أصداء

العراق: الإيزيديون يقتلون بالجملة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وقعت الواقعة اذن. تمكن عدد من البهائم المفخخة، من حثالة الفكر المجرم الذي ابتلت به البشرية، من تفجير اجسادهم النتنة في بيوت الإيزيديين الآمنين في قريتي "تل عزير" و"سيبا شيخ خدري" في شنكال، فقتلوا المئات من الأطفال والنساء. عائلات كاملة ابيدت عن بكرة ابيها. دور سقطت من جراء الإنفجار المروع فدفنت بداخلها ساكنيها احياءً.
لقد حلت الكارثة بالإيزيديين. حاق الفرمان رقم 73 بالإيزيدية...
وكالات الأنباء وشبكات التلفزة العالمية تحدثت عن الهجوم الكبير الذي يٌعتبر الأقوى منذ تدخل الأميركان في العراق وسقوط نظام صدام حسين. الهجوم الكبير الذي اوقع "اكبر قدر من الضحايا منذ غزو واشنطن للعراق" اصاب الإيزيديين دون غيرهم.
الإيزيديون دفعوا الثمن الأكبر في العراق، وهم الفئة القليلة المظلومة التي لاظهر لها ولاسند.
قلنا في وقت سابق بإن الإيزيديين سيدفعون الثمن الفادح الذي لايحٌتمل اذا لم يفكروا ويحتسبوا جيداً للأمر. قلنا ان تحدي الآخر سيضر بالإيزيديين وسيصيبهم في مقتل. وقلنا ان الإيزيديين هم "من سيخسر في اول مواجهة وسيدفعون الثمن غالياً. فالمنطقة، بل والعالم كله، يمر بصحوة اسلامية، وظل الإرهاب المميت يٌخيم على كل العالم الإسلامي، فحذار من التحريض وإستفزاز الآخرين وفعل ماهو شائن ومكروه".
الإيزيدية تعاني ازمة حقيقية. هي تتخبط في البحث عن الهوية والحل ويقود بعضها نفر مراهق لايفقه من السياسة شيء. ارتكب سفهائها الحماقات وايقظوا غول الإرهاب وجرجروه من ذيله لكي ينهش في نحورهم. الإيزيديون صمت عقلاؤهم واستنسرت الفراخ في بلادهم: فلا غرو اذن ان يواجهوا الموت الزؤام لوحدهم...
الآن "وقعت الفأس بالرأس" وباتت الإيزيدية تحت مرمى الإرهاب القاعدي في العراق. وباتت القاعدة( وهي المنظمة الإرهابية العالمية التي تعجز حتى اكبر قوة كونية من القضاء التام والمبرم عليها) تخطط وعلى اعلى المستويات لقتل وإفناء الإيزيديين.
ومن نافلة القول ان حادثة قتل الفتاة الإيزيدية "دعاء" على يد نفر متوحش وغبي من ابناء الإيزيدية والشحن والتحريض والتضخيم العنصري/العصبوي من لدن بعض الإعلام، ومواقع الإنترنت، والكتاب الطائفيين العرب والكرد، كان السبب الرئيسي في اصدار فتاوي استحلال دماء الإيزيديين.
جرائم قتل المئات من الإيزيديين في الثلاثاء الأسود تدل عن تخطيط كبير ونية مجرمة في القتل والإبادة تضمرها "القاعدة" وبقية التنظيمات الإسلامية الإرهابية للإيزيديين. ومع بقاء العراق هكذا غارقاً في الدم الطافح لأجل غير منظور، فإن الإيزيديين سيواجهون الموت والتطهير الديني باوضح اشكاله. فاما ان تلجأ حكومة اقليم كردستان والولايات المتحدة لحمايتهم من خطر الفناء، والا فانهم سيذبحون الواحد تلو الآخر، في هجمات وتفجيرات تنفذها البهائم المفخخة من عرب وعجم، من اولئك الذين حولتهم النصوص الصفراء الى كلاب مسعورة تنهش في لحم الآخر المختلف، طمعاً بالجنان حيث الحواري والغلمان المخلدين...
الإنفجارات اسفرت عن ابادة عوائل عن بكرة ابيها. فاي كارثة، يا إلهي، تلك التي حلت بالإيزيدية اليوم؟.
هل سنشاهد المظاهرات الكردية الكبرى في كردستان واوروبا؟. =
الكرد( ومن بينهم الإيزيديون طبعاً) خرجوا بعشرات الآلاف ليتظاهروا ضد الإرهاب على خلفية الهجوم الآثم على اربيل في الأول من شباط 2004 والذي ادى لمقتل مائة شخص وجرح مائتين. فهل ستنظم الأحزاب الكردية المظاهرات الحاشدة للتنديد بالإبادة التي حاقت بمجمعات كردية ايزيدية في سنجار، ام ان الإيزيديين( أو: الكورد الأصلاء!) سيخرجون كالعادة لوحدهم؟. لننتظر ونرى...
الكارثة التي حاقت بالإيزيديين يجب ان تكون الأخيرة. يجب على قوات البيشمركة في اقليم كردستان الجنوبية حماية الإيزيديين وشنكال من اي هجمات اخرى. يجب ان يصوّت اهالي شنكال لصالح المادة 140 والعودة لحضن اقليم كردستان. فلامناص من العيش مع الكرد المسلمين والنضال مع القوى العلمانية، القومية، الليبرالية الكردية لنيل حقوق الإيزيديين وتحقيق المساواة في المجتمع الكردستاني.
وثمة حل آخر، وهو ان يهاجر الإيزيديون لأوروبا وأميركا وكندا، وينجوا بارواحهم تاركين بلاد الموت التي وقعت بيد الإرهابيين واذيالهم. وهو الأمر الذي احبذه شخصياً، ما دام الخيار الآخر هو الموت تمزيقاً بمفخخات المجرمين...
على الإيزيديين كذلك ان يحموا انفسهم وتجمعاتهم من المجاميع الإرهابية التي اخترقت بعض القصبات العربية الجارة...
ينبغي ان يتحلى المسؤولون الإيزيديون في الحكومة والمؤسسات الكردستانية بروح المسؤولية وان يسعوا بكل جهدهم لحماية ابناء جلدتهم والدفاع عنهم في كل مكان، وعلى كل منبر. على النفر المزايد ان يتقي الله ويكف عن التحريض والإستفزاز.
وليرحم الله شهداء شنكال والخزي والعار للإرهابيين اعداء الحياة والإنسانية...
tariqhemo@hotmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف