وحدة وطنية عراقية مدهشة في العداء لدولة الكويت؟
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
و الذي شهد متغيرات عراقية عاصفة أزيحت خلالها قوى سياسية عراقية عديدة و إنفرد البعثيون بالساحة و هيمن جناح فاشي على السلطة المطلقة و هو جناح المشنوق صدام الذي مارس سياسة اللعب الخبيث مع الكويت متذرعا بحكاية الخطر الإيراني الداهم الشاهنشاهي و رافضا لترسيم الحدود و إغلاق الملف بالكامل مؤكدا لكل الوفود الكويتية من أنه مستعد لإعطاء البصرة للكويت شريطة حمايتها من إيران؟؟؟ و هو كلام فارغ يعبر عن نوايا مبيتة تمثلت سريعا في الهجوم على مخفر الصامتة الحدودي في فبراير/ شباط 1973 و دخول وساطات عربية قوية للحد من تدهور الموقف؟ و كانت نوايا صدام مبيتة و لكنها واضحة تجسدت فيما بعد بأساليب الحقد و الغدر مع الغزو الذي قام به الجيش العراقي في 2/8/1990 و الذي حسم جدلا سياسيا و شعبيا عراقيا طويلا، و برغم قيام الحرب العراقية/ الإيرانية و تقديم الكويت لمساعدات هائلة حفظت خلالها قوة الجبهة العراقية أمام الزخم الإيراني الذي كان يهدف لإحتلال العراق بالكامل و فرض نظام ولاية الفقيه فيه إلا أن ذلك لم يشفع للكويتيين في تصورات القيادة العراقية السابقة المعبئة بالحقد المريض بعد تبلور حكاية المجال الحيوي أيضا في الذهنية العراقية، و برغم أن الغزو كان جريمة مع سبق الإصرار و الترصد إلا أن قطاعات عراقية عديدة و بعضها في السلطة اليوم كانت تعتبرها ضرورة و من طبائع الأمور و لعل إختلاف مواقف المعارضة العراقية أيام الغزو كان يبعث على التأمل؟ فالأحزاب القومية و حتى الدينية لم ترفض الغزو و الضم إلا بسبب أنه قد تم على يد صدام و نظامه فقط لا غير؟ فلو أنه تم على أيادي أخرى فلا بأس به؟ بل أن بعض الأحزاب الدينية و الطائفية إعتبر الغزو إنتقام سماوي من الكويتيين الذين وقفوا مع النظام العراقي لمنع الإحتلال الإيراني للعراق؟ فيما إعتبر الجناح الآخر لحزب البعث العراقي في الشام الغزو بكونه حركة وحدوية مباركة لتحقيق أهداف الأمة العربية في الوحدة و الحرية و الإشتراكية؟؟، و بعد التغيير الكبير في العراق و قيام الولايات المتحدة بإسقاط نظام البعث و تقديم الكويت مساعدات ستراتيجية مهمة في عملية الإسقاط مشفوعة بدعم لا محدود لقيام النظام الجديد و البديل في العراق تلبست الروح العدوانية الأحزاب الدينية و الطائفية الفاشلة التي تسللت تحت غطاء الإحتلال للهيمنة على العراق فكان الصدريون مثلا في غاية الحساسية في التعامل مع الكويت ووفقا لتوجهات زعيمهم النزق مقتدى الصغير و لكون غالبية القيادات الصدرية ذات منشأ تربوي و سياسي بعثي في الأساس لكونهم أعضاء سابقين في البعث و منظماته المدنية و العسكرية كالإتحادات الطلابية و الجيش الشعبي و فدائيي صدام و غيرها؟ كما أن حزب الدعوة الذي تآمر مع إيران ضد الكويت في تفجيرات 1983 و ما قبلها و ما بعدها يحمل من نيران وذكريات الحقد الشيء الكثير؟ و رغم أن دولة الكويت قد أغدقت على قيادات المجلس الأعلى و الزعامات المعممة بالأموال و الهدايا الجزيلة جدا جدا لدرجة أن السيد محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم السابق حينما يأتي إلى الكويت و هو غالبا ما يأتي لأن عيونه مسلطة على السفارة العراقية في الكويت ليكون أحد أبنائه سفيرا للعراق هناك تقوم الدولة الكويتية بتوفير حماية كبيرة له و تخصيص موكب حافل لا يخصص للأمير و لا لولي العهد ذاته اللذان يقومان بزيارة الدواوين الشعبية بكل هدوء و سلاسة بينما عمائم العراق ترفل بالبهرجة و مظاهر الحكم و السلطة رغم تفاهتها الحقيقية؟ و معروفة حكاية الملايين التي كان يأخذها محمد باقر الحكيم من الكويت في زياراته الرمضانية و التي ورثها شقيقه في المجلس الإيراني الأعلى، المهم في الحكاية أن العراقيين للأسف رغم الحروب الطاحنة الدائرة بينهم و رغم حملات الكراهية التاريخية التي تطحنهم و التي جعلت من العراق واحدا من أفشل الدول في التاريخ؟ لا يوحدهم سوى جامع واحد ورابطة واحدة وهي العداء للكويت بغض النظر عن هوية الحاكم بعثيا كان أم شيوعيا؟ سنيا كان أم شيعيا؟ ملحدا كان أم مؤمنا ينتظر بزوغ دولة الخلافة أو ظهور المهدي؟..... تلك هي الحقيقة للأسف و التي هي واحدة من أهم خلفيات جريمة غزو الكويت؟ ستتوالى سهام و صواريخ الشتائم ضدي و لكن الحقيقة ينبغي أن تقال؟
dawoodalbasri@hotmail.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف