فى الإشكالية الدوجماطيقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
1- رؤية مُغايرة للوثيقة الفاتيكانية الدوجماطيقية
- 1-
عزيزى القارىء دعنى اؤكد لك - وفى ثقة دوجماطيقية - انك دوجماطيقى
نعم انت دوجماطيقى لكنك - وللأسف - لا تعرف ذلك
لأنك - وبأختصار - لا تعرف ما هى الدوجماطيقية
الدوجماطيقية - وحتى لا تُسىء الفهم - ليست سبة ولا شتيمة سوقية - إن حسبت ذلك - والا كان من حقك ان تقاضى الكاتب الأحمق بتهمة السب والقذف
الدوجماطيقية - حتى تعرفها وتعرف انك تدين بها - ليست مذهبا فلسفيا أو دينيا، وإنما هي - في أكثر معانيها انتشارا- سمة وطريقة تفكير تتسم بها أي فرقة أو مذهب أو فلسفة تزعم امتلاك الحقيقة المطلقة بشكل شامل، ولا تقر بأنها قد تحتمل شيئا من الخطأ أو النقص، وتقطع بأن ما تحوزه من معارف ومعتقدات لا يقبل النقاش ولا التغيير، حتى وإن تغيرت الظروف التاريخية، أو السياقات المكانية والاجتماعية، فهي إذن مقدسة ومنزهة عن أي نقد الدوجماطيقية هى الاعتقاد الجازم واليقين المطلق دون الاستناد إلى براهين يقينية، وإنكار الآخر ورفضه باعتباره على باطل مطلق!
ومن ثم فهي مبدأ التعصب، وسمة لكل متزمت، ومنشأ الحروب العقائدية.
وهى - واخيراً وعلى سبيل الأستزادة المعرفية - تعريب لكلمة Dogmatism، ولها ترجمات عديدة، مثل: وثوقية، قطعية، توكيدية، إيقانية، معتقدية
هل صدقت الأن ما ادعاه الكاتب عليك من انك دوجماطيقى..؟!
هل تستطيع - ولو للحظة - ان تنكر دوجماطيقيتك..؟!
وهل تستطيع - ولو للحظة أيضاً ان تعلن دوجماطيقيتك هذه جهاراً
دعنى اعلنها هنا - عن نفسى وعنك - كُلنا دوجماطيقين
كُلنا هذا الرجل
وإن تفاوتنا وتباينا - قليلاً - بحسب نسبية اينشتاين
كُلنا نؤمن بأننا نمتلك الحقيقة المطلقة
وان الأخرين - حتماً ولابد - على باطل
ثق يا عزيزى اذن فيما اقوله لك
اى كانت ديانتك واى كان مذهبك او طائفتك
دينى كنت او لا دينى
انت - وبلا شك - دوجماطيقى
مؤمن بالحقيقة المطلقة لما تنتمى إليه
والباطل المُطلق لما ينتمى إليه الأخرون
حتى الوجودى - الذى نأى بنفسه عن فكر وفكرة الدين - ما هو الا دوجماطيقى اخر
يؤمن انه على حق
ويؤمن ان الله ومن يتبعه على باطل
اتفقنا اذن
انت دوجماطيقى
ولا تحاول ان تنكر - لأن الأنكار لن يفيدك
اتفقنا ان كُلنا دوجماطيقين - وان تفاوتنا نسبياً فى ذلك
لنستطرد اذن فى اطروحتنا المُنهكة هذه
-2-
من بين العديد من الأطروحات التى عالجت التصريحات الفاتيكانية كانت لى وقفة - بل وقفات - مع اطروحة - وتخيلوا - لكاتب اسرائيلى يُدعى (افيعاد كلاينبرغ) وقد نشرت له بجريدة ايديعوت احرونوت الأسرائيلية بتاريخ 8/7/2007
وقد بدأ الرجل اطروحته المُعنونة بـ (تصريحات البابا بأن الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة الحقيقة تثير غضب رجال الكنائس) بقوله:
" البابا بندكتوس السادس عشر لا يؤمن بالطمس، يؤمن بقول الامور كما هي. وهو يعتقد مثلا بأن الكنيسة الكاثوليكية، التي يقف علي رأسها، هي كنيسة الحقيقة، فيما أن باقي الاديان، وكذا التيارات المسيحية المختلفة، لا تمثل الحقيقة بل علي أبعد حد انواعاً مختلفة من الاقترابات والصيغ لهذه الحقيقة. وان شئتم قول ذلك بلهجة اقل دبلوماسية، فان غير الكاثوليكيين يخرجون عن الحقيقة الواحدة التي يؤمن بها البابا. "
ويستطرد افيعاد - ذلك الأسم اللطيف -
" بندكتوس السادس عشر محافظ، يؤمن بالحقيقة، يؤمن بقول الحقيقة ـ للمسلمين، للبروتستانت، للشكاكين. هذه الحقيقة ليست مطلقة. هي حقيقته. ولكن علي الاقل نحن نعرف اين يقف هو. "
اذن البابا الكاثوليكى - وبحسب اطروحة افيعاد وبحسبة منطقية بسيطة من اطروحتنا - هو دوجماطيقى اصيل
يؤمن انه يملك ويمتلك الحقيقة المٌطلقة - ويزيد على ذلك - إيمانه الدوجماطيقى بأنه الحقيقة المُطلقة ذاتها إذ يكتسب هذا من كونه اولاً - وبحسب الأيمان الكاثوليكى - معصوماً من الخطأ والخطية - وثانياً كونة على رأس كنيسة الحقيقة.. الكنيسة الكاثوليكية
لكن الجديد فى اطروحة افيعاد - وخلافاً - لردود الأفعال العالمية - انه لا يجد غضاضة فى تصريحات البابا ولا يجد غضاضة كذلك فى الوثيقة الفاتيكانية بل ويرى ان تصريحات البابا ووثيقته تكسبه قدسية ومصداقية لا توجد عن اخرين وهم كُثر
ويكفي البابا - بحسب افيعاد - انه يعرف اين يقف ويكفيه كذلك انه دائماً ما يُخبرالأخرين مسيحيين او مسلمين بمكان وقوفه
يقول افيعاد اليديعوتى احرونوتى
" قول حقيقتك يشبه استخدام اللغة الفظة في مجتمع مختلط. الجميع يعرفون لماذا تدخل العروس تحت عريشة الزواج، ولكن لا يجب توسيخ الفم بقول الامور كما هي.
قول الحقيقة يمس بشعور الاخرين، فهو لا يراعي الاخرين. ويفضل الكثيرون اجراء حوار معقد يتضمن كليشيهات يمكن للجميع أن يتوافق معها. أنا احترمك وانت تحترمني. لماذا نحن نحترم الواحد الاخر؟ ليس لان كل واحد يحترم آراء الاخر، بل لاننا جميعا ليس لنا رأي، لان احدا منا لم يتخذ موقفا حقيقيا، بل مثلما في تصريحات المرشحات في المنافسة علي ملكة الجمال تتحدث عن رغبتها في السلام العالمي والتفاهم بين القوميات والاعراق.
وما يقلق في هذا الميل للطمس ليس تحويل الحوار الديني الي موقف داخلي مغاير، كل طرف فيه ينتج رواية معدلة للمواقف الدينية. فعلي أي حال، اذا كان البديل هو الحروب الدينية، فيفضل عليها بالطبع الاكاذيب. والمشكلة هي أن عدم قول الحقيقة اصبح وباء "
قول حقيقتك - وكما يرى افيعاد - صار فى عرف كثيرين نوعاً من استخدام اللغه الفظة وتوسيخ الفم - وياله من تشبية لغوى فج - لذا اضطر الجميع للكذب المستتر واستخدام اكليشيهات جاهزة (قبلات اللحى والعمائم واحدة منها)
لم يعد لنا رأى ولم نتخذ موقف حقيقى واضح خشياً من ان يتحول موقفنا الحقيقى من الأخر - الذى نؤمن يقيناً انه على باطل - إلى حرب عقائدية.. لذا فضلنا الأكاذيب واستغرقنا وغرقنا فيها
اما البابا الفاتيكانى فلم يفعل
استخدم اللغة الفظة ولجأ إلى اسلوب توسيخ الفم
صار له رأى وموقف واضح يُحترم
هو عرف ويعرف اين يقف واخبر الأخرين - دون حياء - بذلك
لم ينكر دوجماطيقيته واعلنها جهاراً
هو يؤمن انه الحقيقة المطلقة
ام الأخرين فباطل
وباطل الأباطيل الكل باطل
-3-
لاحظ الشيخ يوسف القرضاوى - وبا له من رجل دقيق الملاحظة - " ان البابا الفاتيكانى يحرص في الفترة الأخيرة على مهاجمة كل الأديان، حيث هاجم البابا بنديكت السادس عشر كل الأديان، خاصة الإسلام، كما هاجم البروتستانت والأرثوذكس، عدا اليهود الذين لم ولن يقترب منهم".
ولا داعى لأن نطيل فى الحديث عن حالة الوفاق التى تعيش فيها الكنيسة الكاثوليكية مع اليهود والتى لم يكن من اسوأ نتائجها تلك الوثيقة التى برأت اليهود من دم المسيح
لكن ما يعنينا هنا تحديداً هو التفكير - ولو قليلاً - فى موقف افيعاد الذى لم يرى غضاضة فى تصريحات البابا الفاتيكانى على الأسلام مرة وعلى الطوائف المسيحية الأخرى مرات بحجة ان الرجل لا يستنكف من التصريح بدوجماطيقيته
يعنينا - وكثيراً فى هذه المرة - التفكير فى موقف افيعاد لو حدث وتجرأ البابا الفاتيكانى ورمى اليهودية بالبطلان او تطاول وتهجم عليها بأى صورة من الصور
هل سنرى مقال لأفيعاد يورد فيه هذه العبارة
" " بندكتوس السادس عشر محافظ، يؤمن بالحقيقة، يؤمن بقول الحقيقة ـ للمسلمين، للبروتستانت , لليهود. هذه الحقيقة ليست مطلقة. هي حقيقته. ولكن علي الاقل نحن نعرف اين يقف هو. "
هل سيظل افيعاد على موقفه..؟!
ام سـتـاخذه النعرة السامية ويرى حينها التجسد الحقيقى للغة الفظة وتعرف اذنه نتائج توسيخ الفم..؟!
غالب ظنى انه سيستل سيف قلمه ويتهم البابا بمعاداه السامية وإنكار المذابح الهولوكوست والمحارق النازية
ذات السيف الذى خرج مرة ليدافع سيخرج مرات ليهاجم دون هوداه
انا لا اعرف افيعاد
لكننى - على الأقل - اعرف اليهود
هو دوجماطيقى
وهم دوجماطيقين
ولعل اتهام القس البولندى (تاديوس ريدزيك) والذى يشرف على إمبراطورية إعلامية محافظة تشتمل على إذاعة "راديو ماريا" الكاثوليكية بمعاداة السامية - منذ ايام - لمجرد انه صرح بأن اليهود جشعون وإن الرئيس البولندي ليخ كاتشنسكي خاضع للوبي اليهودي.هى خير دليل على دوجماطيقية اليهود الفريدة
دوجماطيقية شعب الله - الذى كان مُختاراً - ولم يعد
-4-
يقول قداسة البابا شنودة ان سبب صدور مثل هذه الوثيقة هو " الاعتزاز بالشخصية الكاثوليكية كما لو كانوا هم المسيحيين الوحيدين في العالم كلهrlm; "
