوا الى مثل هذاالنوع من التعذيب المعتقل " بينا داراب زند" الذي كان اول من كشف عن هذا الامر وقد اعيد اعتقاله بعد ان كان قد افرج عنه، وذلك بسبب كشفه عن هذا الاسلوب من التعذيب المرعب.
ويضيف طبرزدي قائلا: لقد تم الكشف عن معتقل "سوله کهريزک" بعد ان تبين ان التعذيب الذي يجري ضد الطلبة المعتقلين لم يكن في الزنزانة 209 والتي هي معتقل مشهور لدى الجميع و كان يجري فيه التحقيق مع الطلبة، وانما تم التعذيب في مكان قريب منه وقد قادت المعلومات المتبادلة بين المعتقلين الى الكشف عن هذا المعتقل الموحش (سوله کهريزك)،.
اذن بعد هذه الفضيحة الجديدة والشاهدات التي قدمها الطلبة الايرانيون، بماذا سوف يرد قادة حزب الله، ؟.
طبيعي سوف لن تكون اجابات اكثر من تهريجات كغيرها من التهريجات السابقة مرددين ذات الاسطوانة المشروخة التي حفظها الجميع، فمن المؤكد انهم سوف يقولون ان موضوع معتقل "سوله کهريزك" مجرد شائعات يحيكها اعداء المقاومة وانصار (اسرائيل)!.
ولكن من سوء حظهم هذه المرة ان اخبار هذه الفضيحة لم تصدر من بيروت ولا من اي بلد عربي اخرى، بل انها خرجت من عاصمة الولي الفقيه الذي يدين له قادة حزب الله بالولاء المطلق ولايمكنهم القول بان طهران تتأمر عليهم. كما ان السلطات الايرانية لم تكذب هذه الاخبارلانها ببساطة لا يمكنها فعل ذلك حيث ان لدى قادة الاتحادات الطلبية، والطلبة الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب على يد عناصر حزب الله في معتقل "سوله ی کهريزك"، من الادلة القاطعة والقادرة على افحام نظام الملالي ومن والاه.
ولكن قد قيل سابق، ان لم تستحي فافعل ما تشتهي.