وذلك الأعتزاز الدوجماطيقى ليس وليداً - كما لابد وان نعرف - ولا يرتبط حتى بالوثيقة التى نشرت بالموقع الرئيسى للفاتيكان وبـ 7 لغات تتضمن اللغة الواحدة منها ما يقرب من 1200 كلمة مًركزة وقوية حول استئثار الفاتيكان بالخلاص واحتكار روح المسيح
ذلك الأعتزاز الدوجماطيقى لا يرتبط حتى بوجود البابا الفاتيكانى الحالى صاحب الملف المُتخم بالسوابق التى كان اخطرها إعلان " دومينوس يزوس " عام 2000م والذى اصدره يوم كان كردينالاً اسمه جوزيف راتسينجر , رئيساً لمجمع العقيدة والأديان
ذلك الأعتزاز الدوجماطيقى وجد - ولكم ان تتخيلوا وتُذهلوا - فى رسالة للبابا الراحل يوحنا بولس الثانى بعنوان (إعلان الرب يسوع في وحدانية الخلاص وشموليته في يسوع المسيح والكنيسة) والتى جاء فيها
" فبالنسبة إلي الدين الصحيح، أكد آباء المجمع الفاتيكاني الثاني أننا نؤمن بأن الديانة الوحيدة الصحيحة قائمة في الكنيسة الكاثوليكية الرسولية التي أوكل الرب يسوع إليها مهمة أن تُعرف العالم أجمع بهذه الديانة.. "
ويستطرد
" أن هناك وجودا وحيدا للكنيسة الحقيقية، بينما لا يوجد خارج مجموعاتها المرئية إلا عناصر كنسية، وبما أنها عناصر من الكنيسة نفسها، فهي تتوق و تقود إلي الكنيسة الكاثوليكية ".
الكنيسة الكاثوليكية هى اذن كنيسة مُعتزة بشخصيتها جداً
ووثيقتها الأخيرة لا تعبر عن موقف وليد
انه موقف قديم قدم الأنقسام الخليقدونى ذاته
كنيسة ترى ان " الديانة الوحيدة الصحيحة قائمة في الكنيسة الكاثوليكية الرسولية "
هى كنيسة دوجماطيقية
دوجماطيقية جداً
-5-
كتب الكاتب هذه الفقرة مراراً ومزقها مراراً
وقرر فى النهاية ان يحذفها من المقال ويحولها إلى مقال كامل
وقرر ان يعنوانه بـ (الإسلام الدوجماطيقى)
-6-
" شنودة يحتفل بالبطريرك الإثيوبي تحت شعار الأرثوذكسية هي الكنيسة الوحيدة للمسيح"
بهذا العنوان خرجت علينا جريدة المصرى اليوم الصادرة بتاريخ 15/7/2007 لتؤكد لنا ان قداسة البابا شنودة بدأ بهذه العبارة كلمته الترحيبية بالبطريرك الإثيوبي الأنبا باولص، والكاثوليكوس آرام الأول، رئيس الكنيسة الأرمني فى الأحتفال الرسمى الذى اقامه قداسته
وبعيداً عن صحة الخبر من عدمه الا ان ثمة ملحوظة لابد وان نأخذها فى اعتبار اطروحتنا الا وهى..
قد يصح ان الكنيسة الأرثوذكسية لم تصدر بياناً او وثيقة او اعلاناً قررت فيه انها كنيسة المسيح الوحيدة
او ان الديانة الوحيدة الصحيحة قائمة فى الكنيسة الأرثوكسية
الا ان هذا لا يمنع ان قادة وشعب الكنيسة - والعبد لله منهم - على يقين إيمانى ان الكنيسة الأرثوذكسية هى الكنيسة التى تملك الحق المطلق.. هى الكنيسة التى حافظت على الإيمان المُسلم لها من قبل الرسل اما الكنائس الأخرى فلا
كُلها كنائس خليقدونية مُنشقة وايام المجامع تشهد على كذب دوجماطيقيتها وصدق دوجماطيقيتنا
ولعل ما سنورده هنا على لسان الأنبا بيشوى نفسه (وهو تفريغ اعده احدهم) لـ CD الفيوم الأخير لهو خير دليل على الدوجماطيقية الأرثوذكسية
قال الأنبا بيشوى
" سؤال مضحك عنى.. يقول إذا كان نيافة الأنبا بيشوى ينتقد القمص زكريا بطرس لأنه يهاجم الأديان الأخرى، فلماذا نيافتكم يهاجم بشدة الطوائف الأخرى وتحكم عليهم بعدم دخول الملكوت "الجنة"؟
تخيلوا ماذا كان رد الأنبا بيشوى.. قال أيوه مش داخلين.
اوأضاف.. واحد بيقولى أنت بتهاجمهم ليه.. لما أنت بتنادى بعدم الهجوم.. هنا يا صاحب السؤال.. لو كنت موجودا فى القاعة دلوقتى.. أطلب منك حاجة.. هات لى شهادة مختومة وممضية من رئيس الطوائف دى.. أو رؤساء الطوائف دول يقولوا احنا مش مسيحيين وأنا لا يمكن أهاجمهم بعد كده.. وأمضيلك على الوثيقة اللى هاتجيبها.. حيث إنهم قد اعترفوا أنهم ليسوا مسيحيين فلن أهاجمهم فيما بعد.. تقولى يعنى إيه؟.. ها أقول هما لو قالوا احنا مش مسيحيين خالص.. أنا مالى بيهم.. لكن هما بيقولوا كلنا واحد فى المسيح وبياخدوا ولادنا.. ويقولوهم أنتم بتعبدوا أصنام فى الكنيسة وبتخبزوا الإله بتاعكم فى الفرن.. أنت مانتاش عارف هم بيقولوا علينا إيه (وهنا يقصد الأنبا بيشوى البروتستانت فى هذه العبارات السابقة حيث أضاف.. واحنا لا نستبعد إنك أنت نفسك (يقصد صاحب السؤال) بروتستانتى
يتجه بعد ذلك الأنبا بيشوى إلى القديسين فى الكنيسة الكاثوليكية قائلاً
" مثلاً سانت ريتا.. حاجة حلوة أوى.. ما تجيب لنا حضرتك أيقونة لسانت ريتا نحطها فى الكنيسة.. ده اللى ناقص والقديس منصور.. ياحلاوة على القديس منصور.. "
وينطلق بعد ذلك الأنبا بيشوى لإصدار فتوى عجيبة ويقول: أن الكاثوليكى ممكن وإن كان غير مؤكد يدخل الجنة إذا قال فى لحظات احتضاره الأخيرة: "يارب أقبل ايمانى بالأرثوذكسية ولعنة الله على عقائد الكاثوليك"، وإن كان دخوله الجنة غير مؤكد لأنه تعمد من كهنة كاثوليك يرى الأنبا بيشوى أنهم محرومون منذ ستة عشر قرناً تقريباً، لذلك تنازل الأنبا بيشوى عن صلاحياته التى من خلالها يدخل الجنة من يشاء ويمنع من يشاء بقوله: أنا شخصياً مش ها أقدر أحدد دى ها اتركها لربنا بقى ولتقييمه لموقف الإنسان اللى عاش طول عمره كاثوليكية ".
لم اسمع هذا الكلام بأذنى ولم يطاوعنى قلمى لصياغة الفقرة السابقة نظراً لقناعاتى الشخصية من نحو كهنة الله وانهم تحت الضعف والخطأ والخطية على طول الخط وعرضه وارده
لكن ما اوردناه هنا كان تفريغاً اعده الأستاذ عاطف حلمى فى مقاله الحوار المسيحى - المسيحى عشم إبليس فى الجنة المنشور بجريدة روز اليوسف للـ CD مؤتمر تثبيت العقيدة فى الفيوم
والغاية هاهى صورة اخرى للدوجماطيقية
الدوجماطيقية الأرثوذكسية
-7-
يقول قداسة البابا شنودة فى حوار اجرى معه من قبل جريدة الأهرام
" وان كانت الكنيسة الكاثوليكية تعتقد أنها الكنيسة الوحيدة فلا داعي أن تجرح شعور الآخرينrlm;,rlm; ونحن لسنا ضد اعتزاز الكاثوليك بكنيستهمrlm;,rlm; لكن ليس معني ذلك أن كل كنيسة لا تنضم إليهم هي ليست كنيسةrlm; "
قداسة البابا يُرسى هنا لقاعدة هامة جداً فى طرحنا الدائر حول الإشكاليه الدوجماطيقية
البابا يُعلن انه ليس ضد اعتزاز الكاثوليك بكنيستهم وليس ضد اعتقادهم بأنها الكنيسة الوحيدة - وضمنياً - ليس ضد دوجماطيقيتهم
لكن للدوجماطيقية - كما للصبر - حدود
من حق الكنيسة الكاثوليكية - واى كنيسة واى مذهب واى دين - ان تكون دوجماطيقية
لكن ليس من حقها ان تطعن فى دوجماطيقية الأخرين
خاصة ان هذا الطعن غالباً ما تنتج عنه جروح للأخرين(وجروح للمسيح أيضاً) بحسب تعبير البابا الذى يرى ان " رئاسة بابا الفاتيكان لكل كنائس العالم - الشرط الذى يُكسب هذه الكنائس صفة كنائس ويمنحها ان تكون جزء من الحقيقة المطلقة للكنيسة الكاثوليكية - لاتتفق مع تعاليم المسيح نفسهrlm;,rlm; لأن تلاميذ المسيح تصارعوا بينهم وبين أنفسهم بسبب من يكون فيهم الأولrlm;,rlm; والمسيح قال لهم من أراد فيكم أن يكون أولا فليكن آخر الكلrlm;,rlm; ومن أراد أن يكون سيدا فليكن عبدا وخادما للكل ففكرة أن يكون واحدا مسيطرا علي الكل فكره المسيح نفسه لم يوافق عليهاrlm;,rlm; لكن الكاثوليك يريدون أن يقولوا إن بطرس الرسول أحد تلاميذ المسيح هو رئيس الرسلrlm;,rlm; وان بطرس أسس كنيسة روماrlm;,rlm; وبذلك تصبح روما رئيسة الكنائسrlm;,rlm; والكتاب المقدس لا يقول اطلاقا أن بطرس أسس كنيسة روما اطلاقاrlm;,rlm; الواضح في الكتاب المقدس أن الذي أسس كنيسة روما هو بولس الرسولrlm; "
جملة هامة جداً ويجب الا تفوتنا هنا
" فكرة أن يكون واحدا مسيطرا علي الكل فكره المسيح نفسه لم يوافق عليها... "
المسيح اذن ضد فكرة الدوجماطيقية المُطلقة والدليل الذى اورده قداسة البابا على ذلك
" ان المسيح كان يحاول كسب كل الناس بالحبrlm;,rlm; وليس خسارتهم ولم يتصرف هكذا مع الأمم ولا مع السامريينrlm;,rlm; بل قال عن قائد المائة الأممي لم أجد في إسرائيل كله إيمانا مثل إيمان هذا الرجل وضرب مثل السامري الصالح الذي كان أفضل من الكاهن واللاوي اليهوديينrlm;.rlm; "
...
-8-
قد يندهش البعض منى حين اعلن هنا اننى اتفق مع اطروحة افيعاد كلاينبرغ - وارجو الا يحسب هذا تطبيعاً -
ولا اجد - انا الأخر - غضاضة فى ان يعلن بابا الفاتيكان عن دوجماطيقيته جهاراً وعلى الملأ - هذا بالطبع مع بعض التحفظ على طريق وسياق الأعلان ووقت الطرح -
لا تنسوا ان ثمة اتفاق مٌسبق بيننا ان كُلنا دوجماطيقين
وقد اثبتنا بالدليل تلو الدليل مؤشرات دوجماطيقيتنا هذه
والأن من منكم بلا دوجماطيقية فليرمى بابا الفاتيكان اولاً بحجر
اين ذهبت احجاركم؟
واين ذهبت احجارى؟
ولا انا أيضاً ادينة
انا ما يجعلنى مُصراً على تميز اطروحة افيعاد هو ما اروده الأب لومباردى مُدير المكتب الصحفى للفاتيكان فى تصريح له لمجلة روز اليوسف
يقول الأب لومباردى
" هكذا تعتقد الكنيسة الكاثوليكية فى نفسها وهكذا تعتقد كل كنيسة فى نفسها، بل إن إصدار وثيقة تقول ذلك بوضوح من المفترض أن يكون مفيدا لحوار الكنائس، حيث إن التعريف بالذات هو أساس بدء التعارف والكنيسة الكاثوليكية لن تغضب إذا قالت الكنيسة البروتستانتية على سبيل المثال عن نفسها أنها الكنيسة الأصح أو الأفضل، فهذا طبيعى ولهذا السبب توجد عدة كنائس وطوائف ولا توجد وحدة فالاختلاف هو أمر طبيعى...
فالكنيسة يجب أن يكون موقفها وعقيدتها واضحين... "
وهذا بالطبع لا يوقف حالة الحوار والحراك المسكونى بل يُعد تعريفاً بالذات واساس حقيقى لبدء التعارف امتداداً نحو حوار مثمر بين شخوص ومؤسسات تعرف اين تقف واين يقف الأخرون
حوار يهدف إلى إيجاد ارضية مشتركة تصلح لحالة وقوف جماعية
حوار - وكما قال بطاركة المشرق الكاثوليك - فى رسالة مُعنوانة بـ الحضور المسيحي في الشرق (شهادة ورسالة) قُدمت بمناسبة عيد الفصح سنة 1992
" ينقلنا من الاستبعاد إلي الاستيعاب، ومن الرفض إلي القبول، ومن التصنيف إلي التفاهم، ومن التشويه إلي الاحترام، ومن الإدانة إلي التسامح، ومن العداوة إلي الألفة، ومن التنافس إلي التكامل، ومن التنافر إلي التلاقي، ومن الخصومة إلي الصداقة "
-9-
كلمة اخيرة
لا اظن ان هناك كلمة اخيرة فمازالت اطروحاتى حول الدوجماطيقية متواصلة
لكن لا مانع من ان نخرج هنا بنتيجة
من حقك ان تكون دوجماطيقى
لكن ليس من حقك ان تحتكر الدين
وليس من حقك ان تحتكر الله
ملحوظة: كاتب هذا المقال مصرى مسيحى ارثوذكسى دوجماطيقى حتى النخاع
لا انا بل نعمة الله التى معى
George02002@gmail.com
المراجع
1- الدوجماطيقية.. وهم امتلاك الحقيقة المطلقة - أ. د. محمد عثمان الخشت
2- تصريحات البابا بأن الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة الحقيقة تثير غضب رجال الكنائس.. مقال منشور بجريدة ايديعوت احرونوت / القدس العربى للكاتب افيعاد كلاينبرغ
3- القرضاوي لـ"المصري اليوم": بابا الفاتيكان يهاجم كل الأديان إلا اليهودية.. وتصريح سكرتيره ينسف الحوار مع الإسلام - جريدة المصرى اليوم
4- إسرائيل تتهم قساً بولندياً بـ "معاداة السامية" - موقع cnn 1/8/2007
5- بندكت جرح المسيح والمسيحيين وخسر كل المسلمين - حوار جريدة الأهرام مع قداسة البابا شنودة
6- " احتكار الدين ".. مقال للأستاذ هانى لبيب - مجلة اخر ساعة
شنودة يحتفل بالبطريرك الإثيوبي تحت شعار "الأرثوذكسية هي الكنيسة الوحيدة للمسيح" - جريدة المصرى اليوم
7- الحوار المسيحى - المسيحى عشم ابليس فى الجنة - عاطف حلمى - مجلة روز اليوسف
8- الأب لومباردى مدير المكتب الصحفى الفاتيكانى: الوثيقة التى أصدرناها شأن داخلى.. روز اليوسف